تواصلت أعمال العنف والقتال في أنحاء الخرطوم، أمس الأحد، بعد ساعات على تعهد الطرفين المتنازعين على السلطة في السودان بوقف إطلاق النار لمدة أسبوع، بينما أسفر القتال في نيالا والجنينة بدارفور عن سقوط ضحايا.

وأكد أحد سكان العاصمة لوكالة الصحافة الفرنسية، صباح أمس الأحد، أنه سمع «غارات جوية» عنيفة بشكل متزايد، موضحاً أنها «هزت جدران المنازل». وفي جنوب الخرطوم تحدث شاهد عيان عن «تجدد الاشتباكات بمنطقة الصحافة».

وخلفت الحرب الدائرة خسائر فادحة في البنية التحتية؛ إذ خرجت معظم المستشفيات عن الخدمة سواء في الخرطوم أو إقليم دارفور غرب البلاد؛ حيث يشتد القتال أيضاً. كما أجبر الذين لم يتمكنوا من الفرار من سكان العاصمة البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة تقريباً على ملازمة منازلهم بدون ماء أو كهرباء.

وتطالب الطواقم الإنسانية منذ أسابيع بتأمين ممرات آمنة لنقل الأدوية والوقود والمواد الغذائية، في محاولة لتوفير بعض الخدمات التي تشهد تدهوراً منذ عقود.

وأعلنت نقابة أطباء السودان، أمس الأحد، مقتل 18 مدنياً إثر المواجهات بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في مدنية نيالا مركز ولاية جنوب دارفور غربي البلاد.

وقالت النقابة، في بيان، إنه «منذ السبت، أسفر النزاع المسلح العنيف بين الطرفين في نيالا عن وفاة 18 مدنياً وإصابتين بجروح حسب مصادر نقابية في مستشفيات نيالا».

وأشارت مصادر إلى وقوع خسائر إضافية لم تحسب بسبب تعذر الوصول إلى المرافق الصحية بسبب الصراع، والصعوبات المستمرة مما يحول دون تسجيل وتعقب الخسائر وسط القصف وإطلاق النار والذعر الهائل في جميع أنحاء المدينة.

ومساء السبت، قالت نقابة الأطباء، إن عدد القتلى في البلاد منذ اندلاع أعمال العنف في 15 إبريل/نيسان الماضي ارتفع إلى 850 على الأقل. وأضافت اللجنة في بيان أن عدد الجرحى وصل إلى 3394 على الأقل، لافتة إلى أن 60 مستشفى «من أصل 89 مستشفى متاخمة لمناطق الاشتباكات في أنحاء البلاد» خارج الخدمة.

وأعلنت الأمم المتحدة، الجمعة الماضي، أن عدد ضحايا المعارك في السودان بلغ 705 قتلى و5287 جريحاً، بينهم 203 قتلى و3254 جريحاً في ولاية الخرطوم.

كما قُتل 280 شخصاً وأصيب 160 آخرون في اشتباكات بالجنينة، في 15مايو/أيار الجاري، إثر هجوم ميليشيات مسلحة ترتدي زي «قوات الدعم السريع»، بحسب نقابة أطباء السودان.

ومنذ عام 2003، تسببت حرب بين الجيش وحركات مسلحة متمردة بإقليم دارفور في مقتل 300 ألف شخص، ونزوح 2.5 مليون آخرين، وفقاً للأمم المتحدة، بينما قالت الخرطوم، إن عدد القتلى لا يتجاوز 10 آلاف في الإقليم الذي يسكنه حوالي 7 ملايين نسمة. (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version