يبدو مانشستر سيتي الإنجليزي المرشّح الأوفر حظاً لإحراز لقب دوري أبطال أوروبا في كرة القدم للمرة الأولى في تاريخه، عندما يلاقي إنتر ميلان الإيطالي اليوم السبت في نهائي إسطنبول، حالماً بثلاثية تاريخية.

بعد عدّة محاولات منذ قدوم مدربه الفذّ بيب غوارديولا قبل سبع سنوات، أبرزها بلوغ نهائي 2021، يبدو الطرف الأزرق من مدينة مانشستر قريباً من لقب ينتظره منذ تأسيسه قبل 143 عاماً.

أصبح سيتي القوّة الضاربة في إنجلترا، محرزاً لقب الدوري ثلاث مرات توالياً وخمس مرات في آخر ستة مواسم، أضاف إليه لقب الكأس المحلية على حساب جاره اللدود مانشستر يونايتد، الفريق الإنجليزي الوحيد الذي أحرز ثلاثية دوري أبطال أوروبا والدوري والكأس المحليين في 1999.

يتزامن ذلك مع إعلان محللي شركة ديلويت أن سيتي أصبح صاحب الإيرادات الأعلى بين أندية كرة القدم، بواقع 788 مليون دولار أمريكي الموسم الماضي.

إذا هي ليلة للتاريخ، ومباراة العمر بالنسبة للفريق المعروف باسم «القمر السماوي» حيث سيضرب لو فاز«عدة عصافير بحجر واحد»، لقب دوري الأبطال للمرة الأولىـ وثلاثية تاريخية والأهم التساوي مع جاره اللدود الذي سبق أن نال الثلاثية في 1999.

كما أن اللقب الأوروبي سيكون تاريخياً للنادي الذي انتقل إلى الملكية الإماراتية في 2008، ونال على مدى 15 عاماً 19 بطولة إنجليزية، ويريد اللقب رقم 20 بطعم أوروبي خاص.

مواجهة للتاريخ

على ملعب أتاتورك الأولمبي الذي يتسع لأكثر من سبعين ألف متفرّج، سيكون رجال غوارديولا قادرين بالسير على خطى يونايتد، الذي أحرز الثلاثية الشهيرة فــــي 1999 تحــت إشــــراف السيــــر الأسكتلنـــــدي أليكس فيرغوسون.

بعد خسارته نهائي 2021 أمام مواطنه تشيلسي بهدف، عندما كان يتقدّم عليه بفارق كبير في الدوري المحلي، خرج سيتي الموسم الماضي بشق النفس وبسيناريو دراماتيكي من نصف النهائي أمام ريال مدريد الإسباني المتوّج لاحقاً، لكن مع إضافة الهدّاف النرويجي الشاب إرلينغ هالاند من بوروسيا دورتموند الألماني، بات يملك سلاحاً فتاكاً بين يديه.

سجّل اللاعب الفارع الطول (1.96 م و22 عاماً) 52 هدفاً في مختلف المسابقات، ساهمت بنجاحات النادي الذي خسر مرة يتيمة في آخر 27 مباراة. جاءت هذه الخسارة أمام برنتفورد 0-1، في المرحلة الأخيرة من الدوري المحلي (بريميرليغ) بعد أن كان سيتي قد ضمن لقبه أمام أرسنال.

لم يخسر سيتي هذا الموسم في أوروبا، وحقق انتصارات صاخبة على لايبزيغ الألماني (7-0) في دور الـ16، وعلى بايرن ميونيخ الألماني 3-صفر في ذهاب ربع النهائي، وريال مدريد (4-0 في إياب نصف النهائي).

لذا لن يكون هناك ما يخشاه من ثالث ترتيب الدوري الإيطالي، باستثناء أشباح طاردته في الأدوار الإقصائية الأخيرة من دوري الأبطال.

خطر إنتر

وفيما يبحث غوارديولا عن إحراز لقبه الثالث كمدرب في الكأس ذات الأذنين الكبيرتين (بعد 2009 و2011)، لا يمكن استبعاد خطر إنتر المتأهل من دور المجموعات على حساب برشلونة الإسباني، قبل أن يتخطى بورتو وبنفيكا البرتغاليين ثم جاره اللدود ميلان في نصف النهائي.

وقال مدافع سيتي جون ستونز «لقد تأهلوا إلى النهائي لسبب ما».

تابع اللاعب الذي حوّله غوارديولا، بخطوة عبقرية، من مركز الدفاع إلى الوسط لدى امتلاك الكرة كظهير وهمي أو مقلوب (إنفرتد فولباك) «يملكون لاعبين رائعين، وهذا واضح. لم يكن سهلاً كيف خاضوا نصف النهائي في مباراة ديربي. نعرف تماماً ماذا ينتظرنا».

في المقابل، يعرف إنتر ماذا ينتظره، خصوصاً مهاجمه البوسني إدين دزيكو (37 عاماً) الذي حمل ألوان سيتي بين 2011 و2016.

