الشارقة: عصام هجو

بحضور نخبة من قيادات وخبرات الحركة الرياضية، نجح ملتقى الشارقة الرياضي الأول في تحريك المياه الساكنة، ودعا لجملة من التوصيات والمقترحات الإيجابية التي اتفق الحضور على ضرورة رفعها إلى مجلس الوزراء عن طريق الهيئة العامة للرياضة، حتى تحدث أثرها بالنسبة لتصحيح المسار، حيث تعهد عيسى هلال الحزامي رئيس مجلس الشارقة الرياضي في ختام فعاليات الملتقى بمتابعة تفعيل التوصيات عبر القنوات الرسمية، حتى يحقق الملتقى الهدف منه بعمل نقلة نوعية وتاريخية لرياضة الإمارات، كما شكر المشاركين في الملتقى وكرمهم بالدرع التذكارية للمجلس.

جرت فعاليات الملتقى بقاعة ألماس بمركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات بالشارقة، وحضره جمع كبير من المسؤولين في قطاعات الحركة الرياضية، يتقدمهم البطل الأولمبي الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم رئيس اتحاد الرماية، وخميس سالم السويدي مستشار صاحب السمو حاكم الشارقة، وأحمد الفردان القطب الشرقاوي الكبير، واللواء إسماعيل القرقاوي رئيس الاتحادين العربي والإماراتي لكرة السلة، وعلي سالم المدفع رئيس نادي الشارقة الرياضي، وهشام الزرعوني عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، والثلاثي المونديالي عدنان الطلياني وخليل غانم وعبد الله سلطان، بالإضافة إلى عدد كبير من رؤساء وأعضاء مجالس إدارات الأندية، وأعضاء مجلس إدارة مجلس الشارقة الرياضي.

جلستان مثمرتان

اشتمل الملتقى على جلستين مثمرتين، وشارك في الجلسة الأولى اللواء سيف الزري الشامسي القائد العام لشرطة الشارقة واللواء الدكتور خليفة راشد الشعالي الرئيس الأسبق لاتحاد الكرة الطائرة، واللواء ناصر عبد الرزاق الرزوقي نائب رئيس الاتحاد الدولي ورئيس الاتحادين الآسيوي والإماراتي للكاراتيه، ويوسف يعقوب السركال الرئيس الأسبق لهيئة الرياضة ولاتحاد كرة القدم، وأحمد الرميثي الرئيس السابق لشركة كرة القدم بنادي الوحدة، محمد مطر غراب الخبير والمحلل الرياضي.

أما الجلسة الثانية؛ فشارك فيها عبد الملك جاني نائب رئيس مجلس الشارقة الرياضي، وسليمان الهاجري رئيس إدارة الألعاب الجماعية بنادي الشارقة، والدكتور موسى عباس الخبير والمحلل الرياضي، وعبد الله العجلة رئيس شركة الشارقة لكرة القدم، وسعيد غريب مدرب كرة اليد.

طروحات قوية

وجاءت الطروحات من قبل المتحدثين قوية، وقال اللواء الدكتور خليفة راشد الشعالي: نعم رياضتنا في أزمة كبيرة ومنظومتنا الرياضية في حاجة إلى مراجعة كبيرة ووقفة متأنية.

ومازح الشعالي الحضور بالقول: طالما أن منتخبنا يجنس لاعبين في عمري أنا ومحمد مطر غراب فستظل أزمة كرة القدم قائمة.

وتابع متحدثاً عن الأجانب في الدوري: طالما أننا نشرك 7 و8 لاعبين أجانب فسيظل الخلل كبيراً جداً. وأكد أن منظومة الرياضة في الإمارات مختلة، ويجب التركيز على بناء العقول، وبهذا الصدد استشهد بمنتخب أيسلندا الذي أبهر العالم في مونديال 2018، وقال: هذا المنتخب النموذجي كان يتألف من خريجي الجامعات بين طبيب ومهندس وطيار ومحامي.

التجنيس

من جهته، قال ناصر الرزوقي: هل سألنا أنفسنا من يمثلنا في الخارج، وعن نفسي أنا لا أقبل أن يمثلني أي لاعب أجنبي في منتخب اتحاد الكاراتيه والتايكواندو، ونحن وضعنا وقررنا أن تكون بطولاتنا الرسمية في الموسم القادم للمواطنين فقط وستكون أيضاً هناك بطولات مفتوحة في نفس الوقت.

وتابع الرزوقي: يجب أن يمثلنا في الخارج ابن البلد ولا أقبل أن يمثلني أي لاعب غيره، وفي الوقت نفسه نحن في وضع غريب فلدينا 3 مجالس رياضية ولكل مجلس رؤية خاصة به تخدم خططه وأهدافه، وكيف يكون ذلك ونحن في بلد واحدة ويجب أن يكون هدفنا واحد والقرار واحد ونحتاج إلى قرار سياسي لتوحيد الصفوف ويلزم المؤسسات الرياضية بان الأولوية للوطن والمواطن. وقال أحمد الرميثي: ترأست شركة نادي الوحدة لكرة القدم لستّ سنوات وميزانية أكاديمية الكرة كانت 25% والآن تراجعت إلى 7% وقس رياضتنا بشكل عام وكرة القدم خصوصاً على ذلك.

