هاجم مئات المستوطنين والجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء، عدداً كبيراً من القرى الفلسطينية، وأحرقوا عشرات المنازل والمركبات الفلسطينية، كما أشعلوا النيران في أراض زراعية، حيث تصاعدت أعمدة دخان خصوصاً في قرية ترمسعيا شمال شرق مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة التي تعرضت لاعتداءات شرسة من المستوطنين سقط خلالها قتيل فلسطيني وعشرات الجرحى، وكذلك كان المشهد في قرى فلسطينية أخرى، بينما قتل ثلاثة فلسطينيين بعد استهداف طائرة مسيرة إسرائيلية لسيارة عند حاجز الجلمة شمال جنين، فيما صادقت حكومة بنيامين نتنياهو على بناء ألف وحدة استيطانية في مكان وقوع عملية الثلاثاء قرب مستوطنة عيلي التي سقط فيها أربعة قتلى إسرائيليين، في حين أعربت واشنطن عن «قلقها العميق» إزاء أعمال العنف في الضفة، وحذرت نتنياهو من عواقب تصعيد أمني وتوسيع المستوطنات.

وأكد رئيس بلدية ترمسعيا أديب لافي أن 35 منزلاً تضررت، كما أحرقت نحو 60 مركبة، وأُشعلت النيران في محاصيل وأراض زراعية. وقال «نحن في ترمسعيا مستهدفون، يوماً بعد يوم، من قبل البؤر الاستيطانية العدوانية التي أقيمت هنا». وقدّر لافي وسكان آخرون أن القرية تعرضت لهجوم شارك فيه ما بين 200 و300 مستوطن. وزعم الجيش الإسرائيلي أن قواته دخلت إلى ترمسعيا «لإخماد الحرائق ومنع الاشتباكات وجمع الأدلة» بعد أن «أحرق مستوطنون إسرائيليون مركبات وممتلكات الفلسطينيين». وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان مقتضب إن «عمر قطين (27 عاماً) قتل بنيران المستوطنين ووصل إلى مجمع فلسطين الطبي من ترمسعيا بعد إصابته برصاصة في الصدر». كما أعلنت الوزارة ارتفاع حصيلة الإصابات في ترمسعيا إلى «12 إصابة بينها إصابة بالغة الخطورة». وكانت الوزارة أعلنت صباح أمس الأربعاء «مقتل الفتاة سديل غسان نغنغية (15 عاماً) متأثرة بإصابتها قبل يومين (الاثنين) برصاص الجيش الإسرائيلي خلال عدوانه على جنين».

وأشعل مستوطنون النيران بعدة سيارات في محافظة نابلس، وقالت مصادر فلسطينية إن سيارات محملة بالمستوطنين دخلت بلدات حوارة وبيت فوريك وبورين والقرى المجاورة في نابلس، حيث أشعل المستوطنون النار في عشرات السيارات ورشقوا الحجارة وحاولوا إشعال النيران في المنازل. وفي قرية اللبن الشرقية الواقعة بين مدينة نابلس ورام الله والقريبة من مستوطنة عيلي وشيلو، كانت آثار حرق الحقول والمركبات ظاهرة، بحسب وسائل الإعلام. وكان السكان يتفقدون مركباتهم المحروقة وممتلكاتهم. وفي حوارة، قرب نابلس، هاجم نحو مئة مستوطن السكان وأضرموا النار في أرض زراعية، وفق ما ذكر رئيس البلدية. وذكر المراسلون أن المستوطنين أحرقوا أشجار زيتون. وسجل الهلال الأحمر الفلسطيني عشرات الإصابات.

من جهة أخرى، صادق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على بناء ألف وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة عيلي رداً على عملية إطلاق النار التي وقعت يوم أمس في المستوطنة، وأدت إلى مقتل 4 إسرائيليين. وذكر مكتب نتنياهو في بيان: «اتفق رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الجيش يوآف غالانت ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش على التعزيز الفوري لتخطيط حوالي 1000 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة عيلي المجاورة لموقع العملية أمس».

ووجهت الإدارة الأمريكية، تحذيرات إلى الحكومة الإسرائيلية على خلفية التصعيد الأمني في الضفة الغربية ومخططات بناء آلاف الوحدات السكنية الجديدة في المستوطنات، وذلك في ظل تخوف الإدارة من تبني رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو دعوات وزراء اليمين العنصري والمصادقة على شن عملية عسكرية واسعة في الضفة، وفق ما ذكر موقع صحيفة «هآرتس» الإلكتروني أمس الأربعاء. ونقل مسؤولون في الإدارة الأمريكية تحذيرات كهذه، قبل العملية العسكرية في جنين، الثلاثاء، والتي أسفرت عن سبعة قتلى بنيران القوات الإسرائيلية. ونقلت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية، بربارة ليف، والتي تزور إسرائيل حالياً، قسماً من هذه التحذيرات الأمريكية. وقالت أثناء لقائها مسؤولين إسرائيليين إن تدهوراً أمنياً في الساحة الفلسطينية، وبشكل خاص مواجهات عنيفة في الضفة الغربية أو القدس المحتلة، ستضع مصاعب أمام البيت الأبيض في دفع خطوات تطبيع. (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version