أجرى الحوار: مسعد عبد الوهاب

باح البرتغالي ليوناردو جارديم، المدير الفني لفريق شباب الأهلي المتوج بطلاً لدوري أدنوك لكرة القدم للمحترفين للموسم الحالي 2022 – 2023 ل«الخليج الرياضي» بأسرار الدرع الثامنة، وطريقة عمله في إدارة لشؤون الفنية لفريق «الفرسان» البطل، والتي تعتمد بالأساس على الحزم والانضباط والعمل الجماعي في الملعب، علاوة على الجدية في التدريبات، وهي من تمنح اللاعب حق المشاركة في المباريات بغض النظر عن الأسماء، من مواطنين وأجانب، فالكل سواسية عند وضع التشكيلة.

كما كشف جارديم عن اللحظات العصيبة التي عاشها مع اللاعبين في مباراة بني ياس، والفريق ينشد 3 نقاط فقط من أجل نيل اللقب، وقال رأيه في مستوى المنافسة في الدوري، مشيراً إلى أن قوة «البنش» لدى فريقه من أهم عوامل الفوز باللقب، وهنا نص الحوار:

* بماذا شعرت بعد فوز شباب الأهلي بلقب الدوري؟

– بالطبع سعادتي غامرة بالبطولة الغالية جداً على مستويين، الأول يتعلق بنجاحي في عملي في موسمي الأول، فأنا كمدرب أعرف طبيعة عملي جيداً، واعتدت ترك بصمة لدى أي ناد عملت فيه، ومن ضمنها نادي موناكو الفرنسي، والأمر الثاني الباعث على سعادتي أنني تمكنت من إعادة لقب الدوري للفريق بعد غياب دام ستة مواسم منذ 2015 – 2016، وصحيح أنني أكون عصبياً وشديداً في عملي مع اللاعبين لكن هدفي دائماً أن أجعل الجميع سعداء في نهاية الموسم، وأنا الآن في قمة السعادة عندما رأيت اللاعبين والعاملين في النادي وأصدقاءهم وعائلاتهم جميعاً سعداء بلقب الدوري.

خطة في الجيب

* ماذا شعرت عندما استقبلت شباككم هدف بني ياس في مباراة الجولة 25 التي انتهت بفوزكم وحسم اللقب؟

– الإجابة عن هذا السؤال تجرني إلى الكشف عن شيء من بعض سراري التكتيكية، وما يمكن أن أسميه الأوراق الخفية التي تكون حاضرة في جيبي لأخرجها في اللحظات الحرجة التي يمر بها الفريق، حساسي لم يكن خوفاً أبداً عندما سجل بني ياس لأن نتيجة التعادل أصلاً لم تكن لتنفعنا، وكان عندي الخطة «ب»، وهذه تكون جاهزة في كل المباريات التي نخوضها على مستوى كل المسابقات، وفي هذه المباراة كان الوضع حرجاً بالنسبة لنا،حيث كنا قادمين من تعادلين مع النصر والوصل، وفي ذلك الوقت كان لابد من الحسم حتى لا نبقى متأرجحين بانتظار مباراة الجولة الأخيرة مع عجمان، والمفاجآت واردة في عالم اللعبة، فلجأت إلى الخطة ب وهذه المرة بدخول إيغور جيسوس لنلعب بلاعبين رأس حربة، ودخول حارب أيضاً أعطانا سرعة زيادة في الطرف ونجحت الخطة وسجل الغساني هدف الفوز والحسم.

* كيف وجدت المنافسة على لقب دوري أدنوك ؟

– بالتأكيد كانت المنافسة قوية على امتداد الدوري ولم يكن الأمر بالسهل أبداً، وأنت ترى أربعة أو خمسة فرق تنافسك وتخرج من منطقة الصدارة ثم تعود، كان الأمر أشبه بالكراسي الموسيقية، والدوري سيرتفع مستواه أكثر مع تطور المشروع الاحترافي الإماراتي الموسم تلو الآخر.

