متابعة: علي نجم

دخل الشارقة تاريخ كرة الإمارات من الباب الكبير، بعدما تُوّج باللقب الرابع له في موسم 2022-2023 بعد فوزه بكأس مصرف أبوظبي الإسلامي «كأس الرابطة»، للمرة الأولى في تاريخه، على حساب العين بهدفين مقابل هدف.

وكتب الملك التاريخ بأحرف من ذهب، بالتتويج بالكؤوس الثلاث لموسم 2022-2023 «السوبر، وكأس رئيس الدولة، وكأس الرابطة»، على التوالي، وفي موسم واحد، وعلى حساب منافس واحد هو العين الذي كان ضحية الملك ومديره الفني القيصر أولاريو كوزمين، كما توج بلقب أغلى البطولات «المؤجل» من الموسم الماضي بفوزه على الوحدة بهدف دون مقابل في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وأسهم القيصر في منح الفريق الأبيض لقباً جديداً، عندما قاد دفة الفريق من المدرجات بسبب العقوبة التي حصل عليها بعد طرده في مباراة الجزيرة في إياب نصف النهائي.

وكان القيصر الأكثر سعادة في ملعب السعادة بعد صافرة النهاية، وإن اختار الجلوس على «الثلاجة» في لحظة التتويج التاريخية، أو عند الفرحة الكبير مع الجماهير.

وصل «القيصر» إلى ملعب الوحدة بابتسامة، لكن ومع بداية المباراة، وتفوق العين بهدف المدافع كوامي، بدا التجهم، بل والغضب على محيا المدرب، الذي تنفس الصعداء بهدف التعادل الرأسي من لوان بيريرا، قبل أن يطلق كل الفرح بداخله بعد تسديدة كايو النجاحة من ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع من المباراة.

ومن رصد ردة فعل المدرب مع مجريات المباراة، والصرخة الكبيرة التي أطلقها مع انطلاق صافرة النهاية، وفاصل «الرقص» الذي قام به مع دخول اللاعبين أرض الملعب من جديد لتسلم ميدالياتهم الذهبية وكأس البطولة، أدرك أن المباراة كانت أكثر من مجرد فوز بكأس، أو تتويج بلقب بالنسبة إلى القيصر.

وحفر المدرب الروماني أولاريو كوزمين اسمه في سجلات المسابقة بعدما كتب اسمه بأحرف من ذهب في سجلات كرة الإمارات، بعدما أصبح أول مدرب ينال كأس مصرف أبوظبي الإسلامي «الرابطة» مع فريقين مختلفين، ليكتب تاريخاً جديداً في سجلات النجاح الكبيرة التي عرفها منذ حضوره لقيادة فريق العين قبل عقد ونصف العقد من الزمن.

وكان الروماني حصل على اللقب الأول في موسم 2013-2014 مع شباب الأهلي «الأهلي سابقاً»، قبل أن يعود وينال الكأس الثانية مع الفرسان أيضاً في موسم 2016-2017، قبل أن يكمل مثلث النجاح بنيل اللقب الثالث مع «الملك».

ووضع الشارقة اسمه في سجلات الأبطال للمرة الأولى في تاريخ المسابقة، بعدما كان قد بلغ مباراتها النهائية في موسم 2014-2015 حين سقط بالأربعة أمام النصر، قبل أن ينجح وبعد عقد من الزمن في حفر اسمه في سجلات أبطال المسابقة، ليصبح البطل الثامن الذي يعتلي منصة تتويج المسابقة.

وأصبح هذا اللقب هو الرابع للمدربين الرومان في سجلات البطولة، التي حفر مدربون من 11 جنسية اسمهم وجنسياتهم في سجلات الأبطال، بعدما نال كوزمين 3 كؤوس، مقابل لقب واحد لمواطنه ريجيكامب مع العنابي.

المدرب والثلاجة

لم يشذ كوزمين عن القاعدة التي تميز بها، بإجادته التلاعب وتوجيه الرسائل، فحضر الحصة التدريبية الرسمية قبل النهائي، والتي كانت تبث مباشرة على الهواء، ليجلس على الثلاجة.

كوزمين والثلاجة، كانت هي الحدث ومحط كل اهتمام بعدما تعمد المدرب وضع «الثلاجة» أمام منصة التتويج والجلوس عليها والاحتفال جالساً عليها مع اللاعبين، وذلك في ردة فعل على الانتقادات التي طالت المدرب من قبل الحكم الدولي السابق فريد علي، على شاشة قناة أبوظبي الرياضية قبل أسبوعين.

أما عن مصيره، فقد ترك المدرب الروماني الباب مفتوحاً على مصراعيه، ما بين إمكانية البقاء في القلعة البيضاء، أو ترك المهمة، علماً بأن القيصر ربط استمراره بعد الفوز بلقب كأس صاحب السمو رئيس الدولة، بنجاح الفريق في نيل كأس الرابطة، وتقييم وضعه الصحي، قبل أن يترك لنفسه فسحة أمل من «أيام قليلة» حتى يتخذ القرار النهائي الذي سيبلغ الإدارة به بعدما تم الاتفاق على كل التفاصيل التي تتعلق بالتمديد الذي لم يكن بحاجة سوى إلى توقيع بالحبر من المدرب الروماني «صائد البطولات».

أما على صعيد الأرقام، فقد قاد القيصر الروماني الملك للفوز باللقب الرابع خلال قيادته الفريق في 72 مباراة على صعيد كل البطولات، ذاق بها الفريق طعم الفوز في 38 مباراة، بينما خسر 12 مباراة، كان 7 منها في الدوري الأخير.

واصبح المدرب الروماني «أيقونة» الفوز بالكؤوس والألقاب في ملاعبنا، بعدما رفع حصاده من الإنجازات إلى 15 لقباً رسمياً منها 4 مرات بطولة الدوري (موسمي 2011- 2012 و2012-2013 مع العين)، وموسمي 2013-2014 و2015-2016 مع شباب الأهلي).

كما أحرز ثنائية كأس صاحب السمو رئيس الدولة مرتين، على التوالي مع «الملك» هذا الموسم، بالفوز باللقب الأول المؤجل على حساب الوحدة، قبل أن يتغلب على العين بركلات الترجيح هذا الموسم، كما توج مع الشارقة بلقب كأس الرابطة للمرة الثالثة في مسيرته بعد مرتين سابقتين مع «الفرسان»، إلى جانب إحراز لقب كأس السوبر 5 مرات «مرة واحدة مع العين، وثلاث مع شباب الأهلي، ومرة واحدة مع الشارقة»، كما سبق أن قاد شباب الأهلي للفوز بلقب بطولة السوبر الإماراتي- المغربي 2016.

الفوز الأول

ويعتبر هذا الفوز للشارقة على العين في مسابقة كأس مصرف أبوظبي الإسلامي «كأس الرابطة»، في المباراة الخامسة التي تواجها بها، علماً بأن «الزعيم» كان قد فاز في مباراتين، مقابل التعادل في مباراتين أيضاً.

ومرة جديدة، تواصلت «لعنة التاريخ» في مسابقة كأس مصرف أبوظبي الإسلامي على الفريق البطل، بعدما فشل الزعيم في الحفاظ على اللقب الذي توج به الموسم الماضي.

ولم يفلح أي فريق من الحفاظ على لقب المسابقة لموسمين متتالين، وهو ما تكرر في النسخة الأخيرة التي فقد بها «الزعيم» فرصة الحفاظ على الكأس التي نالها مرتين كانتا في النسخة الأولى على حساب الوحدة، والثانية في الموسم الماضي على حساب شباب الأهلي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version