دعا وزير المالية البريطاني ريشي سوناك، المزيد من الشركات البريطانية إلى إنهاء استثماراتها الحالية في روسيا، في وقت باتت فيه الشركات الأجنبية مهددة بالتأميم بعد انسحابها من روسيا.

وقال سوناك إنه يجب وقف الاستثمارات الجديدة في روسيا بعد قرار الرئيس فلاديمير بوتين غزو أوكرانيا. وقال سوناك في رسالة مصورة على «تويتر»: «بينما أعترف بأنه قد يكون من الصعب للغاية إنهاء الاستثمارات القائمة، أعتقد أنه لا يوجد ما يبرر أي استثمار جديد في الاقتصاد الروسي». ومضى قائلاً: «أطالب ملاك الشركات والمديرين بالتفكير بإمعان، في أي استثمار يدعم بوتين ونظامه بأي شكل».

وقال سوناك: «أريد أن أوضح بجلاء أنه إذا قررت شركات أو مستثمرون إنهاء علاقتهم المالية بروسيا، فإن الحكومة عندئذ ستدعمكم بشكل كامل».

من جهة أخرى، تضيق الدولة الروسية الخناق على الشركات الأجنبية الراغبة في الانسحاب من البلاد.

وفي مواجهة هذه المشكلة، تكثف السلطات الروسية الإجراءات لمنع هروب رؤوس الأموال ودعم الروبل. وقد وصل الأمر إلى التلويح بشبح إجراء مثقل بالمعاني التاريخية: التأميم.

فالشركات التي تنسحب بسرعة تترك مكاتب وبنى تحتية وبضائع.

ومن دون أن ينطق بهذه الكلمة، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه يؤيد تعيين مديرين «خارجيين» على رأس هذه الشركات «لنقلها إلى الذين يريدون تشغيلها»، لكنه أكد مع ذلك، أن روسيا تبقى «منفتحة» على الأطراف الاقتصادية الأجنبية الراغبة في القيام بذلك، مشدداً على ضرورة «حماية» حقوقها.

وأضافت النيابة العامة أمراً بفرض «رقابة صارمة» على الشركات الأجنبية التي تعلن تعليق أنشطتها. وقالت إن ما سيخضع للمراقبة هو «احترام قانون العمل وشروط عقود العمل، ودفع الأجور وتسديد الالتزامات التعاقدية للمقاولين وللاتحاد الروسي»، تحت طائلة ملاحقات جزائية.

ويرى الكرملين أن ذلك ليس أمراً سيئاً بالضرورة، وإن كانت فترة نهاية الاتحاد السوفييتي في ثمانينات القرن العشرين مرتبطة في نظر العديد من الروس بكل أنواع الفاقات. وقال فلاديمير بوتين إن «الاتحاد السوفييتي عاش في ظروف عقوبات وتطور وحقق نجاحات هائلة»، مؤكداً من جديد أن الروس سيتغلبون على الصعوبات.

وقد طالبه الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف ب«تجميد الأصول الأجنبية». وبعد دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا مباشرة، هدد بمصادرة أموال الرعايا الأجانب في روسيا، لكنها تصريحات حذفت منذ ذلك الحين من شبكات التواصل الاجتماعي.

ويثير هذا النوع من التصريحات غضب رجال الأعمال الروس. وقال فلاديمير بوتانين المسهم الرئيسي في مجموعة «نورنيكل» العملاقة: «أود أن أدعو إلى تبني نهج حذر جداً بشأن (..) مصادرة الشركات التي أعلنت انسحابها من السوق الروسية».

وأضاف أن «عواقب خطوة من هذا النوع (انعدام ثقة العالم بروسيا من جانب المستثمرين) سنعانيها لعقود». وأشار إلى أن العديد من الشركات لم تنه نشاطها؛ بل علقته «بعد ضغوط غير مسبوقة مارسها عليها الرأي العام الأجنبي»، ملاحظاً أن هذه الشركات قد تعود إلى البلاد.

(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version