قوة الاحتياط

* ما هي أدواتك التي ترى أنها رجحت كفتك في الفوز باللقب؟

– عندما يكون لدى المدرب لاعبين ممتازين في «البنش» (دكة الاحتياط)، فالأمور بالنسبة له تكون سهلة وقت الأزمات، لأنه يستطيع أن يستخدمهم كأوراق رابحة في الشوط الثاني حسب ظروف كل مباراة، وعلى النقيض من ذلك أنا كمدرب، عند ما ألتفت إلى «البنش» ولم أجد من يستطيعون تغيير نتيجة المباراة ستكون الأمور صعبة على طول خط سباق الدوري.

* طالتك انتقادات في مرحلة عثرة البدايات بخسارتين وتعادل أفقدتكم 8 نقاط في أول 5 جولات بماذا شعرت حينذاك؟

– أولاً بالنسبة لي الانتقادات تزيدني إصراراً وقوة على الرد في الملعب، مع احترامي لكل وسائل الإعلام، وفي جلسة لي مع اللاعبين قبل مباراة بني ياس، تكلم الكابتن حمدون إداري، الفريق في أمر دار في غرفة الملابس، ولم أكن أعرفه، وهو أن الأوزبكي عزيزون قال له بعد التعادل في الجولة الخامسة «لا تقلق لأن هذا المدرب مع الفرق التي يديرها دائماً يتعثرون في البداية لكن في النهاية يفوز ويحصل على اللقب»، واعتقد أن الكابتن حمدون استدعى هذا الموقف لدعم اللاعبين بالثقة وتحسين معنوياتهم، والمضحك أن عزيز قام بعمل بحث في البيت، وربما اطلع على السيرة الذاتية الخاصة بي، وبهذه المناسبة أنا حصدت الدوري في الدرجة الثانية في البرتغال بعدما خسرت أول مباراتين.

ردة فعل

* بمناسبة الجانب المعنوي وأنت قلت إنك عصبي وشديد في العمل ألا تخشى من ردة فعل عكسية لدى اللاعبين ؟

– على العكس، لم أجد في لاعبي شباب الأهلي أي انزعاج كل ما في الأمر أنهم أذكياء واستوعبوا سريعاً أن الأمر، وكل ما أقوم به يصب في مصلحتهم ووثقوا في عملي، وأنا لا أحتاج أي شيء من أحد بعد ثقة اللاعبين، فهم الأهم عندي، وعندما أراهم واثقين إذاً أنا أعمل في المسار الصحيح، وأكون مرتاح البال، ولا يشغلني النظر لأي شيء بعد ذلك، مع احترامي لجميع الصحفيين والنقاد والمراقبين للشأن الكروي، هم لهم عملهم، وأنا لي عملي، وثقتي استقيتها من رصيدي المتراكم في مهنة التدريب.

* ما تقييمك لأداء اللاعبين ومن هم المميزون لديك؟

– جميع اللاعبين قدموا إسهامات كبيرة وأستطيع القول إنهم جميعاً نجحوا وتحملوا عناء موسم شاق كثرت فيه الإصابات، لكننا عوضنا الغيابات بعمل «بنش» قوي من اللاعبين الشباب، سواء المواطنين أو المقيمين، وقد راهنت عليهم منذ البداية، وهذا ساعدنا وقت الأزمات والشيء الجيد أن الجميع بنفس القوة والحماس والجدية، وعلى سبيل المثال لا الحصر عزيزون كان في الصورة، وحارب وكارتابيا وخربين والغساني وماجد وحسن والمدافعين، الجميع كان عند مستوى المسؤولية ولعبوا بروح الفريق فاستحقوا التتويج بلقب الدوري.

* مارأيك في اللاعب الإماراتي؟

– اللاعب الإماراتي ذكي، ولديه مهارات، لكن يحتاج إلى مدرب يضغط عليه ليخرج أفضل ما عنده، وفي فريق شباب الأهلي كان لدي لاعبين شباب، وقدموا موسماً كبيراً، رغم أن بعضهم لم يكن يلعب في السابق، وهم نجحوا لأني عرفت كيف أغيّر عقليتهم.

