متابعة: ضمياء فالح
لا شك أن أهداف النجم النرويجي إيرلينغ هالاند كانت مهمة لمانشستر سيتي هذا الموسم، لكن قرار المدرب الإسباني بيب جوارديولا تغيير تكتيكه 3-3-4 هو الذي دشن رحلته القاسية ضد تلميذه ومساعده السابق ميكيل أرتيتا مدرب أرسنال بمشوار اللقب.
وكتب الصحفي جو بيرنشتين: فريق مانشستر سيتي تحت قيادة جوارديولا فعل ما يكفي كي يكون ضمن كبار الفرق في إنجلترا، لكنه يدرك أن عليه الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا كي يكون فريقه في سيتي تاريخياً كما كان فريقه البرشلوني.
يحرص جوارديولا دائماً على عدم مقارنة فريقه في سيتي بفريقه في برشلونة لكنه تحدى لاعبيه ليكون نجومه كيفن دي بروين وايرلينغ هالاند وروبن دياز مثل فريق تيكي تاكا برشلونة الذي حصد لقب أوروبا بقيادة ميسي وتشافي وأندرييس إنييستا بأول موسم تحت قيادته عام 2009.
وقال جوارديولا: هذا الفريق فعلاً جيد لكنني أتفق مع وسائل الإعلام والناس في قول إننا يجب أن نفوز بلقب أوروبا كي نكون بمصاف الكبار ومنهم برشلونة بين عامي 2008-2015. تلك الفرق لم تحرز اللقب الأوروبي مرة واحدة بل مرات عديدة.
فاز برشلونة بلقب أوروبا مرتين مع جوارديولا (2009 و2011) بفريق ضم جيرارد بيكيه وكارليس بويول وسيرجيو بوسكيتس وقدم على مسرحه الساحر برشلونة كي يتطور. تعلم جوارديولا كيف يكون أستاذاً ذهنياً في التدريب، يعرف متى يضع ذراعه على كتف لاعب ما ومتى يقرع لاعباً آخر ويبدو مسترخياً في الأمتار الأخيرة من هذا الموسم الذي ربما ينتهي بثلاثية تاريخية.
يعترف جوارديولا بوجود جانب قاس في حبه للاعبيه وبعضهم توجب عليه الجلوس على الدكة طويلاً وانتظار الفرصة كما حصل مع جاك جريليش وجون ستونز ومحرز. إن لم يخترهم للتشكيلة لا يقدم لهم تبريرات ويتركهم يتعاملون مع المنع نفسياً ويستعدون للاستدعاء ويقول: في بداية الموسم طلبت من المدير الرياضي معرفة إن كان في عقد أي لاعب عندي بند يفرض علي إشراكه في المباريات فقال لي «كلا، لا يوجد» لذا عليهم جميعاً تقبل قراري. هذا صعب للاعبين غير اللائقين بدنياً أو لمن لا يلعب لأسباب تكتيكية. أستطيع تبرير عدم استدعائهم لكنني لا أفعل لأنهم لن يفهموا. عليهم أن يدركوا أن الموسم طويل وكل واحد فيهم سيحظى بفرصة وعليهم أن يكونوا على استعداد دائم لمنافسة زملائهم في الموقع. انظروا إلى جون ستونز كيف يلعب بشكل رائع لكنه لم يكن كذلك في فترات معينة في الـ7 سنوات، لماذا؟ ربما كان الخطأ مني وربما لم يكن بأعلى مستوى أو ربما كان لاعب آخر في موقعه أفضل منه. عليه أن يتقبل قراري، هكذا هي الحياة، ليست مثالية دائماً.
بيد أن الحياة تبدو مثالية الآن لفريق سيتي ويعلق المدرب صاحب الـ52 عاماً: أتذكر دائماً أني أفكر في اللقب التالي، اللقب الأول يساعد في حصد الثاني واللقب الثاني يساعد في حصد اللقب الثالث، الديناميكية تساعد كثيراً. عدم الفوز بلقب الدوري الممتاز كان ليعقد الفوز على مانشستر يونايتد على ملعب ويمبلي. عدم الفوز بلقب كاس الاتحاد سيجعل الفوز بلقب أوروبا أصعب أمام انتر ميلان. هذا هو ما أبقيه في ذاكرتي تماماً.

