اتهم رئيس وزراء كوسوفو، أمس الجمعة، صربيا بتدبير الاشتباكات بين الصرب وقوة حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي «الناتو». فيما طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس بتنظيم انتخابات جديدة في البلديات المتنازع عليها. وحذر «الناتو» من زيادة التوتر والتصعيد في البلاد، في حين واصل الصرب مظاهراتهم احتجاجاً على تسلم رؤساء بلديات ألبان مناصبهم في شمال كوسوفو. وبدوره حض وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قادة صربيا وكوسوفو على خفض التوتر، محذراً من أنهم يهددون الآمال في الانضمام إلى أوروبا. ومن جهة أخرى، أعلنت المحكمة الخاصة لكوسوفو، تعيين الأمريكية كيمبرلي ويست، في منصب مدعي عام هذه الهيئة التي تتخذ من لاهاي في هولندا مقراً لها.
وتفصيلاً، وقال رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي أمام أعضاء البرلمان «تصعيد الوضع كان مخططاً له ومنظماً بشكل جيد»، مؤكداً أنه «صنيعة بلغراد الرسمية». واتهم كورتي صربيا بحشد جماعات إجرامية لإثارة هذه الاشتباكات، وأكد أن العديد من الصرب في كوسوفو، أجبروا (من قبل بلغراد) على أن يكونوا دروعاً بشرية لمثل هذه الهجمات الإجرامية.
من جهته، قال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش إن الأوضاع في شمال كوسوفو تتطلب جهوداً كبيرة لخفض التصعيد، وأكد في مؤتمر صحفي على هامش القمة السياسية الأوروبية في مولدوفا، أن المنطقة برمتها تحتاج إلى السلم والهدوء والاستقرار.
ومن جانبه، قال قائد قوات حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي «الناتو» في كوسوفو الجنرال أنجيلو ريستوشيا إن الوضع خطير جداً في كوسوفو، وإن أي حادث يمكن أن يؤدي إلى تصعيد، في حين واصل الصرب مظاهراتهم احتجاجاً على تسلم رؤساء بلديات ألبان مناصبهم في شمال البلاد. وأشار إلى أن موسكو لا تعلم شيئاً مما يحصل على الأرض. وأكد أنه لولا تدخل قوات حفظ السلام التابعة للناتو لتفاقم الوضع وخرج عن السيطرة، مشدداً على أن هذه القوات لعبت دوراً كبيراً في إبقاء الوضع تحت السيطرة، كاشفاً عن أن الأمين العام للناتو وافق على استقدام قوات إضافية إلى كوسوفو. تأتي هذه التصريحات في وقت تظاهر فيه مواطنون من القومية الألبانية شمالي كوسوفو، رفضاً لما وصفوه بعنف العصابات الصربية ضد الشرطة وقوات حفظ السلام.
وبضغط من فرنسا وألمانيا، اجتمعت رئيسة كوسوفو فيوسا عثماني مع رئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش فترة وجيزة في حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز ومسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على هامش قمة في مولدوفا. وقال «جوزيب بوريل» إنه اجتمع والرئيس الفرنسي والمستشار الألماني مع رئيسة كوسوفو، وبشكل منفصل مع الرئيس الصربي. وأشار بوريل إلى أن هناك 3 مطالب: هي إجراء انتخابات محلية، وضمان مشاركة صرب كوسوفو، وبدء العمل لتأسيس رابطة بلديات الأغلبية الصربية. وأضاف أن الفشل في الامتثال لهذه الطلبات ستكون له عواقب خطيرة، حسب تعبيره.
وفي سياق آخر، أعلنت المحكمة الخاصة لكوسوفو، أمس الجمعة، تعيين الأمريكية كيمبرلي ويست، في منصب مدعي عام هذه الهيئة التي تتخذ من لاهاي في هولندا مقراً لها. وتتولى ويست هذا المنصب خلفاً لجاك سميث الذي توجه في نوفمبر 2022 إلى الولايات المتحدة للتحقيق في دور الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في أعمال العنف خلال اقتحام مؤيديه مقر الكونغرس في 2021. وقالت المحكمة في بيان: إن «كيمبرلي ويست المدعية الفيدرالية الأمريكية السابقة التي تتمتع بخبرة واسعة في التحقيقات الجنائية، المحلية والدولية، اختيرت لمنصب مدعٍ عام متخصص، بعد إجراءات نظمها الاتحاد الأوروبي». (وكالات)