استقبل الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بحفاوة، أمس السبت، لدى وصوله إلى هيروشيما، حيث تلتئم قمة مجموعة السبع، وعقد لقاءات ثنائية، وأعربت الصين عن استيائها من المجموعة، التي دعا قادتها بكين إلى الضغط على روسيا لوقف حربها على أوكرانيا.
لقاءات ثنائية
وصل زيلينسكي، إلى هيروشيما على متن طائرة فرنسية، وكتب في تغريدة أن السلام بات «أقرب» بعد هذه القمة. وحاول الرئيس الأوكراني توسيع دائرة الدعم لبلاده، وفور وصوله إلى القمة التقى رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، ورئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني، ثم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن وجود زيلينسكي في هيروشيما يمكن أن يقلب الموازين بالنسبة لكييف، وذلك قبل اجتماع بين الرئيسين، لأنها فرصة فريدة بالنسبة إليه ليس فقط للتحاور مع جميع مؤيديه في مجموعة السبع، لكن أيضاً لمحاولة تعبئة دول أخرى مدعوة إلى القمة مثل الهند والبرازيل.
وقال مودي متوجهاً إلى زيلينسكي: «أتفهم الألم الذي تشعر به وكذلك ألم المواطنين الأوكرانيين. يمكنني أن أؤكد لك أننا، الهند وأنا شخصياً، سنقوم بكل ما في وسعنا لحل ذلك». ويشمل جدول أعمال زيلينسكي، لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا.
تجنب حرب عالمية ثالثة
كانت واشنطن، أعلنت الجمعة، أن بايدن الذي تغلب على تردده، مستعد للسماح لدول أخرى بتزويد كييف بالمقاتلات التي تطالب بها، أي طائرات «إف-16» أمريكية الصنع. وهو قرار «تاريخي» رحب به زيلينسكي.
وأكد مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جايك سوليفان، أن الولايات المتحدة، تدعم الآن مبادرة مشتركة من قبل حلفائها لتدريب طيارين أوكرانيين. خلال هذه الأشهر الطويلة من التدريب، سيقرر الغربيون الجدول الزمني لتسليم الطائرات وعددها والدول التي ستؤمنها.
وقالت المملكة المتحدة إنها مستعدة للعمل مع حلفائها «لتؤمن لأوكرانيا القدرة القتالية الجوية التي تحتاج اليها». كما قال ماكرون إنه مستعد لتدريب الطيارين الأوكرانيين ولم تكشف بعد الخطوط العريضة لهذه العملية.
بينما تستعد بلاده لشن هجوم مضاد كبير على موسكو، وصل زيلينسكي، إلى اليابان قادماً من جولة أوروبية طلب خلالها تسليم بلاده مقاتلات، لكن حتى الآن رفض الغربيون وعلى رأسهم الولايات المتحدة هذه المطالب، لأن ذلك قد يؤدي إلى تصعيد النزاع.
وأكد سوليفان، أن العقيدة الأمريكية لم تتغير. وأضاف أن تسليم الأسلحة «جاء في أعقاب متطلبات النزاع»، معتبراً أن طائرات اف-16 جزء من المعدات التي ستحتاج إليها كييف «في المستقبل لتكون لها قدرة على الردع والدفاع عن نفسها ضد أي عدوان روسي». وتابع: «طائرات إف-16، مقاتلات من الجيل الرابع، هي جزء من هذا المزيج. والخطوة الأولى الواضحة هنا هي القيام بالتدريب ثم العمل مع الحلفاء والشركاء والأوكرانيين لتحديد كيفية تنفيذ نقاط التزويد الفعلية أثناء مضينا قدماً».
ونفى ساليفان أن يسهم تزويد أوكرانيا بالطائرات في تصعيد الصراع، وقال إن أوكرانيا تعهدت بعدم استخدام أي معدات عسكرية أمريكية لشن هجمات داخل روسيا. وأضاف: «سنبذل كل ما بوسعنا لدعم أوكرانيا في دفاعها عن سيادتها وسلامة أراضيها، وسنمضي قدماً بطريقة تتجنب حرباً عالمية ثالثة».
ولا يزال الجدول الزمني لتلك التدريبات غير واضح، وقدر المسؤولون الأمريكيون في وقت سابق أن تستغرق ما يصل إلى 18 شهراً. وكتب رئيس الوزراء ريشي سوناك على تويتر: «ستعمل المملكة المتحدة مع الولايات المتحدة وهولندا وبلجيكا والدنمارك، لتزويد أوكرانيا بالقدرة الجوية القتالية التي تحتاج إليها»، مضيفاً: «إننا متكاتفون».
مخاطر مهولة
نقلت وكالة تاس للأنباء عن ألكسندر غروشكو نائب وزير الخارجية الروسي، أمس السبت، القول إن دول الغرب ستواجه مخاطر مهولة إذا أمدت أوكرانيا بطائرات مقاتلة من طراز إف-16. ونقلت تاس عن غروشكو القول: «نرى أن دول الغرب لا تزال ملتزمة إزاء سيناريو التصعيد. إنه ينطوي على مخاطر مهولة عليها». وأضاف: «على أي حال، سيؤخذ ذلك في الاعتبار في جميع خططنا، ولدينا كل الوسائل اللازمة لتحقيق الأهداف التي حددناها».
استياء صيني
دعا قادة مجموعة السبع الصين، السبت إلى «الضغط على روسيا لوقف عدوانها» على أوكرانيا و«سحب فوراً قواتها بشكل كامل ودون شروط». كما أكد زعماء قمة هيروشيما مجدداً السبت «معارضتهم» لأي «عسكرة» صينية في منطقة آسيا- المحيط الهادئ، مؤكدين أنه لا «أساس قانونياً للمطالب البحرية التوسعية» للبلاد في بحر الصين الجنوبي.
وقالت مجموعة السبع: «نحن مستعدون لبناء علاقات بنّاءة ومستقرة مع الصين، ونحن مدركون لأهمية التعامل بصراحة مع الصين والتعبير عن مخاوفنا مباشرة». وبشأن تايوان كرروا دعوتهم إلى حل سلمي للخلافات مع الصين التي تعتبر هذه الجزيرة جزءاً لا يتجزأ من أراضيها.
وأبدت الصين «استياءها الشديد» لموقف دول المجموعة، وندّد متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في بيان ب«إصرار مجموعة السبع على التلاعب في قضايا على صلة بالصين، وبتشويه سمعة الصين ومهاجمتها»، مشيراً إلى أن بكين «تدين بشدة» هذا الأمر. وتابع المتحدث «تعرب الصين عن استيائها الشديد وعن معارضتها الحازمة وقد قدّمت احتجاجاً رسمياً لدى اليابان، البلد المضيف للقمة، ولدى الأطراف المعنيين الآخرين».
وندد متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في بيان ب«إصرار مجموعة السبع على التلاعب في قضايا على صلة بالصين، وبتشويه سمعة الصين ومهاجمتها»، مشيراً إلى أن بكين «تدين بشدة» هذا الأمر. وأشار المتحدث إلى أن «مجموعة السبع لا تنفك تؤكد أنها تسعى إلى عالم ينعم بالسلام والاستقرار والازدهار. لكنها في الحقيقة، تعوق السلام العالمي وتلحق الضرر بالاستقرار الإقليمي وتكبح تنمية بلدان أخرى». وتابع: «هذه المقاربة لا تتمتع بأدنى مصداقية دولية». (وكالات)