اقتحم عشرات المستوطنين، أمس الأربعاء، ساحات المسجد الأقصى، من باب المغاربة، بحماية مشددة من القوات الإسرائيلية، فيما هدمت جرافات إسرائيلية 7 شقق سكنية في بلدة سلوان، بحجة البناء من دون ترخيص، في وقت نشرت السلطات الإسرائيلية نحو 3 آلاف شرطي في القدس المحتلة، ورفعت حالة التأهب، وذلك عشية «مسيرة الأعلام» الاستيطانية التي ستنظم، اليوم الخميس، في المدينة المقدسة، بينما حذرت السلطة الفلسطينية من أن الإصرار على المسيرة الاستفزازية لن يقود إلا إلى تفجير الأوضاع مجدداً، في حين أقر الكنيست مشروع قانون يعتبر حمل العلم الفلسطيني داخل مدينة القدس مخالفة جنائية.

وذكرت دائرة الأوقاف في القدس أن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في ساحاته، وتلقوا شروحات عن «الهيكل» المزعوم، وأدوا طقوساً تلمودية في منطقة باب الرحمة وقبالة قبة الصخرة قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة.

وقامت جرافات تابعة للبلدية الإسرائيلية في القدس بهدم 7 شقق سكنية تابعة لعائلة نصار الحسيني ببلدة سلوان، وذلك بحجة البناء بدون ترخيص.

وذكرت مصادر فلسطينية أن عائلة نصار الحسيني قامت بتفريغ الشقق السكنية بعد قرار البلدية الإسرائيلية بهدمها، ويدور الحديث عن 7 شقق سكنية يقطنها العشرات من العائلة الذين أصبحوا بلا مأوى. وبحسب المصادر الفلسطينية، فإن الشقق السكنية التي هدمتها القوات الإسرائيلية، بذريعة عدم الترخيص، تؤوي 50 شخصاً من عائلة الحسيني، حيث حاصرت محيط الهدم، وأغلقت الطرقات، لمنع الوصول إلى الموقع، حتى الانتهاء من تدميرها.

من جهة أخرى، أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن تخصيص نحو 3 آلاف شرطي لتأمين «مسيرة الأعلام»، فيما قرر الجيش الإسرائيلي تعزيز منظومة القبة الحديدية خشية وقوع هجمات صاروخية من قطاع غزة بالتزامن مع المسيرة التي ستنطلق عصر اليوم الخميس. وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن البيت الأبيض دعا الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى التزام الهدوء وضبط النفس وتجنب الإجراءات والخطابات التي من شأنها تصعيد التوترات حول «مسيرة الأعلام» التي تأتي بمناسبة ما يسمى «توحيد القدس». وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن «مسيرة الأعلام» سيشارك فيها 200 ألف مستوطن يتقدمهم 7 وزراء وأعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي، وعلى رأسهم الوزير إيتمار بن غفير. يأتي ذلك، فيما دعت منظمات «الهيكل» المزعوم وجماعات استيطانية إلى أكبر اقتحام للأقصى صباح اليوم الخميس. وحولت السلطات الإسرائيلية القدس إلى ثكنة عسكرية، واستنفرت قواتها في القدس القديمة، ونصبت الحواجز العسكرية على الطرقات الرئيسية، فيما سيتم إغلاق محاور رئيسية والدفع بالمزيد من عناصر الأمن.

في الأثناء، حذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، أمس الأربعاء، الحكومة الإسرائيلية من الإصرار على تنظيم مسيرة الأعلام الاستفزازية للمستوطنين في البلدة القديمة من القدس المحتلة، مؤكداً أنها لن تقود إلا إلى «التوتر وتفجير الأوضاع». وقال أبو ردينة إن دعوات المتطرفين لاقتحام المسيرة للمسجد الأقصى المبارك سيشعل المنطقة وستكون العواقب وخيمة لمثل هذه المحاولات، محملاً حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الذي سيؤدي إلى تفجير الأوضاع.

إلى ذلك، أقر الكنيست الإسرائيلي أمس الأربعاء مشروع قانون خلال القراءة الأولى، يعتبر رفع العلم الفلسطيني داخل مدينة القدس ومناطق الخط الأخضر مخالفة جنائية. كما يعتبر القانون الجديد كل تجمع فلسطيني يضم أكثر من 3 أشخاص، يتم خلاله رفع العلم الفلسطيني «تجمهراً غير قانوني». (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version