هي مواجهة تكتيكية بالدرجة الأولى، يمكن تصنيفها ضمن المباريات الجميلة في كرة القدم، حيث إن الترشيحات التي تعطي الأفضلية لمانشستر سيتي كونه الفريق الأكثر مهارة وقوة وتنوعاً، تجعل من إنتر ميلان منافساً شجاعاً يلعب بقلبه وعقله من أجل اثبات أنه في النهاية «إنتر العظيم» الذي تغنى به العالم في يوم ما.
«بالعقل والقلب».. هذه أكثر جملة تتكرر على لسان سيموني إنزاغي، مدرب إنتر ميلان الإيطالي، في المؤتمرات الصحفية، بات هذا التعبير داخل أروقة النادي كأنه تعويذة، وسيسعى لاعبو إنتر إلى تطبيقه بأكبر قدر ممكن من الدقة اليوم.
بكثير من العقل، ومن دون أن ينسى القلب أبداً.. هكذا واجه إنتر ميلان جميع مبارياته في دوري الأبطال هذا الموسم، إنها معادلته الشخصية للنجاح التي قادته إلى أهم نهائي في تاريخه الحديث منذ أن رفع الكأس ذات الأذنين في 2010.
طريقة فريدة
سيواجه إنتر ربما أكثر فريق على الساحة يستخدم العقل، وأقلها استخداماً للقلب بسبب طريقة لعب مانشستر سيتي الفريدة، ومنظومته المحسوبة بدقة مثالية وأسلحته المتنوعة للسيطرة على المباراة.
لا يعني استخدام إنتر ل«قلبه» أنه ليس فريقاً مستعداًَ على الصعيد التكتيكي، لكن في بعض اللحظات لا يغدو قادراً على السيطرة على ما يحدث في أرض الملعب، فيظهر خصمه بصورة أفضل منه كروياً.
لكنه يعوض كل هذا عن طريق المنظور المعنوي والعاطفي المرتبط بالقلب وال«جرينتا» والشجاعة التي استند عليها الفريق أكثر من مرة هذا الموسم.
حدث هذا مثلاً في ثمن النهائي مع بورتو الذي ضغط في اللحظات الأخيرة من الإياب أو في ربع النهائي مع بنفيكا، حين أرادوا تقليص المسافات في الذهاب بمحاصرة الفريق الإيطالي.. في تلك اللحظات تحديداً سيطر القلب على الموقف متفوقاً على الشكل الخططي وفكرة اللعب.
تعايش قوي
حتى الآن جاءت نتائج تعايش العقل والقلب مع إنتر بفاعلية، لكنه سيحتاج إلى أن يكون العنصران في أوجهما في مواجهة مان سيتي، وبأدق شكل ممكن، فأي خطأ أو شك، سواء كان تكتيكيا أو عاطفياً، سيحكم على فرص فريق إنزاجي بالفناء.
في الجانب الآخر، يتصدر الإسباني بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي المشهد،هو المتهم بأنه من تسبب في خسارة فريقه النهائي قبل سنتين أمام تشيلسي بسبب فلسفته الزائدة في خطة اللقاء، لذلك فإنه يسعى للرد على المشككين.
الجميع ينتظر كيف سيتصرف غوارديولا لفك طلاسم دفاع إنتر ميلان المتوقع، ويقول النجم الإنجليزي السابق أندي كول: ستكون مباراة صعبة لمانشستر سيتي، خاصة الطريقة التي استعد بها الإيطاليون للدفاع، يمكنهم أيضاً الهجوم بالمرتدات. إذا سجل مانشستر سيتي في وقت مبكر، فمن المحتمل أن يبحروا بالمباراة. لكن إذا استمر الإنتر صامداً، فسيكون الأمر ممتعاً للغاية.
وسيخوض إنتر المباراة في وقت يبدو فيه في أفضل مستوياته، بعيداً عن شكوك بداية الموسم. يبدو أنه لا يشعر بالخوف لأنه يثق بمنهجيته وفرصه ويعي ماهية مزاياه.
وتعد هذه أهم مباراة في تاريخ كل عناصر الفريق تقريباً. وحدهما لاوتارو مارتينيز ونيكولو باريلا من يمكنهما قول إنهما لعبا مباراة أهم، ألا وهي نهائي مونديال قطر 2022 بالنسبة للأرجنتيني ونهائي يورو 2020 بالنسبة لزميله.
وصرح الأرميني هنريك مختاريان يوم الاثنين الماضي «هذه المباراة ليست الأهم في مسيرتنا، بل الأهم في حياتنا».
من جانبه قال الإيطالي فيديريكو ديماركو «نعرف أننا نواجه فريقا قويا، لكن هذا النهائي بالنسبة إلينا حلم، وبالنسبة إليهم هوس».
وسيرفع إنتر شعاراً واحداً قبل أن يدخل أرضية ملعب أتاتورك الأولمبي: فرصة رفع اللقب مجددا وفرصة معانقة المجد مرة ثانية لا بد أن تمر حتما بمباراة «تُلعب بالعقل والقلب».