سجّل 14 هدفاً هذا الموسم وكان معاوناً هجومياً ناجعاً للنجم الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز.

قد لا يضمّ المدرّب سيموني إنزاغي الكثير من النجوم في تشكيلته، باستثناء مارتينيز بطل العالم والمهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو، لكن دفاعه صلب ويملك أجنحة خطيرة وخط وسط مقاتل بقيادة نيكولو باريلا.

قال إنزاغي المعيّن في 2021 بعد إحراز لقب الدوري تحت اشراف أنتونيو كونتي «نحن نتحدّث عن مباراة كرة قدم، لسنا خائفين».

أضاف المدافع أليساندرو باستوني «يجب الخوف من القتلة، وليس من لاعبي كرة قدم. سيكون خطأ إذا تحدّثنا عن الخوف».

ويخوض إنتر النهائي الأول في المسابقة القارية الأولى مذ قاده البرتغالي جوزيه مورينيو إلى لقبه الثالث في 2010، وهو التتويج الأخير لفريق إيطالي.

رفع «نيراتزوري» الكأس ثلاث مرات من قبل (1964 و1965 أيضاً)، فيما يملك سيتي لقباً يتيماً في أوروبا بعد تتويجه بكأس الكؤوس الأوروبية البائدة في 1970.

سيتي في سطور

الاسم: نادي مانشستر سيتي لكرة القدم.

المالك: سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان.

المدرّب: الإسباني جوزيب غوارديولا.

الملعب: الاتحاد

السعة: 53400 متفرج.

رقم الأعمال: 730 مليون يورو (2021-2022).

الإنجازات:

الدوري الإنجليزي: 9 مرات أعوام 1937، 1968، 2012، 2014، 2018، 2019، 2021، 2022 و2023.

كأس إنجلترا: 7 مرات أعوام 1904، 1934، 1956، 1969، 2011 و2019 و2023.كأس الرابطة: 8 مرات أعوام 1970، 1976، 2014، 2016، 2018، 2019، 2020 و2021.

كأس الكؤوس الأوروبية: مرّة واحدة عام 1970.

دوري أبطال أوروبا: حل وصيفاً عام 2021.

إنتر في سطور

الاسم: نادي إنترناتسيونالي ميلانو لكرة القدم.

الرئيس: الصيني ستيفن تشانغ

المدرب: سيموني إنزاغي.

الملعب: جوزيبي مياتسا.

السعة: 75,817 متفرجاً.

رقم الأعمال: 439.6 مليون يورو.

الإنجازات:

الدوري الإيطالي: 19 مرّة أعوام 1910، 1920، 1930، 1938، 1940، 1953، 1954، 1963، 1965، 1966، 1971، 1980، 1989، 2006، 2007، 2008، 2009، 2010 و2021.

كأس إيطاليا: 9 مرات أعوام 1939، 1978، 1982، 2005، 2006، 2010، 2011، 2022 و2023.

الكأس السوبر الإيطالية: 7 مرات أعوام 1989، 2005، 2006، 2008، 2010، 2021 و2022.

دوري أبطال أوروبا: 3 مرات أعوام: 1964 و1965 و2010.

كأس إنتركونتيننتال: مرتان عامي 1964 و1965.

كأس العالم للأندية: مرة واحدة عام 2010.

كأس الاتحاد الأوروبي (يوروبا ليغ حالياً بعد دمجها مع كأس الكؤوس): 3 مرات أعوام 1991 و1994 و1998.

طقوس غريبة للرئيس

يقوم ستيفن تشانغ رئيس نادي إنتر الإيطالي، ببعض الطقوس الغريبة على سبيل التفاؤل، فهل ينفعه ذلك في نهائي دوري الأبطال اليوم عندما يلتقي فريقه، مانشستر سيتي؟

وكشف تشانغ في حوار مع صحيفة «لاجازيتا ديلو سبورت» الإيطالية «في دوري أبطال أوروبا هناك خرافة أقوم بها دائماً، قبل المباريات أزور متجر Moncler، لكني أدخل وأخرج دون القيام بأي عملية شراء».

ويذكر أن إنتر نال في ظل ملكيته الآسيوية على لقب الدوري الإيطالي الموسم الماضي.

فريق هجومي

أكد الألماني الدولي إلكاي غوندوغان، نجم مانشستر سيتي، أن فريقه سيواجه مهمة صعبة أمام إنتر ميلان.

ووصف غوندوغان إنتر بأنه «فريق هجومي» نجح في الفوز باللقب القاري 3 مرات من قبل. وتوقّع قائد مانشستر سيتي أن يسيطر فريقه على مجريات اللعب، لكنه حذر من خطورة الهجمات المرتدة لإنتر ميلان، ونقل الموقع الرسمي لمانشستر سيتي عن النجم الألماني قوله: «إنتر ميلان لم يصل إلى النهائي من أجل الخروج خالي الوفاض، لديهم صفات رائعة رغم أنها لم تكن كافية للفوز بلقب الدوري هذا العام، لكنهم فازوا بكأس إيطاليا».

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version