طالبت رئيسة كوسوفو فيوسا عثماني، صربيا بوقف أنشطتها المزعزعة لاستقرار بلادها والتوقف عن دعم «العصابات الإجرامية»، في حين اشترط رئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش انسحاب رؤساء البلديات شمالي كوسوفو لتخفيف التوتر.

وأكد الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ، أمس الخميس، أن إرسال قوات إضافية إلى كوسوفو لا يعني أن الحلف يستبعد وجود حل سياسي محتمل للاشتباكات الجارية.

ودعت أمريكا، صربيا وكوسوفو، إلى تهدئة التوترات فوراً شمالي كوسوفو، وألقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن باللائمة على بريشتينا في أسوأ أعمال عنف تندلع في البلاد منذ عقد.

وكثفت قوات حفظ السلام الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في كوسوفو انتشار عناصرها في البلديات الأربع التي تشهد اضطرابات بين الأقلية الصربية وحكومة بريشتينا شمالي البلاد، مع تحذير مسؤول السياسية الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، من خطورة الوضع.

ومنذ 26 مايو/أيار الماضي، ينظم صرب كوسوفو شمالي البلاد احتجاجات لمنع رؤساء بلديات ألبان منتخبين حديثاً من دخول مباني البلديات لبدء مهامهم. وتولى رؤساء البلديات مناصبهم بعد الفوز بانتخابات محلية نظمت الشهر الماضي في 4 بلديات معظم سكانها من الصرب الذين قاطعوا الانتخابات إلى حد كبير.

وفي هذا الإطار، رأى الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، أن الخطوة الأكثر أهمية لتخفيف التوتر في كوسوفو هي انسحاب رؤساء البلديات المزعومين في الشمال.

ويحضر الرئيس الصربي القمة الثانية لما يعرف بالمجمع السياسي الأوروبي، بمشاركة قادة الاتحاد في العاصمة المولدوفية كيشيناو. وجاء في بيان الرئاسة الصربية أن فوتشيتش، سيجري المحادثات مع الزعماء الأوروبيين، ومن بينهم المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

من جهتها، قالت رئيسة كوسوفو فيوسا عثماني إنها تعمل على احتواء الموقف على الرغم من تعقيداته، وأشارت إلى وجود أطراف خارجية تحاول زعزعة الاستقرار. وأضافت عثماني على هامش القمة ذاتها: «الوضع متوتر، لكن علينا أن نتأكد من استعادة سيادة القانون في كوسوفو، وندرك أن التهديد الحقيقي يأتي من إنكار صربيا لوجود كوسوفو بصفتها دولة ذات سيادة».

وأكدت أن على الرئيس الصربي، إذا أراد سلاماً حقيقياً، وقف دعم العصابات الإجرامية. وبشأن موقف الولايات المتحدة الأخير مما يحدث شمالي البلاد، قالت عثماني إن كوسوفو لا تريد الإضرار بعلاقاتها مع الولايات المتحدة وستواصل المحادثات من أجل خطوات لتنسيق أفضل في المستقبل. وتنقل المصادر الصربية إمكانية عقد مباحثات غير مباشرة بين الرئيس الصربي ونظيرته الكوسوفية على هامش قمة مولدوفا.

وفي المقابل، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أمس الخميس، أن الحلف مستعد لنشر مزيد من القوات في كوسوفو، لإخماد العنف شمالي البلد المنقسم عرقياً. وقال للصحفيين، على هامش اجتماع لوزراء خارجية الحلف في أوسلو: «سيظل الحلف متوخياً الحذر، وسنكون هناك لضمان تهيئة ظروف آمنة، وأيضاً لتهدئة وتخفيف التوترات».

على صعيد آخر، دعا مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الأطراف المعنية بالتوتر الحادث شمال كوسوفو، إلى تجنب خطاب الكراهية الباعث على الانقسام.

وقال المجلس عبر «تويتر»: «نشعر بالقلق إزاء أعمال العنف الأخيرة في كوسوفو التي أسفرت عن إصابة عشرات من قوات حفظ السلام والمحتجين، يجب صون حقوق الإنسان لكل من يعيش في كوسوفو».(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version