اقتحم مئات المستوطنين، أمس الخميس، المسجد الأقصى المبارك بحماية مشددة من القوات الإسرائيلية، في وقت شنت القوات الإسرائيلية حملة مداهمات وتفتيشات في مناطق مختلفة بالضفة الغربية المحتلة، تخللتها اعتقالات ومواجهات أدت إلى سقوط العديد من الجرحى، بينما هاجم مستوطنون بحماية القوات الاسرائيلية منازل فلسطينيين في قرية برقة شمال غربي نابلس.
ونفذ 354 متطرفاً اقتحامات ( 252 خلال الفترة الصباحية و102 خلال فترة بعد الظهر)، عبر باب المغاربة بحراسة القوات الإسرائيلية.
وفرضت القوات الإسرائيلية قيودها على دخول المصلين إلى الأقصى، منذ صلاة المغرب، الأربعاء، حتى ظهر أمس الخميس، بمنع الذين تقل أعمارهم عن ال 50 عاماً من الدخول إليه. وأدى المصلون صلاتي المغرب وعشاء الأربعاء وفجر الخميس على عتبات الأقصى.
كما لاحقت القوات الإسرائيلية المرابطين على أبوابه عند باب السلسلة وتعمدت إبعادهم عن محيطه، علماً بأن مجموعات المستوطنين تخرج من الأقصى عبره بعد انتهاء اقتحام المسجد. وبحسب مصادر فلسطينية، اعتقلت 17 شاباً في مناطق مختلفة من الضفة، حيث جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية. وتركزت الاقتحامات في مخيم عقبة جبر في محافظة أريحا، ومناطق نابلس وجنين، حيث تم اقتحام عشرات المنازل والعبث بمحتوياتها والتحقيق مع قاطنيها، وذلك بعد احتجازهم لساعات.
وفي مخيم عقبة جبر أصيب عدد من الفلسطينيين خلال مواجهات عنيفة واشتباكات مسلحة، اندلعت عقب اقتحام آليات وقوات إسرائيلية للمخيم، وسط تفتيش ومداهمة 60 منزلاً، بينما احتجز مسن وحفيده خلال اقتحام منزلهم. وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن 12 إصابة بالأطراف السفلية وصلت إلى مستشفى أريحا الحكومي، إحداها وصفت بالحرجة في الشريان الرئيسي.
ومن جانب آخر، أصيب شابان بشظايا الرصاص الحي إضافة إلى العشرات بحالات اختناق إثر هجوم نفذه مستوطنون بحماية القوات الإسرائيلية على منازل فلسطينيين في قرية برقة شمال غرب نابلس. وأحرق مستوطنون حظيرة للأغنام وما حولها من أراض مزروعة بالزيتون، كما أطلقوا الرصاص الحي فيما أطلقت القوات الإسرائيلية قنابل الغاز والصوت، ما أسفر عن إصابة شابين أحدهما بشظايا الرصاص الحي في قدمه وآخر في اليد، إضافة إلى العشرات بالاختناق. وفي أعقاب ذلك، وقعت مواجهات بين الأهالي والمستوطنين في محاولة للتصدي للهجوم على المنازل والممتلكات في برقة.
وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن قوات الجيش اعتقلت منفذ عملية إطلاق النار التي استهدفت قوات الجيش في الرابع من سبتمبر/أيلول 2022، وأتى اعتقاله بعد 9 أشهر من المطاردة.
وزعم الجيش في بيان مشترك مع جهاز الأمن العام «الشاباك»، بأنه اعتقل ماهر تركمان أسعيد من سكان وادي برقين، والذي خطط ونفذ عملية إطلاق نار ومحاولة حرق حافلة كانت تقل جنوداً في منطقة الأغوار في الرابع من سبتمبر/أيلول 2022، حيث أسفرت عملية إطلاق النار عن إصابة 6 جنود. واعتقل أسعيد في بلدة اليامون، وتم تحويله للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية.
وفي القدس، اندلعت مواجهات بين الشبان والقوات الإسرائيلية في مخيم شعفاط تخللها إلقاء حجارة، إضافة إلى إلقاء زجاجات حارقة صوب مستوطنة «بسغات زئيف». (وكالات)