استأنف طرفا الحرب في السودان في مدينة جدة السعودية، أمس الثلاثاء، المحادثات غير المباشرة الرامية إلى وقف إطلاق النار، في وقت برزت دعوات لتوحيد مبادرات الخروج من الأزمة ، فيما هزّ دوي الانفجارات وأصوات الاشتباكات جدران المنازل في الخرطوم مع تواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، وفق ما أفاد شهود وكالة الصحافة الفرنسية، متخوّفين من وقوع سكان في العاصمة تحت «حصار كامل»، في حين خرج أكثر من 60 مستشفى من الخدمة بشكل كامل بسبب الاشتباكات.

وأضافت مصادر لقناة «العربية» أن المحادثات بين الجيش وقوات الدعم السريع ستركز على وقف القتال.

وللأسبوع الثامن على التوالي، تتواصل المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ، مع تحذير منظمات الإغاثة من «أزمة إنسانية هائلة» في السودان. وأفاد سكان في العاصمة بوقوع «اشتباكات بكل أنواع الأسلحة جنوب الخرطوم»، حيث سمع مواطنون «أصوات انفجارات اهتزت لها جدران المنازل».

كما أكد آخرون سماع «أصوات قصف بالمدفعية الثقيلة من مراكز للجيش في شمال أم درمان».

وأكد مراسل صحفي أنه بسبب استمرار الاشتباكات خرج أكثر من 60 مستشفى من الخدمة بشكل كامل.

وجدد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة «ستيفان دوجاريك» الدعوة لوقف كامل للأعمال العدائية في السودان للسماح للمنظمة الدولية بإيصال المساعدات الإنسانية بالحجم المطلوب.

وخلف القتال أضراراً جسيمة بالعاصمة، حيث يعاني السكان الذين لم يغادروها بعدُ أتونَ المعارك، والغارات الجوية، وعمليات النهب.

إلى ذلك، تحدّث شهود في جزيرة توتي الواقعة عند ملتقى النيلين الأبيض والأزرق وسط الخرطوم عن أن قوات الدعم منعت سكان الجزيرة من عبور الجسر الذي يربطها بوسط  الخرطوم، كما منعتهم من استخدام قوارب العبور إلي ضاحية بحري.

وقال محمد يوسف، أحد القاطنين في الجزيرة : «هذا حصار كامل. إذا استمر لأيام ستنفد المواد الغذائية من المتاجر».

وأضاف : أصبح من غير الممكن نقل أي مريض إلى مستشفى خارج الجزيرة التي يخدمها مركز صحي صغير.

 أعلنت الكونغو الديمقراطية أنّ عشرة من رعاياها قُتلوا الأحد الماضي في الخرطوم في قصف طال حرماً جامعياً، شنّه «الجيش النظامي».

وقال وزير الخارجية الكونغولي كريستوف لوتوندولا في بيان إنّه تلقّى بذهول شديد نبأ مصرع هؤلاء المواطنين العشرة الذين قُتلوا في قصف طال الأحد حرم جامعة إفريقيا العالمية بالخرطوم. 

وأضاف أنّ المعلومات التي بحوزته تشير إلى أنّ هذا القصف الذي شنّه الجيش النظامي على منطقة يقيم فيها سكّان مدنيون عزّل، بمن فيهم رعايا دول أجنبية، أدّى أيضاً إلى إصابة عدد آخر من مواطنينا بجروح خطرة.

ولفت الوزير في بيانه إلى أنّه استدعى عقب هذه المأساة القائم بأعمال السفارة السودانية في كينشاسا وسلّمه رسالة حزن واحتجاج من الحكومة الكونغولية.

وقال الوزير: طلبت من الدبلوماسي السوداني أن تقدّم الحكومة السودانية تفسيرات لنا، وأن تتّخذ كلّ الترتيبات لكي تتمّ إعادة جثث القتلى الكونغوليين إلى وطنهم.

 أزمة «تزداد سوءاً» 

 ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف لإطلاق النار يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.

وقال نائب المدير الإقليمي في إفريقيا للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بيير كريمر في تصريحات بجنيف: «نحن نواجه أزمة إنسانية هائلة تزداد سوءاً مع انهيار الاقتصاد ونظام الرعاية الصحية».

وحذّر أن التحديات ستزيد مع اقتراب موسم الفيضانات، وأزمة الجوع التي تلوح في الأفق، وتفشّي الأمراض التي قد تصبح حتمية أكثر.

اقتحام سفارة فلسطين

 على صعيد آخر، دانت الخارجية السودانية اقتحام عصابات ومجموعات مسلحة سفارةَ دولة فلسطين ومقر إقامة السفير في الخرطوم للمرة الرابعة، والثالثة على التوالي، منذ بدء الاشتباكات، حيث تقوم تلك المجموعات بتكسير الأبواب، وتخريب المقتنيات، وضرب الموظفين المحليين ومن يوجد من طواقم السفارة، إضافة إلى سرقة الأموال التي تخص موازنة السفارة واحتياجاتها.

واعتبرت الوزارة هذه الاقتحامات والتعديات انتهاكاً جسيماً لسيادة دولة فلسطين، واعتداء على مقراتها الرسمية، وانتهاكاً صارخاً لاتفاقية فيينا، وستقوم الوزارة بالمتابعات القانونية اللازمة لحماية السفارة ومقر إقامة السفير والعاملين فيهما.  (وكالات)

البرهان: نثق بمنبر جدة لتحقيق سلام مستدام

أكد رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أمس الثلاثاء «الثقة بمنبر جدة» بما يقود لسلام مستدام.

وقال مجلس السيادة، في بيان، إن البرهان أكد خلال الاتصال على ضرورة التزام قوات الدعم السريع بالخروج من المستشفيات والمراكز الخدمية ومنازل المواطنين وإجلاء الجرحى وفتح مسارات تقديم المساعدات الإنسانية «حتى يحقق منبر جدة نجاحه».  (وكالات)

سكان غرب دارفور يعانون الاكتئاب

قالت طبيبة سودانية، إن «الوضع الصحي في السودان أصبح كارثياً ، مع استمرار القتال بين الجيش والدعم السريع، وخروج أغلبية المستشفيات عن الخدمة، أما الحالة النفسية، فإن أغلب متضرري الحرب يعانون حالات اكتئاب تصل لمراحل الانتحار، خصوصاً الأشخاص الذين فقدوا منازلهم وأموالهم، أو الفتيات اللواتي تعرضن للاغتصاب». وتؤكد ريم، أن أغلبية سكان غرب دارفور أصبحوا نازحين وفقدوا منازلهم وأرزاقهم.وأضافت أن الاكتئاب يتصدر قائمة الاضطرابات النفسية، إضافة إلى القلق والصدمة واضطراب ما بعد الصدمة والضغوط النفسية.(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version