  • أفضل المدربين

من جهته، وصف جيمي كاراجر مدافع ليفربول السابق والمحلل الرياضي حالياً، المدرب الإسباني بأنه واحد من أفضل المدربين على مر التاريخ الكروي وقال: أعتقد أن سيتي سيفوز بالثلاثية، سيلاقي مانشستر يونايتد بأفضلية كبيرة وسيلاقي الإنتر بنفس الأفضلية. سنرى ما سيحصل لكن لدي شعوراً بأن سيتي في كل موسم ينطلق بأقصى قوة من إبريل أو مايو نحو الفوز بالثلاثية. جوارديولا رفع سقف المنافسة بشدة، إنه ليس فريق مانشستر سيتي فقط بل المدرب أيضاً. ما كان سيتي ليصل لهذا المستوى الرفيع لولا المدرب وعلى الفرق الأخرى ومن ضمنها ليفربول أن تشعر بقلق كبير فالموسم الوحيد من الـ6 سنوات الأخيرة التي لم يحقق فيها سيتي اللقب المحلي توجب على ليفربول الفوز في 26 مباراة والتعادل مرة واحدة في أول 27 مباراة من الموسم. أعتقد أننا نشاهد واحداً من أعظم المدربين في التاريخ وأعتقد أن وجوده في سيتي يصنع الفارق.

وأيد توني آدمز أسطورة أرسنال رأي كاراجر وقال: مانشستر سيتي ناد مدهش وغير معقول بتنوع موارده وطرقه. جاك جريليش كان مذهلاً منذ عودته من مونديال قطر وجون ستونز يتألق. كما أحب التناوب الذي يستخدمه جوارديولا، موهوب يخرج ويدخل مكانه موهوب آخر.
وكتب الصحفي داني ميرفي عن جوارديولا: مدرب غيره كان ليتذمر لو بقي عامين بدون مهاجم صريح بعد رحيل أجويرو لكنه عثر على طريقة أخرى للفوز باللقب. إنه ليس مدرباً عبقرياً فقط بل أيضاً جزء مهم من كرة القدم الحديثة وليس صحيحاً ما يقال عنه أن طلباته تنفذ بإشارة منه، فقد طمع في الحصول على مهاجم كبير ولم يتمكن ناديه من التعاقد مع هاري كين أو كريستيانو رونالدو. المدربون اليوم يحتاجون لمجموعة معقدة من المهارات أكثر من ذي قبل وفريق جوارديولا جزء من تعاون كبير بين المدير الرياضي والمدير التنفيذي ورئيس مجلس الإدارى والمالك ومجموعة كبيرة من أقسام التعاقدات والطب ولكل من هؤلاء رأي لكن العالم يرى جبهة موحدة بفضل جوارديولا.

جوارديولا مهووس بالنجاحات لكنه يسمح لنجومه بالرحيل إن رغبوا بذلك كما حصل مع زنشنكو وكانسيلو، كما يستطيع تطوير ما لديه كما فعل مع ناثان أكي ومانويل أكانجي.
في التكيتك، أثبت جوارديولا ذكاءه أمام ريال مدريد في إياب نصف نهائي المسابقة الأوروبية. شعر بالقلق من سرعة فينيسيوس جونيور لذا حول جون ستونز للاعب وسط إضافي لعرقلة تقدمه كما أن المدرب ماهر في تحويل لاعبيه من موقع لآخر كما فعل مع بيرناردو سيلفا الذي كان قلب وسط العام الماضي والآن بديل لرياض محرز على يمين الوسط رغم أن محرز كان هدافاً الموسم الماضي ولم يتراجع أداؤه.
غير جوارديولا نجمه جاك جريليش تماماً كما لم يعترض أحد على تراجع مشاركات فيل فودن وكل هذا بفضل عمل المدرب في التمرينات اليومية.
يبقى السؤال الأهم: هل يرحل جوارديولا بعد إحراز الثلاثية مع سيتي؟ أجاب جوارديولا عن هذا في مقابلة مع سكاي سبورتس وقال: علينا أولًا أن نفوز بالثلاثية ثم وجهوا لي هذا السؤال بعدها وسأخبركم عن شعوري وعن تفكيري.
وعند سؤال المدرب عما إذا كان يفكر بخصومه على طريق الثلاثية أجاب: طبعاً، نحن على بعد 3 مباريات ونحتاج لكل مسابقة لتحقيق الإنجاز. هل تعتقدون أن المباراة أمام منافسنا في المدينة ستكون سهلة؟ وماذا سيحدث أمام فريق إيطالي لا يشعر بالضغوط للفوز باللقب؟ أنا أفكر في هذا.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version