تجددت الاشتباكات بين الأطراف المتصارعة في العاصمة السودانية الخرطوم، وفي مدينة بحري، فيما أعلن الجيش السوداني، أن الدراجات البخارية باتت في مرمى النيران، لاستخدامها من قبل قوات الدعم السريع في أعمال قتالية في خضم استمرار الصراع مع قوات الدعم السريع، والذي اقترب من شهره الأول، دون آفاق قريبة لإخماد النزاع.
وأفاد شهود عيان، بتجدد الاشتباكات بين الأطراف المتصارعة في الخرطوم، وفي مدينة بحري، وحلقت الطائرات الحربية في سماء العاصمة، وتم سماع دوي انفجارات قوية، وأصوات أسلحة ثقيلة في مناطق حيوية بالعاصمة الخرطوم وأحياء بمدينتي بحري وأم درمان.
وذكر الشهود، أن أعمدة الدخان تصاعدت من وسط الخرطوم بكثافة، كما سمع دوي انفجارات واشتباكات مسلحة في الشوارع.
وذكر الجيش السوداني في بيان: «تلاحظ لجوء قوات الدعم السريع لاستخدام الدراجات البخارية بطريقة مكثفة في تحركاتهم وعلى متنها أشخاص يرتدون أزياء مدنية، ما يجعلها أهدافاً مشروعة للتعامل معها بواسطة قواتنا». فضلاً عن تنبيه المواطنين بعدم استخدامها مؤقتاً لحين انتهاء العمليات العسكرية حفاظاً على أرواحهم، وفق ما ذكر مكتب المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية. ويأتي ذلك بعد أيام من قرار حاكم ولاية الخرطوم بالإنابة، أحمد عثمان حمزة، بحظر الدراجات النارية في العاصمة الخرطوم والمناطق المحيطة بها في نقل الركاب، في حين منح الشرطة سلطة إيقاف الدراجات المخالفة للحظر.
من جهتها، ذكرت قوات الدعم السريع، في بيان، أنه «وفي محاولة فاشلة جديدة، بدأ الجيش عمليات تجنيد وعمليات تسليح عشوائي للمواطنين، ونؤكد أن أعيننا مفتوحة لأي تحركات من هذه المجموعات والتعامل معها بالحسم اللازم».
ويرى محللون سودانيون، أن هناك تراجعاً ملحوظاً للوضع الأمني في الخرطوم، والمناطق المتاخمة للاشتباكات، في الوقت الذي تتخذ بعض العناصر المقاتلة البنايات للاحتماء بها، في حين يجري استخدام الدراجات البخارية في أعمال القتال وجرائم السطو المسلح، التي شهدتها البلاد في الفترة الأخيرة.
ودفعت تلك الأوضاع المزيد من سكان الخرطوم البالغ عددهم نحو 10 ملايين نسمة، للنزوح إلى الأقاليم أو البلدان المجاورة في ظل ظروف أمنية بالغة التعقيد، وسط مخاوف من أن تتفاقم الأزمة أكثر في الأقاليم التي تعاني محدودية الموارد. (وكالات)