أبوظبي – وام

مثلت رسالة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان مالك نادي مانشستر سيتي إلى جماهير النادي عام 2008، والتي قال فيها: «نبني للمستقبل، وليس لمجرد فريقٍ يضمُّ النجوم»، الدافعَ الأبرز لمسيرة الإنجازات التي حققها النادي خلال الأعوام ال15 عاماً الماضية، وهي مسيرة التطور المدروس التي تُوّجت بفوز النادي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الاتحاد الإنجليزي، وبدوري أبطال أوروبا، أقوى البطولات على مستوى العالم، في موسم 2023/2022 الاستثنائي.

وانعكست النجاحات الباهرة في المستطيلِ الأخضر على حياةِ الناس في مجتمع مدينة مانشستر، وهذا ما أكده سمو الشيخ منصور بن زايد بالقول: «تسهم كرةَ القدم بلعب دور كبير في المجتمعات حول العالم، ومن خلالها نولي كل الاهتمام لتمكين المجتمع لعيش حياةٍ أفضل».

رؤيةٌ حكيمةٌ واستثمارٌ طويلُ الأمد وضعَ اسم النادي السماوي على خارطةِ الكرةِ العالمية كأحدِ أقوى الأندية في الساحرةِ المستديرة، ويكفي القول إن السكاي بلوز قد تُوِّجَ بأكثر من 20 لقباً خلال 15 عاماً منذ امتلاك سمو الشيخ منصور بن زايد النادي، مُحطِّماً العديد من الأرقام القياسية في طريقه إلى القمة.

ويمثل هذا الإنجاز مرحلة جديدة في تاريخِ نادي مانشستر سيتي الذي تأسس عام 1894، وكما قال معالي خلدون خليفة المبارك رئيس مجلس إدارة نادي مانشستر سيتي لكرة القدم:«لم يكن تحول مانشستر سيتي تحت ملكيةِ سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان سوى استراتيجية طويلِة الأمد. لقد وضعنا أهدافاً طموحة وحققنا الكثيرَ منها بشكلٍ أسرع ممَّا كان متوقعاً في السنواتِ الماضية.»

حقق السيتي بتتويجه بكأسِ الاتحاد الإنجليزي في موسم 2011 أوَّلَ ألقابِه منذ 35 عاماً، وكان التتويجُ الشرارةَ التي انطلق منها ليهيمن على ساحة كرة القدم الإنجليزية، مُتوَّجَاً بسبعة ألقابٍ للدوري الإنجليزي الممتاز، وستة كؤوسٍ لرابطةِ المحترفين الإنجليزية، وثلاث بطولاتٍ في درع الاتحاد الإنجليزي، ولقبين إضافيين في كأس الاتحاد الإنجليزي، وبطلاً لدوري أبطال أوروبا، لأوِّل مرةٍ في تاريخِه.

زخمُ السيتي محلياً امتدَّ صداه إلى دوري أبطال أوروبا، اللقب الذي استعصى على الفريق مراراً وتكراراً بعد وصوله لربع النهائي ونصف النهائي من قبل، وكان قريباً من أول تتويج عندما تأهل للنهائي للمرة الأولى في عام 2021، لكن الحظ أدار ظهره للسيتيزنز. فتلك العوائق لم تحبط الفريق والروح التي زرعها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وهي عدمُ الاستسلام والتركيزُ على الهدف، والتي دفعت الفريق للأمام ليعانق اللقبَ بدوري أبطال أوروبا الذي طال انتظاره. فقد شملت مسيرة النادي المليئة بالتحديات إزاحة بايرن ميونخ من دور الثمانية، والإطاحة بحامل الرقم القياسي ريال مدريد في إياب نصف النهائي.

وكان السيتي قد رفعَ معايير المنافسةِ والتحدِّي في موسمِ 2019/2018، حين أصبحَ أوَّلَ فريقٍ يتوَّجُ بجميع الألقاب المحلية في موسم واحد، وبتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وتزامناً مع النجاحاتِ داخل الملعب، بدأ النادي تنفيذ أعمالِ تطوير تركت بصمةً واضحةً على النادي وعلى مدينة مانشستر، وكانت البدايةُ برفع مستوى أكاديمية النادي التي جذبت 77% من لاعبي مدينة مانشستر الشباب، لتصبح واحدة من أفضل الأكاديميات في إنجلترا.

