فجّر الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس، في رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، منزل فلسطيني متهم بتنفيذ هجوم قُتل خلاله إسرائيليان في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ما أشعل مواجهات واشتباكات في المدينة، أصيب خلالها عشرات الفلسطينيين، بينهم صحفيان، فيما اقتحم عشرات المستوطنين مجدداً ساحات المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة بحراسة الشرطة الإسرائيلية، وسط دعوات مقدسية لإحياء الفجر العظيم اليوم الجمعة في ساحات الحرم القدسي الشريف، في حين نددت الخارجية الفلسطينية بخطة إسرائيل لتقسيم المسجد الأقصى مكانياً، محذرة من أن المساس بالمسجد الأقصى سيفجر ما تبقى من ساحة الصراع، ويهدد بشكل خطير أمن واستقرار المنطقة.
وأعقبت عملية مداهمة الجيش لمدينة رام الله، مقر القيادة الفلسطينية، ليل الأربعاء الخميس مواجهات أسفرت عن إصابة عشرات الفلسطينيين بجروح وفق وزارة الصحة الفلسطينية، وبينهم مصوران صحفيان.
وفجّر الجيش الإسرائيلي الطابق الأول الذي كان يعيش فيه إسلام الفروخ المحتجز لدى إسرائيل. ويقع المنزل في مبنى مكون من أربعة طوابق.
واعتقل الفروخ، وهو مهندس، في كانون الأول/ديسمبر ووجهت إليه اتهامات بتنفيذ هجوم بتفجيرين عند أحد مداخل القدس في تشرين الثاني/نوفمبر.
واندلعت ليلاً في رام الله مواجهات بين شبان فلسطينيين والجيش الإسرائيلي. وألقى الشبان الحجارة والزجاجات الحارقة في اتجاه آليات الجيش العسكرية. وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن الطواقم الطبية في مدينة رام الله تعاملت ليلاً مع «35 جريحاً، بينهم 20 جريحاً بالرصاص الحي». وأشار البيان إلى «4 إصابات خطيرة» تركزت في منطقة الرأس. ومن بين المصابين مصوران صحفيان فلسطينيان هما مؤمن سمرين وهو مصور صحفي مستقل، وربيع المنير المصور في التلفزيون العربي، وفق ما ذكر صحفيون في المكان.
من جهة أخرى، ذكرت دائرة الأوقاف في القدس أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، ونظموا جولات استفزازية في ساحاته، وتلقوا شروحات عن «الهيكل» المزعوم، وأدوا طقوساً تلمودية في منطقة باب الرحمة وقبالة قبة الصخرة قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة.
من جانبهم، كثف المقدسيون دعواتهم للرباط وشد الرحال للقدس وللمسجد الأقصى وإحياء الفجر العظيم اليوم الجمعة، في ظل المخاطر التي يتعرض لها، بفعل ممارسات السلطات الإسرائيلية والمستوطنين ومخططاتهم التهويدية.
وفي هذا الصدد، أصدرت وزارة الخارجية الفلسطينية بياناً دانت فيه بأشد العبارات ما أوردته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» بشأن خطة أعدها أحد أعضاء الكنيست من حزب الليكود بتقسيم المسجد الأقصى مكانياً، واعتماد إجراءات تقييدية تحد من وصول المصلين للصلاة في المسجد ومنع الرباط به، في حين تمنح صلاحيات أوسع للمستوطنين في اقتحامات المسجد ومن جميع الأبواب وفقاً للخطة المزعومة. وقالت الوزارة إنها تنظر بخطورة بالغة لما يروج له هذا الموقع، خاصة وأنه يتزامن مع استهداف صريح ومتواصل للمسجد الأقصى من قبل الجمعيات والمنظمات الاستيطانية المتطرفة. وطالبت المجتمع الدولي والمنظمات الأممية المختصة وفي مقدمتها «اليونسكو»، التعامل بمنتهى الجدية مع هذه الخطط والمشاريع الاستعمارية التوسعية وأن تتحمل مسؤولياتها في وقف تنفيذها وضمان إلغائها.
إلى ذلك، شنت القوات الإسرائيلية حملة مداهمات وتفتيشات في الضفة الغربية المحتلة، تخللتها مواجهات في بعض المناطق واعتقالات طالت عدداً من الفلسطينيين، فيما أخطرت هذه القوات عائلة الأسير ماهر شلون، بهدم منزلها في مخيم عقبة جبر قضاء أريحا. كما شنت القوات الإسرائيلية حملة اقتحامات واسعة في بلدة بيتا، قضاء نابلس، شمال الضفة الغربية، أسفرت عن اعتقال 16 فلسطينياً، بينهم أسرى محررون، كما اعتقلت عدداً آخر من الشبان من محافظتي جنين والخليل. (وكالات)