أدلى الموريتانيون بأصواتهم السبت، لاختيار 176 نائباً وأعضاء 15 مجلساً محلياً و238 مجلساً بلدياً، في اقتراع ثلاثي يشكل اختباراً للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني قبل عام واحد من الانتخابات الرئاسية.
ودُعي نحو 1,8 مليون ناخب إلى التصويت في أول انتخابات تُجرى في عهد الغزواني، الذي تولى رئاسة هذا البلد الشاسع الواقع في غرب إفريقيا في 2019.
ويفترض أن تجرى دورة ثانية في 27 مايو/ أيار لنصف مقاعد المجلس البالغ عددها 176 مقعداً نظراً لوجود نظامين انتخابيين تبعاً لأنواع الدوائر.
ويتنافس 25 حزباً في الانتخابات ويبدو حزب الأغلبية الرئاسية «الإنصاف» في موقع جيد لتصدر النتائج، علماً أنه الوحيد الذي يقدم مرشحين في جميع الدوائر.
ورأى محللون أن حزب الإنصاف «سيحقق أغلبية في كل الانتخابات.
وفي مواجهة «الإنصاف»، سيسعى حزب التواصل الإسلامي إلى ترسيخ مكانته على رأس المعارضة في الجمعية الوطنية، حيث ينافسه على هذه القيادة حزب الصواب ذو الميول القومية العربية، الذي يستفيد من تحالفه مع الناشط المناهض للعبودية بيرام ولد الداه ولد عبيدي الذي حل ثانياً في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
أما الأحزاب الأخرى، فهي غائبة عن جزء كبير من الناخبين ولا يمكن أن تشكل تهديداً للحزب الحاكم، الذي كان يتمتع بأغلبية مريحة في البرلمان المنتهية ولايته. ويعتمد الرؤساء الموريتانيون دائماً على الأغلبية القوية في المجلس، منذ إدخال نظام التعددية الحزبية في 1991.
ومن الأمور الجديدة في هذا الاقتراع، وجود لائحة لاختيار مرشحين شباب تقل أعمارهم عن 35 عاماً سيخصص للفائزين منهم 11 مقعداً في الجمعية الوطنية.
وفي نواكشوط وخلال الحملة الانتخابية التي بدأت في 27 إبريل/ نيسان، نصبت خيام كبيرة اكتظت بالحضور في المساء، لحضور خطب ناشطين وحفلات موسيقية ورقصات تقليدية. وقال الخبير الاقتصادي محمد ولد شنان (60 عاماً) لفرانس برس إن «حزب الرئيس وسياسته الاجتماعية ومشروعه الاقتصادي لموريتانيا، هي مصدر فخر لنا ونحن لذلك ندعمه».
الأجواء مختلفة في حي دار النعيم الشعبي الذي يؤمن بفرص المعارضة. وأوضح المدرس أمادو مامادو (35 عاماً) «أنا أدعم بيرام بطل الكفاح من أجل تحرير السود»، مؤكداً أن «كلامه وحيويته والتزامه أمور تناسبني». وبيرام ولد الداه ولد عبيدي، معارض تاريخي يقوم بحملات من أجل أحفاد العبيد، وهم مجتمع ينتمي إليه في بلد يتسم بتنوع سكاني بين المور وأحفاد العبيد ومجموعات متحدرة من إفريقيا جنوب الصحراء.
وفي جنوب نواكشوط معقل إسلاميي حزب التواصل، تسود آمال في الفوز وفي تطبيق الشريعة بشكل صارم. وقال التاجر إبراهيم ولد السالك (28 عاماً) أن ذلك «سيؤدي إلى الثراء ويعيد الأمل للبلاد».
جرت الحملة في أجواء سلمية. فقد أدى حوار بين المعارضة والحكومة مطلع العام الجاري إلى توافق بشأن تنظيم الانتخابات.
وستعلن النتائج الرسمية للانتخابات الرسمية بعد 48 ساعة على انتهاء التصويت.(ا.ف.ب)