أخفق وزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، أول أمس الجمعة، في التوصل لاتفاق على خطط جديدة بشأن رد فعل الحلف على أي هجوم روسي، في وقت يواجه الحلف تحدي تعويض الأسلحة المتضررة في خضم الهجوم الأوكراني المضاد.

مراجعة الخطط

قال ينس ستولتنبرغ، الأمين العام للحلف، إن الوزراء راجعوا الخطط، وهي الأولى منذ نهاية الحرب الباردة، في اجتماع استمر يومين في بروكسل واقتربوا من الموافقة عليها. لكن دبلوماسيا قال إن تركيا منعت إقرار الخطط بسبب الصياغة المتعلقة ببعض المواقع الجغرافية، ومن بينها قبرص.

آلاف الصفحات

تضم ما تسمى بالخطط الإقليمية آلاف الصفحات من الخطط العسكرية السرية التي تشرح بالتفصيل كيف يرد الحلف حال وقوع هجوم روسي. وصياغة تلك الخطط تشكل تحولاً جذرياً. ولم ير الحلف ما يستدعي وضع خطط دفاعية شاملة على مدى عقود وكان يشعر بالثقة في أن روسيا لم تعد تشكل تهديداً وجودياً بعد تفكك الاتحاد السوفييتي. لكن الحرب الأوكرانية دفعت الحلف إلى التحذير من مغبة عدم وجود كل الخطط اللازمة قبل اندلاع أي صراع محتمل مع خصم مثل موسكو.

ضغوط

من جهة اخرى،تتكبّد كييف خسائر مادية متزايدة منذ شنها هجومها المضاد، ويتعرض حلفاؤها في حلف الأطلسي لضغوط لاستبدال الأسلحة الغربية التي تتعرض لأضرار في ساحة المعركة، وتوفير كمية كبيرة من الذخائر دون الإضرار بمخزوناتهم.

اليقين الوحيد هو أن القوات الأوكرانية تواجه عدداً كبيراً من الألغام والمدفعية الروسية الشرسة، ما يكبدها منطقياً خسائر أثناء محاولتها اختراق خطوط الدفاع الروسية. وهذه ليست سوى البداية.

ووفق موقع «أوريكس» المتخصص الذي يحصي الخسائر العسكرية استناداً إلى الصور ومقاطع الفيديو الملتقطة في ساحة المعركة، فقدت كييف دبابات ألمانية من طراز «ليوبارد» ومركبات استطلاع مدرعة فرنسية من طراز «إيه إم إكس-10 آر سي» وأكثر من 70 مدرعة قتالية غربية.

في هذا الصدد، حذر الباحث في معهد «رويال يونايتد»، جاك واتلينغ، من أن «المعركة ستشتد أكثر بلا شك. بالنسبة لشركاء أوكرانيا الدوليين، من المرجح أن يكون الصيف غير مريح للغاية. ستزداد الخسائر وستستغرق النجاحات وقتاً لتتحقق». ويضيف الخبير في القتال البري «من الضروري أن تستمر برامج التدريب للوحدات الأوكرانية، وأن تتم تعبئة صناعة الدفاع لتوفير المعدات العسكرية على المدى الطويل لأوكرانيا» المعتمدة كلياً على حلفائها في هذا المجال.

لكن رغم الجهود الأوروبية لتسريع معدلات الإنتاج، حذّرت بعض الدول من أن ذلك له حدود، وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس الاثنين الماضي «لن نتمكن من استبدال كل دبابة تتوقف عن العمل».

محور اجتماعات

كانت مسألة الإمدادات للقوات الأوكرانية محور الاجتماع الذي عقدته الخميس في بروكسل مجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا، بحضور مسؤولين من شركات الأسلحة، قبل اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي. ولخص مصدر حكومي التحدي قائلاً «ندرس كيفية جعل مساعدتنا لأوكرانيا مستدامة، مع الحفاظ على إمكانات الدفاع الخاصة بنا».

وشدّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الخميس على أن «هناك حاجة ملحة لدعم» الأوكرانيين في هجومهم. وأضاف «من المرجح جداً أن نلتزم في قمة (فيلنيوس) ببرنامج دعم متعدد السنوات لأوكرانيا».

تحديان

يبقى اماما الخلف تحديان،اولهما إنتاج مليون قذيفة سنوياً في الاتحاد الأوروبي بأقصى سرعة لتغطية حاجات المركبات المدرعة والذخيرة لتوجيهها إلى الجبهة في أوكرانيا وتجديد مخزونات الدول الأعضاء في الناتو.

والتحدي الثاني هو الإسراع في صيانة المعدات الغربية القابلة للإصلاح وإعادتها إلى ساحة المعركة. (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version