بيروت: «الخليج»، وكالات
فشل القضاء اللبناني في إبلاغ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وفق الأصول، بوجوب مثوله أمام القضاء في باريس، وفق ما ذكر مسؤول قضائي أمس الاثنين، ما يرجّح امتناعه عن حضور جلسة الاستجواب المقررة، اليوم الثلاثاء، في وقت قال السفير السعودي وليد البخاري بعد لقائه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب: نتشارك الرغبة نفسها مع المجتمع الدولي في رؤية إنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت، فيما أكد تقرير للشبكة العالمية ضد الأزمات الغذائية وشبكة معلومات الأمن الغذائي، أن أزمة انعدام الأمن الغذائي في لبنان وصلت إلى مستوى حرج.
وقال المسؤول القضائي إن دورية أمنية توجهت الأسبوع الماضي لأربعة أيام متتالية «إلى مبنى مصرف لبنان لتبليغ الحاكم رياض سلامة موعد جلسة استجوابه المقررة أمام القاضية أود بوريزي اليوم الثلاثاء في باريس، لكنها لم تعثر عليه».
وفي كل مرة توجهت فيها الدورية لتبليغ سلامة، وفق المسؤول القضائي، «كان مسؤول الأمن في المصرف يبلغها أن الحاكم لم يحضر لدواعٍ أمنية أو أن لديه اجتماعاً خارج مقر المصرف، أو أنه كان موجوداً وغادر قبل قليل».
وبعد تعذّر تبليغ سلامة، سيراسل قاضي التحقيق في بيروت شربل أبو سمرا القاضية الفرنسية لإطلاعها «لتتخذ في ضوء ذلك القرار المناسب». وبتعذر تبليغه، من المرجح ألا يمثل سلامة أمام القاضية الفرنسية التي استمعت إليه مع قضاة أوروبيين آخرين في آذار/ مارس خلال جلستين، أشرف عليهما القضاء اللبناني. وقال المسؤول القضائي «بعدم تبليغه، بات سلامة غير ملزم بالذهاب إلى فرنسا».
وحول الاستحقاق الرئاسي، قال السفير البخاري بعد لقائه وزير الخارجية عبد الله بو حبيب: نريد لبنان أن يكون كما كان واحة للفكر وثقافة الحياة وأن ينعم شعبه بالرخاء والازدهار. أضاف: نتشارك الرغبة نفسها مع المجتمع الدولي في رؤية إنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن.
وحث سفير روسيا الاتحادية الكسندر روداكوف المجلس النيابي على انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت، وقال خلال جولة له في البقاع الغربي أمس: «إننا لا نتدخل بالشؤون اللبنانية، لكن يجب على الشعب اللبناني والنواب أن يختاروا رئيسهم وأن تتشكل الحكومة وتعمل على حل القضايا الاقتصادية كافة، كي ينعم الشعب اللبناني بحياة افضل».
من جهة أخرى، ذكرت الشبكة العالمية ضد الأزمات الغذائية وشبكة معلومات الأمن الغذائي بأن أزمة عدم الأمن الغذائي في لبنان وصلت إلى مستوى حرج.
وفي تقريرهما العالمي السابع لعام 2023، ذكرت أن لبنان يواجه أزمة حادة في الأمن الغذائي منذ نوفمبر 2019، نتيجة الأزمة الاقتصاديّة والمالية غير المسبوقة. وقد تفاقمت هذه الأمور بسبب الجمود السياسي والقصور في الحكم، إضافة إلى تأثيرات جائحة كورونا. وكشف التقرير أن نحو 1.98 مليون مقيم لبناني ولاجئ سوري (1.29 مليون لبناني مقابل 0.70 مليون سوري) قد واجهوا أزمة غذائية حادة بين شهري سبتمبر وديسمبر 2022، بما في ذلك أكثر من 300,000 شخص في حالة طوارئ.
وحذر التقرير، من أن أزمة عدم الأمن الغذائي في لبنان وصلت إلى مستوى حرج، خاصةً بالنسبة للفئات الضعيفة مثل اللاجئين السوريين الذين يعيشون في ظروف حرجة ويعتمدون بشدة على المساعدات، متوقعاً أن تستمر أزمة عدم الأمن الغذائي الحادة في لبنان، ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة المشاكل الاقتصادية وتلك المتعلّقة بالحوكمة.