بيروت: «الخليج»
تتواصل الاستعدادات لجلسة انتخاب الرئيس اللبناني يوم الأربعاء المقبل في ظلّ الانقسام العمودي بين الأطراف السياسية اللبنانية، وخصوصاً بين الداعمين للوزير السابق جهاد أزعور من جهة، والداعمين لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية من جهة ثانية، فيما يُتوقّع أن يتم تطيير نصاب دورتها الثانية، وبالتالي تلحق بما سبقها من جلسات، طالما أن أي من الفريقين غير قادر على إيصال مرشحة إلى سدة الرئاسة، ومع ذلك فإن الجلسة ستُحدَّد الأحجام، وسيعرف كل فريق حدودَ قدرته على التمسك بمعادلة «مرشحي أو لا أحد»، في حين أكد فرنجية في كلمة له في الذكرى 45 لمجزرة اهدن، أنه لم يفرض نفسه على أحد ولا مشكلة لديه من الاتفاق على مرشح وطني، وأنه سيكون رئيساً لكل اللبنانيين إذا وصل قصر بعبدا.
وقال فرنجية بمناسبة ذكرى مجزرة إهدن، إن «اسمه كان مطروحاً للرئاسة في 2005 و2018 وكل نائب يمكنه اختيار من يعتبر أنه يحقق نظرته للبنان المستقبل». وأكد أنه «حان الوقت لطمأنة المسيحيين بأن شريكهم في الوطن لا يريد إلغاءهم، وأنا لا أخجل أنني انتمي إلى مشروع سياسي ولكن حلفائي وأصدقائي يعرفون أنني سأكون منفتحاً على الجميع في حال كنت رئيساً». وأوضح فرنجية بأنه «لا شيء يجمع هذا الفريق إلا السلبية، وفي عام 2016 رئيس حزب القوات سمير جعجع تحالف مع مرشح«حزب الله» الرئيس السابق ميشال عون ضدي، ومشكلتهم في أي مرشح مسيحي يأخذ البلد للانفتاح وليس«الكونتون». وذكر بأنه«لم يتم سؤال أي مرشح آخر غيري عن مشروعه سواء الاستراتيجية الدفاعية أو النازحين أو الاقتصاد أو غيرها من القضايا». أضاف:«نحن انطلقنا من قناعتنا بالحوار ومستمرون بهذه القناعة، ولم أفرض نفسي على أحد ولا مشكلة لدينا وأوضح بأن «المبادرة الفرنسية مبادرة براغماتية، وفرنسا مع لبنان، وهي تفتش عن حل واقعي وهي تعرف لبنان، وهناك من يريد رئيساً يطمئنه». وأكد فرنجية التزامه بالإصلاحات وباتفاق الطائف وبمبدأ اللامركزية الإدارية، وفي قاموسي لا تعطيل في الحياة السياسية والرئيس القوي لا يقول«ما خلونا».
من جهة أخرى، شدد البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظته، أمس الأحد، أنّ»اللّبنانيّين في لبنان وخارجه، كما سواهم من الدّول المحبّة للبنان، ينظرون إلى يوم الأربعاء المقبل في 14 الحالي، وهو يوم يدخل فيه النّواب مجلسهم لانتخاب رئيس للجمهوريّة، بعد فراغ في سدّة الرّئاسة امتد لثمانية أشهر، فيما أوصال الدّولة تتفكّك، والشّعب يجوع، وقوانا الحيّة تهاجر، والعالم يستهجن هذه الممارسة الغريبة للسّياسة في لبنان». ولفت الرّاعي إلى أنّ»الشّعب ينتظر انتخاب رئيس للجمهوريّة، فيما الحديث الرّسمي بكلّ أسف، يدور حول تعطيل النّصاب في الجلسة، الأمر الّذي يلغي الحركة الدّيمقراطيّة، ويزيد الشّرخ في البلد، ويسقط الدّولة في أزمات أعمق».