وأضاف أحمد الرميثي: عفواً الاحتراف ليس سبباً في أزمتنا الكبيرة، بل تطبيق الاحتراف هو مشكلتنا الحقيقية.

وعن اللاعب المقيم قال: بالعكس، المقيم درس معنا وعاش وسطنا ووقف معنا في طابور المدرسة بالصباح وحيا معنا العلم وبكل تأكيد ولاء المقيم للدولة كبير، وبعض المقيمين يعتبرون الإمارات بلدهم الأول لأنهم لاعلاقة لهم ببلدانهم الأساسية سوى خلال قضاء الإجازات لأنهم ارتبطوا بدولتنا التي أصبحت دولتهم أيضاً.

وقال يوسف السركال: في البداية أرى أنكم في ملتقى الشارقة الرياضي خلال تقديم الفعالية لنا، كنتم دبلوماسيين أكثر من اللازم وعنونتم مايدور في الرياضة بأنه أزمة وأنا شخصياً أراه أكبر من ذلك بكثير، وأرى أن الهيئة العامة للشباب والرياضة مغيّبة عن المشهد الرياضي تماماً ولا دور لها في العملية الرياضية وما لم تقم الهيئة بدورها ستكون هناك حلقة مفقودة في العملية الرياضية. وأوضح «غياب الهيئة تم تعويضه بالمجالس الرياضية وأيضاً هناك انفصال بين الأندية والاتحاد، وهناك فجوة وغابت الأندية عن تفريخ الكوادر الإدارية».

وأكد السركال «حذرت قبل 8 سنوات من نقطة مهمة جداً وقلت بالحرف يجب أن نركز في صرفنا المالي من قبل اتحاد الكرة على المنتخبات السنية برعايتها أفضل رعاية وتوفير كل سبل التطور لها لأجل التدرج بها».

وقال اللواء سيف الزري الشامسي: الكل يعرف أن أزمة كوفيد بدأت وانتهت خلال فترة محدودة، وأنا أريد أن أوجه سؤالاً عاماً للحضور متى بدأت أزمتنا نحن في الرياضة ولماذا لم تحل؟، وبكل تأكيد كلكم تتفقون معي أن التراجع بدأ في 2007 وبالتحديد منذ أول يوم طبقنا فيه الاحتراف بدأنا في التراجع إلى أن وصلنا المرحلة التي نحن فيها الآن، وكلنا غير راض عن منتخباتنا في كافة المحافل فقد تراجعنا كثيراً جداً وواقعنا أصبح مؤلماً للغاية وحالياً رياضتنا تعيش في نفق مظلم وما نشاهده هو انحراف وليس احترافاً.

وأضاف: في عصر الهواية ودورينا في حلّته القديمة كانت رياضتنا مزدهرة، أما اليوم وفي عصر الاحتراف فلا، وتطبيق الاحتراف بالطريقة الصحيحة يجب أن يكون احترافاً كاملاً في كل شيء، ويجب أن نكون محترفين فلايمكن أن نقول لاعبنا محترف وهو يداوم في عمل وظيفي وينتظر التفريغ كي ينتظم في تدريبات الأندية والمنتخبات، لن يستقيم «الظل والعود أعوج»، وهذا اللاعب المحترف من الأولى أن يتفرغ للرياضة ويصبح موظفاً في ناديه، وبالتالي يتيح الفرصة لتوظيف شخص آخر في حاجة إلى هذه الوظيفة ولايجوز أن يكون لاعباً وموظفاً في وقت واحد.

وتطرق محمد مطر غراب إلى نقطة مهمة وقال: رياضتنا تعاني في كثير من الأمور التي تحتاج إلى جلسات طويلة وليس اللاعب المقيم وحده من يحتاج إلى تعديل وضع، بل أعضاء الاتحادات أيضاً. وقال: لايجوز مثلاً أن يكون رئيس لجنة المسابقات في اتحاد الكرة غير ممارس لكرة القدم، الأمر ليس في المسابقات فحسب، بل في اللجان التي أصبحت تفرز شخصيات ليست من أصحاب الاختصاص، ولذلك أدعو للتركيز على اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب.

توصيات الملتقى

حقق ملتقى الشارقة الرياضي الأول الهدف منه بالوصول إلى جملة من التوصيات المهمة، والتي من شأن تفعيلها أن يصحح مسار الحركة الرياضية، ومن أبرز التوصيات، اعتماد استراتيجية واحدة للرياضة بالدولة، واعتماد شرط الإقامة 3 سنوات للتعاقد مع اللاعب المقيم.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version