ثم كان المشروعُ الأهم والتحفةُ الفنيةُ للنادي «مُجمَّع الاتحاد الرياضي» الذي يضم 16 ملعب داخلي وخارجي، ومرافق تدريبيةً وترفيهية متطورة، فضلاً عن تطوير ملعبُ الاتحاد وزيادة طاقته الاستيعابية لتصل إلى أكثر من 50000 مقعدٍ، ومن ثم إلى أكثر من 60000 مقعدٍ بحلول عام 2026. ويستقبل النادي المتفرجين بمعدل 52800 شخص في كل مباراة إياب – 99% من الطاقة الاستيعابية.

لم تقتصر القيادةُ الرياديةُ لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان على الجانب الرياضي فقط، بل امتدت إلى المجتمع، من خلال مبادراتٍ منها برنامج «السيتي في المجتمع» الذي يستقطب كل موسم نحو 20000 شخص من مختلف الفئات العمرية – من السنتين وحتى الثمانين عاماً. وتتاح للمشاركين 4000 ساعة مجانية لممارسة كرة القدم ومختلف الأنشطة الرياضية خلال الموسم، بالإضافة إلى المشاركة في أنشطةٍ رياضيةٍ وتعليميةٍ وصحية.

هذا التحولُ الكبيرُ في مشروع السيتي، انعكسَ إيجابياً على المدينة في خلقِ الآلاف من فرص العمل الجديدة، وتعزيز نمو وتطوير مجمّع الاتحاد، بما في ذلك ملعب الاتحاد، وأكاديمية مانشستر سيتي، ومعهد كونل للتأهيل المهني، ومركز شرق مانشستر الترفيهي، مروراً بمعهد مانشستر للصحة والأداء. وتتمثل مرحلة التطوير التالية لملعب الاتحاد في تحويله إلى مرفق ترفيهي على مدار العام.

وبالعودةِ إلى عام 2008، فقد قال سمو الشيخ منصور بن زايد: «نحن ندركُ أنَّ النادي يلعبُ دوراً مهماً في المجتمع منذ سنوات، وسنبذلُ جهوداً صادقة لدعم هذه المبادرات، والتأكد من أنَّ مانشستر سيتي لا يفقدُ أياً من أدواره في مدينة مانشستر بعد كرة القدم، ونريد أن يواصلَ النادي المساهمةَ في المجتمعِ الذي يمثلِّه».

وفي ظلِّ التطورِ على جميع المستويات، تمكن سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان من توجيه الفريق من خلال خطة مستدامة أدت إلى تحقيق زيادة كبيرة في إيراداته فبدايةً من موسم 2015/2014، سجَّلَ النادي أرباحاً لخمسة مواسمَ متتالية، ليحقق عائداتٍ تزيدُ على 41 مليون يورو في موسم 2022/2021.

وقال خلدون خليفة المبارك: «وصل مانشستر سيتي لمستوى يتسم بالاستدامة في الملعب وخارجه، ما يعد مؤشراً على نجاح استراتيجية العمل المدروسة التي بدأنا العمل بها منذ عام 2008 تحت قيادة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، ويمثل نجاح هذا الموسم فصلاً مهماً في مسيرة تطوير النادي على المدى البعيد».

وفي عامَ 2008 اشترت مجموعة أبوظبي المتحدة للاستثمار والتطوير نادي مانشستر سيتي الذي شقَّ طريقَه نحو المجد بفوزه بالعديد من البطولات خلال السنوات الأخيرة، والوحيد الذي تُوِّج بالرباعية في كرة القدم الإنجليزية في موسم واحد.

وكما قال سمو الشيخ منصور بن زايد، إنَّ مانشستر سيتي ليس نادياً إنجليزياً فقط، وإنما هو كذلك ناد للإمارات والعرب الذي لا يغيبُ عن مِنصاتِ التتويج.

وفي رؤيةِ المستقبل قال سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان: «فخور بجوهر الشخصيةَ الأساسيةَ للنادي ومشجعيه الذين لم يتغيروا على مدار العَقد الماضي، فصفاتُ الولاءِ والثبات والمساندة في الأوقاتِ الأكثر شدة لا تزالُ واضحةً للغاية اليوم وهي ضروريةٌ لنجاحنا».

الجدير بالذكر أن نادي مانشستر سيتي احتل المركز الأول باعتباره أفضل علامة تجارية لأندية كرة القدم في العالم، إذ تصدّر النادي تقرير أفضل 50 علامة تجارية لأندية كرة القدم لعام 2023 لأول مرة، ويبين التقرير بالتفصيل نمواً إيجابياً بنسبة 34% في قيمة العلامة التجارية للسيتي منذ جائحة كوفيد-19، ليتجاوز ريال مدريد، وهذه هي المرة الأولى التي يحتل فيها نادٍ إنجليزي المركز الأول منذ ست سنوات.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version