قتل الجيش الإسرائيلي، أمس الاثنين، ضابطاً في جهاز المخابرات الفلسطينية خلال اقتحامه جنين، بالتزامن مع اقتحامات نفذها في نابلس ومحيط رام الله وطولكرم وطوباس، ومناطق أخرى في الضفة الغربية، وسط اشتباكات مسلحة وصفت بأنها الأعنف منذ سنوات، فيما اقتحم مستوطنون المسجد الأقصى مجدداً بحماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية في حين بدأ مستوطنون بوضع كرفانات في موقع بؤرة حوميش الاستيطانية السابقة في الضفة الغربية المحتلة والتي أخلاها الجيش الإسرائيلي في 2005، ما يعني محاولة لإعادة إحياء هذه البؤرة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها عن مقتل الضابط أشرف محمد أمين إبراهيم (37 عاماً) متأثراً بإصابته برصاص الجيش الإسرائيلي في جنين، مشيرة إلى أنه أصيب برصاصتين متفجرتين واحدة في البطن تسببت بتفتت الكبد، والثانية في الصدر اخترقت الرئة.

وأفادت وسائل إعلام محلية بإصابة 8 فلسطينيين بالرصاص الحي، واعتقال شخصين خلال اقتحام عدة أحياء من جنين، وهما نورس غوادرة وحسن تميم حردان. كما اقتحمت قوات الجيش الإسرائيلي، المنطقة الشرقية بمدينة نابلس، وانتشرت في مخيم عسكر القديم وحي المساكن الشعبية، واعتقلت الشاب يوسف منصور بعد مداهمة منزله. وأكدت مصادر فلسطينية اعتقال 15 فلسطينياً في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية بينهم 6 من مدينة جنين.

في الأثناء، اقتحم مستوطنون، صباح أمس الاثنين، ساحات المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة، وقام بعضهم بتأدية شعائر تلمودية بحماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية. وأفادت دائرة الأوقاف، بأن عشرات المستوطنين، اقتحموا المسجد الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية في ساحاته، وتلقوا شروحاً عن «الهيكل» المزعوم، وأدوا طقوساً تلمودية في المنطقة الشرقية للمسجد وقبالة قبة الصخرة قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة.

وفي جزء آخر من الضفة الغربية، بدأ مستوطنون بتجريف الأرض لفتح طرق واستخدموا شاحنة وجرافات، كما نصبوا 3 كرفانات في موقع كانت فيه بؤرة حوميش الاستيطانية التي أقيمت على أراضي قرية برقة قرب نابلس شمالي الضفة. 

ونقل هؤلاء معهداً دينياً أقاموه بشكل غير قانوني في البؤرة العشوائية «حوميش» إلى أراضٍ تبعد بضع مئات الأمتار عن البؤرة الاستيطانية، قبيل فجر أمس الاثنين، بمصادقة وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت. وأقام المستوطنون بؤرة «حوميش» في أراضٍ بملكية فلسطينية خاصة، قبل سنتين، بادعاء أنها كانت توجد فيها مستوطنة «حوميش» التي أخلتها إسرائيل في إطار خطة فك الارتباط عن قطاع غزة وشمالي الضفة الغربية، في عام 2005. وأخلى الجيش الإسرائيلي من المكان، قبل سنتين، لكنه عاد وسمح للمستوطنين بالوجود في المعهد الديني، في أعقاب مصادقة الكنيست على إلغاء فك الارتباط من شمال الضفة، قبل نحو شهرين. 

ونقل المستوطنون المعهد من البؤرة الاستيطانية إلى أراضٍ فلسطينية مصادرة، بشكل سري، الليلة قبل الماضية، بعد اتفاق بين المستوطنين وبين غالانت والوزير في وزارة الأمن، بتسلئيل سموتريتش.

ودان الفلسطينيون هذه الخطوة، وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن «جميع المستوطنات المقامة على أرض دولة فلسطين، بما فيها مستوطنة حوميش غير شرعية». 

وبحسب أبو ردينة، فإن قرار عودة المستوطنين «مدان ومرفوض»، مؤكداً أن «ما يجري هو تحدٍ للمجتمع الدولي، وخاصة الإدارة الأمريكية». وأضاف: «بيانات الشجب والاستنكار لم تعد كافية لمواجهة تصرفات الحكومة اليمينية المتطرفة».

(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version