لقيت فنانة سودانية مصرعها إثر إصابتها برصاصة طائشة طالت منزلها جراء الاشتباكات الدائرة في الخرطوم، بينما لقيت طبيبة مصرية وشقيقتها طبيبة الأسنان المصير ذاته، فيما يواجه السودانيون صعوبات كبيرة في دفن موتاهم بسبب التدهور الشديد للوضع الأمني.
وقتلت المغنية شادن محمد حسين، أمس السبت، إثر سقوط قذيفة طائشة داخل منزلها في أم درمان، جراء الاشتباكات المتبادلة بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم، منذ نحو شهر، وفقاً لمواقع إخبارية محلية.
وعرفت الفنانة الراحلة باسم «الحكامة شادن»، وهي من مسيرية جنوب كردفان. وكانت شاعرة وملحنة ومغنية ومقدمة برامج وباحثة في مجال التراث.
وذكرت صحيفة «السوداني» أن الراحلة عرفت بأعمالها الجدية والهادفة، مشيرة إلى أنها كانت تدعو إلى المحبة والسلام. وانهالت التعليقات الحزينة على حساب الفنانة السودانية التي كانت نشطة على موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي، ويتابعها أكثر من 50 ألف شخص.
وفي مأساة أخرى، نعت وزارة الصحة بولاية الخرطوم، الطبيبة المصرية ماجدولين يوسف غالي، استشارية التخدير والإنعاش، التي لقيت مصرعها برفقة شقيقتها جراء القتال.
وقالت الوزارة في بيان رسمي لها، إن الطبيبة المصرية وجدت متوفاة هي وشقيقتها تحت أنقاض منزلهما بحي العمارات بالخرطوم، بعد استهدافه بصاروخ، مؤكدة أنها كانت مثالاً للتفاني والعطاء.
وتعود بداية القصة إلى نهاية شهر إبريل/ نيسان الماضي، حين انقطع الاتصال بطبيبة التخدير ماجدولين، التي تعمل في السودان منذ سنوات مع زوجها الطبيب جورج بطرس، وشقيقتها ماجدة طبيبة الأسنان، وبعد عدة أيام من الاختفاء تبيّن لاحقاً أنهما توفيتا بمنزلهما بعد تعرضه إلى القصف.
وأشارت تقارير إعلامية إلى فشل المعارف والأصدقاء من الأطباء في دفن جثتي الطبيبتين بمقابر خارجية، نظراً لعدم وجود ممرات آمنة ولانتشار القناصة في الشوارع المجاورة، ما اضطرهم لحفر قبرين لهما في حديقة المنزل ودفنهما فيهما. وقد حظيت الطبيبة ماجدولين بحب وتقدير أهالي منطقة العمارات بالخرطوم لخدماتها الكبيرة وحسن معاملتها للمرضى، وجهودها الكبيرة خلال أزمة «كورونا»، واتشحت مواقع التواصل الاجتماعي بالسواد حزناً على مقتل الطبيبتين.
ومنذ تفجر الصراع يجد السودانيون صعوبة في دفن الموتى، وفي الأيام الأولى دُفن طالب جامعة الخرطوم خالد الطقيع، الذي توفي خلال الاشتباكات، في محيط الجامعة، بعد أخذ الإذن من أسرته وموافقة مدير المؤسسة. كما دفن أشخاص آخرون في بيوتهم بسبب صعوبة نقلهم أثناء احتدام المواجهات، ومن بينهم الممثلة السودانية الشهيرة آسيا عبد الماجد التي أعلنت أسرتها دفنها في مقر مؤسستها التي ماتت داخلها.
(وكالات)