يبحث مانشستر سيتي عن الاستفادة من عامل الأرض لفك عقدته في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم أمام ريال مدريد، عندما يستضيفه الأربعاء في موقعة نارية على استاد الاتحاد في إياب نصف النهائي بعد تعادلهما ذهاباً 1-1.
تذوّق السيتي في نصف النهائي مرارة الهزيمة الموسم الماضي أمام الريال، عندما كان في طريقه إلى النهائي بفوزه 4-3 على أرضه، ثم تقدمّه 1-0 في عقر دار الملكي، قبل أن يسجّل البرازيلي رودريغو ثنائية في الوقت القاتل، ثم حجز الفرنسي كريم بنزيمة بطاقة النهائي في الوقت الإضافي من ركلة جزاء (3-1)، في طريقه إلى لقب رابع عشر قياسي.
وأيضاً في نصف نهائي 2016، تعادل الفريقان سلباً في مانشستر قبل أن يبلغ ريال النهائي بهدف على أرضه.
لكن هذه المرّة يملك فريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا العدة اللازمة لمواجهة ريال العنيد، كما أن سيتي يملك أفضلية الأرض خصوصاً وأنه قد فاز في كل مبارياته الـ14 التي أقيمت على أرضه عام 2023.
ويحارب سيتي على أكثر من جبهة، إذ بات قريباً جداً من إحراز لقبه الخامس في ست سنوات في الدوري الإنجليزي على حساب أرسنال، ويلاقي جاره اللدود مانشستر يونايتد في نهائي الكأس المحلية، ويواصل السعي نحو لقب قاري. كما يحلم «سيتيزنز» بتكرار إنجاز يونايتد الذي أحرز ثلاثية تاريخية في 1999.
وقال المدرب غوارديولا: «علينا تقديم أداء مذهل للتغلب على ريال مدريد». قبل أن يرفع نبرة التحدي «لقد فزنا في سيتي بجميع الألقاب باستثناء دوري أبطال أوروبا. نريد هذا اللقب».
وتحدث عن سوء حظه الشخصي في البطولة، وقال: لعبت 10 مرات في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، خسرت سبع مرات. أعرف هذا الشعور، هناك أشياء كثيرة لا يمكنك السيطرة عليها.
وأكد«نحتاج إلى خطة أفضل من مباراة الذهاب وخلق المزيد من الفرص، والتحصل على المزيد من الكرات في أماكن أسهل، علينا الحذر من تحولهم الهجومي وجودتهم، نحن نواجه ريال مدريد في نصف نهائي دوري الأبطال، هم أصعب خصم وهذا يمثل تحديا نتطلع إليه».
ووجهت الصحافة سؤالاً لجوارديولا عن سر تألق ريال مدريد في دوري الأبطال،وأجاب:لا أعرف السر، وإذا كنت أعرفه لتغلبت عليهم، السبب أنهم يملكون دائماً لاعبين أصحاب جودة، وبدون ذلك المعيار لن يحققوا شيئاً.
وبسؤاله هل يخوض السيتي المباراة في وقت مثالي قال جوارديولا: «نحن في حالة جيدة، وصلنا إلى نهائي كأس الاتحاد، ونبتعد بانتصار عن لقب البريميرليج، ولكن علينا اللعب بصورة أفضل من ريال مدريد».
وأراح غوارديولا نجم وسطه البلجيكي كيفن دي بروين، صاحب هدف التعادل ذهاباً، خلال الفوز الصريح على أرض إيفرتون 3-0 الأحد في الدوري الإنجليزي. لكنه دفع بماكينته التهديفية النرويجي إرلينغ هالاند صاحب الـ52 هدفاً في مختلف المسابقات.
سطوة ريال
في المقابل، يتمتع ريال بسطوة رهيبة على هذه المسابقة منذ بداياتها عندما توّج خمس مرات بين 1956 و1960، ثم في الألفية الثالثة حيث أحرز اللقب سبع مرات آخرها الموسم الماضي على حساب ليفربول بهدف.
وتنفّس جمهوره الصعداء عندما أعلن مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي أن إصابة ظهيره الأيسر الفرنسي الشاب إدواردو كامافينغا في ركبته ليست سيئة، كما أوحت المشاهد ضد خيتافي في الليغا السبت الماضي.
ولعب كامافينغا (20 عاماً) دوراً مهماً في هدف البرازيلي فينيسيوس جونيور ذهاباً، قبل أن يرتكب خطأ كلّف التعادل لسيتي، علماً أن اللاعب الذي أصبح عنصراً رئيسياً في خطة أنشيلوتي والقادم في 2021 مقابل 44 مليون دولار من نادي رين، خاض 54 مباراة في مختلف المسابقات هذا الموسم.
ويعوّل أنشيلوتي مجدداً على فينيسيوس جونيور والمخضرم بنزيمة وصانع اللعب الكرواتي لوكا مودريتش لتكريس عقدة الملكي في نصف النهائي أمام أزرق مانشستر ومدرّبه جوارديولا الراغب في الرد على انتقادات طالما تناولت استراتيجيته في المناسبات القارية الكبرى.
وقال كارلو أنشيلوتي مدرب الريال: دوري الأبطال خاص لهذا النادي بسبب التاريخ الموسع منذ الخمسينيات. إنه شيء خاص للاعبين، لعمال هذا النادي، وهذا يصنع الفارق. دي ستيفانو، خينتو وأمانسيو، تاريخهم الأوروبي لا يزال حياً في ريال مدريد.
وعن خطته لإيقاف خطورة سيتي، قال:في مباراة الذهاب أظهرنا الطريقة التي تعاملنا بها مع الكرة في الدفاع، واجه السيتي وقتاً عصيباً في استعادة الكرة، وسيكون هذا مهماً أيضاً غدًا. امتلاك الكرة يعني التعرض لمخاطر أقل دفاعياً.