بيروت: «الخليج»

تشهد الساحة اللبنانية عملية خلط أوراق على وقع تبادل السجالات، مع لجوء قوى لبنانية بينها «القوات اللبنانية» برئاسة سمير جعجع والتيار «الوطني الحر» برئاسة جبران باسيل، إلى استخدام ورقة ترشيح الوزير السابق، جهاد أزعور، لمنصب رئاسة الجمهورية، حيث أعلن 32 نائبا ترشيحه رسميا في مواجهة رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، وداعميه، ما أدى إلى تعقيد عملية انتخاب رئيس جديد للبلاد.

وكان باسيل أعلن خلال كلمة ألقاها في ناسبة لم«التيار الوطني الحر»، أنه تم الوصول إلى «تقاطع مع كتل نيابية أخرى على اسم جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية»، مضيفاً «إننا نريد رئيساً لا أحد يفرضه علينا، ونحن لا نفرض رئيساً على أحد». ولفت إلى أن «الظروف الحالية لا تسمح بوصول أحد من التيار إلى رئاسة الجمهورية، وأنا لم أترشح لكي أجنب التيار المزيد من العذاب والقهر، وهذا الأمر لا يجعلنا نستقيل من دورنا».

وفي تطور لاحق، أعلن النائب مارك ضو، أنه «تم التوصل نتيجة الاتصالات المكثفة إلى اسم، جهاد أزعور، كاسم وسطي غير استفزازي لأي فريق في البلاد». وخلال مؤتمر صحافي، تلا النائب مارك ضو بياناً باسم 32 نائباً أعلن فيه ترشيح أزعور «كمرشح تلاق وسطي غير استفزازي لأي مكون سياسي في البلاد». ويمثل النواب ال32 كتلاً معارضة، أبرزها حزبا القوات اللبنانية، الذي يملك كتلة برلمانية وازنة، وحزب الكتائب، فضلاً عن النائب ميشال معوض ونواب مستقلين وبضعة آخرين ينتمون لكتلة التغييريين المنبثقة من الاحتجاجات ضد الطبقة السياسية في 2019. وكشف ضو، أن «جهاد أزعور لديه القدرة على جمع 65 صوتاً في جلسة الانتخابات الرئاسية المقبلة».

وفي أول تعليق على ترشيح النائب باسيل لأزعور، اعتبر عضو «كتلة التنمية والتحرير» النيابية التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب محمد خواجة، أن «طرح اسم جهاد أزعور هو لتطويق ترشيح رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيه»، لافتاً إلى أنّ «ازعور لا يملك رؤية إصلاحية ولا يتمتّع بهذه الميزة».

من جهتها، أشارت النائبة بولا يعقوبيان، إلى أن «بعض القوى السياسية تناور من خلال اسم جهاد أزعور ربما لتحسين شروط وصول رئيس آخر إلى القصر الجمهوري»، معتبرة أن مسألة ترشيح أزعور ليست جديّة، وأن هناك احتمالاً وارداً لأن يدعو بري إلى جلسة انتخاب رئيس يوم الخميس.

إلى ذلك، أشار البطريرك الماروني بشارة الراعي، في عِظته، أمس الأحد، إلى أنه «لو استحضر المسؤولون السياسيّون مخافة الله، بحسب رتبهم، لكانوا انتخبوا رئيساً للجمهوريّة ضمن فترة الشهرين السابقة لنهاية عهد الرئيس ميشال عون. ولو استحضروا مخافة الله اليوم بعد مضيّ ثمانية أشهر على فراغ سدّة الرئاسة، وأمام الانهيار الكامل، سياسياً واقتصادياً ومالياً واجتماعياً، لسارعوا إلى التفاهم والتوافق على انتخاب رئيس يحتاجه لبنان في الظروف الراهنة»، وقال «إننا نبارك كلّ خطوة في هذا الاتجاه بعيداً عن مقولة «غالب ومغلوب» بين أشخاص، أو بين مكوّنات البلاد. فهذا أمر يؤدّي إلى شرخ خطر في حياة الوطن، فيما المطلوب وحدة لبنان وشعبه وخيرهما».


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version