كالاماتا – أ ف ب
واصلت اليونان الخميس عمليات البحث لمحاولة العثور على ناجين غداة غرق مركب قد يكون أودى ب«مئات» المهاجرين، فيمات جرى اعتقال 9 أشخاص من شمال إفريقيا على صلة بالحادثة.
وعُثر على 78 جثة في البحر قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز اليونانية، حسبما أكّد خفر السواحل الذين عدلوا حصيلة تحدثت الأربعاء عن 79 ضحية. لكن المنظمة الدولية للهجرة قالت إنها «تخشى من أن يكون مئات الأشخاص غرقوا في واحدة من أسوأ الحوادث مأساوية في المتوسط منذ عقد».
وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية إلياس سياكانتاريس الأربعاء، إن تقارير غير مؤكدة تشير إلى أن 750 شخصاً كانوا على متن المركب.
وواصل زورقا دوريات وفرقاطة تابعة للبحرية اليونانية وثلاث مروحيات وتسع سفن أخرى مسح المياه في واحدة من أعمق المناطق في المتوسط.
وأمرت المحكمة العليا اليونانية بإجراء تحقيق لتحديد أسباب المأساة التي صدمت اليونان التي تتهمها المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام الدولية منذ سنوات بإبعاد المهاجرين. وأعلنت اليونان الحداد ثلاثة أيام حتى السبت، بعد المأساة التي وقعت قبل قليل من الانتخابات التشريعية في 25 يونيو/ حزيران الجاري، وهي الثانية في شهر.
لكن بعض الصحف لم تخف غضبها من هذه المأساة الجديدة. وكتبت صحيفة «إفسين» من يسار الوسط على صدر صفحتها هذه الكلمة بست لغات: «عار!». وقال البابا فرنسيس المتضامن جداً مع المهاجرين، إنه «مستاء للغاية» من الحادثة.
– «في حالة صدمة»
وفي مرفأ كالاماتا اليوناني، حيث نُقل الناجون، أكّدت إيراسميا رومانا من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن «الوضع مروّع». وأضافت، أن الناجين «في حالة نفسية سيئة للغاية. كثير منهم في حالة صدمة ومرهقون».
وحتى الساعة، أُنقذ 104 أشخاص، وسيتم نقلهم قريباً إلى مركز استقبال للمهاجرين في مالاكاسا شمال شرق أثينا.
وقالت الناطقة باسم خفر السواحل، إن الناجين «كلّهم رجال»، مشيرة إلى احتمال أن يكون نساء وأطفال ضمن المفقودين.
وأشارت السلطات إلى أن الناجين هم 47 سورياً و43 مصرياً، و12 باكستانياً وفلسطينيان.
وقال المتحدث باسم الحكومة الأربعاء لقناة «إي أر تي»: «لا نعلم عدد من كانوا داخل المركب، لكن نعلم أنه من المعتاد أن يغلق عليهم المهربون المنافذ، بغية إبقاء الأمور تحت السيطرة».
وذكر أحد الناجين في مستشفى كالاماتا، أنه رأى نحو 100 طفل في المركب، وفقاً للمصدر نفسه. وأضاف المصدر أن أكثر من 20 شخصاً ما زالوا في المستشفى في كالاماتا.
وقال مانوليس مكاريس مدير قسم أمراض القلب في مستشفى كالاماتا: «يعانون في الغالب من الالتهاب الرئوي، والجفاف وانخفاض درجة حرارة الجسم». وأظهرت صورة نشرها خفر السواحل سفينة صيد زرقاء طولها 25 إلى 30 متراً في حالة سيئة محملة بالأشخاص على سطحها.
وأوقف تسعة أشخاص من شمال إفريقيا يشتبه بأنهم مهربون، بعد غرق المركب، بينهم القبطان.
وأعلن مانوليس مكاريس استناداً إلى شهادات ناجين «داخل المركب كان مليئاً بالأطفال والنساء، ولا يعرف عددهم».
وأعلنت سلطات الموانئ اليونانية، أنّ القارب شوهد الثلاثاء، من طائرة أوروبية، لكنّها لم تتدخل لأن المهاجرين الذين كانوا على متنه «رفضوا أيّ مساعدة».
وقال نيكوس سبانوس الخبير الدولي في الحوادث البحرية:«لا يُسأل الأشخاص الذين هم على متن مركب يواجه صعوبات إذا كانوا يريدون مساعدة كان يجب مساعدتهم على الفور». ولفتت السلطات اليونانية إلى أنّ القارب أبحر من ليبيا في اتّجاه إيطاليا.
وقال سياكانتاريس، إن محرك المركب تعطل وانقلب في أعمق مياه المتوسط على بعد 47 ميلاً بحرياً (87 كيلومتراً) من بيلوس في البحر الأيوني، وغرق خلال 10 الى 15 دقيقة.
وبحسب العديد من المسؤولين، لم يكن الناجون يرتدون سترات نجاة.
وجرى إيواء الناجين مؤقتاً في مستودع في ميناء كالاماتا لتتمكن السلطات من التعرف إليهم.
استلقى الناجون الذين كانوا في حالة صدمة وارهاق، على مراتب وضعت في هذا العنبر وتساعدهم فرق من الصليب الأحمر.
ونقلت جثث الضحايا الى مقبرة شيستو في الضاحية الغربية لأثينا، حيث سيتم تشريحها.