* هل من كلمة أخيرة؟

– أشكر إدارة النادي واللاعبين على جهودهم، وزملائي في الجهازين، الفني والطبي، والعمل بروح الفريق قادنا جميعاً لنهدي جمهور النادي الوفي درع الدوري في ليلة الختام والتتويج الرائعة التي عشناها في أجواء عائلية لترسم الأمل لمستقبل نادينا شباب الأهلي بالمزيد من الألقاب على كل المستويات، ونهنئ نادينا وجمهورنا الوفي بالفوز المستحق ببطولة الدوري، ولن تبارح ذاكرتي ليلة التتويج التي كانت حقاً مسك الختام.

حمدون: شباب الأهلي لن يفرط بجارديم

رد محمد أحمد (حمدون)، مدير فريق شباب الأهلي على سؤال «الخليج الرياضي» بخصوص ما تردد عن أن المدرب جارديم قد يرحل عن النادي على خلفية تلقيه عروضاً من أندية أخرى بقوله:« من الطبيعي أن يتلقى مدرب كفء حقق لقب الدوري عروضاً ولكننا في نادي شباب الأهلي لن نفرط فيه، ومتمسكين به، لأننا نبحث عن الاستقرار وعندنا مدرب ناجح، وجارديم أيضاً من جهته يريد الاستقرار،وعلاقته قوية بالجميع والنادي يقدر عمله، وهذا الأمر سيتم بحثه من قبل إدارة النادي، واتخاذ كل ما من شأنه تحقيق الاستقرار للفريق».

وأشاد حمدون بالجهود الكبيرة للمدرب واللاعبين التي أوصلت الفريق لمنصة التتويج مؤكداً أن الموسم المقبل سيكون للحفاظ على الإنجازات وزيادتها.

طريقة لن تتغير

في رده على سؤال بخصوص متطلباته في الموسم القادم قال جارديم: «في كل الفرق التي دربتها سواء أخذنا الدوري أم لم نأخذه، فالهدف لدينا واحد، وهذه طريقتنا في اللعب وهي أننا نلعب من أجل الفوز، هذه هي العقلية باختصار، ولن تتغير وطريقتنا نجحت والفوز في الجولة الأخيرة والتتويج كان مسك الختام، وآمل لنادي شباب الأهلي وإدارته وجمهوره المزيد من الانتصارات».

5 هزائم في 32 مباراة

لعب شباب الأهلي تحت إشراف المدرب البرتقالي جارديم 32 مباراة على مستوى كل البطولات المحلية، حقق الفوز في 19 مباراة منها، مقابل التعادل في 8 مباريات (خسر واحدة منها بركلات الترجيح)، بينما ذاق مرارة الخسارة في 5 مباريات.

حكاية الماكينة وشكر “الخليج”

في رده على سؤالنا بخصوص ما يحتاج إليه كمدرب محترف ليدخل الدوري بإعداد مثالي منذ ضربة البداية، قال جارديم: «كرة القدم مثل الماكينة تحتاج إلى استعداد وتجهيز للعمل بقوة منذ البداية، فإما أن تشتري وتجلب كل اللاعبين الأفضل الموجودين لتلبية احتياجات الفريق وتبدأ قوياً منذ الجولة الأولى في مشوار الدوري، و إما أن يكون عندك لاعبون متميزون وتقوم بتجهيزهم، والأمر هنا يحتاج إلى وقت، خاصة إذا كنت مدرباً جديداً، ولكن أنا دائماً ومنذ بداية عملي مع شباب الأهلي كان عندي إحساس أن اللاعبين واثقون بعملي، وهذا بالنسبة لي كافٍ».

ونظر جارديم تجاهي ضاحكاً، وقال: من الممكن أن يكون عندك شك، لكن المهم الجنود، وبالمناسبة أشكركم في جريدة «الخليج» على المتابعة الجيدة للدوري.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version