أكد كبار المسؤولين الروس أن القوات الأوكرانية حدّت من هجماتها المضادة، بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها، والتي بلغت منذ الرابع من يونيو/ حزيران 13 ألف جندي قتيل، و264 دبابة، و595 مركبة مدرعة، وقال رئيس الوزراء الأوكراني إن الهجوم المضاد سيستغرق وقتاً، فيما دمرت القوات الجوية الروسية مخزناً كبيراً للأسلحة الغربية، وقالت أوكرانيا إن روسيا أطلقت صواريخ «كينجال» فرط صوتية على أوديسا وكريفي ليه، في ضربات ليلية، وتعرض جسر يربط بين القرم وخيرسون لأضرار في ضربة أوكرانية، في وقت اتهم الرئيس الأوكراني روسيا بالتخطيط لهجوم «إرهابي» على محطة زابوريجيا النووية، نفته موسكو.

خسائر فادحة

فقد أطلع سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيقولاي باتروشيف، الرئيس فلاديمير بوتين، على خسائر قوات كييف في هجومها المضاد، حيث تكبدت 13 ألف قتيل، و246 دبابة سوفييتية وغربية، و595 عربة ومدرعة. وأوضح خلال اجتماع للمجلس، أمس الخميس، أن بين الدبابات التي تم تدميرها 13 «ليوبارد» تسلمتها أوكرانيا مؤخراً من الدول الغربية. وأضاف أن القوات الروسية أسقطت للعدو 10 مقاتلات تكتيكية، و4 مروحيات، و264 مسيرة. كما دمرت 595 عربة ومدرعة، بينها 59 غربية، و59 عربة مصفحة، ومنظومتا دفاع جوي، و279 مدفعاً سوفييتياً وغربياً.

واستمع الرئيس بوتين إلى تقرير حول سير العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا من وزير الدفاع، سيرغي شويغو، الذي أكد أن القوات الأوكرانية حدّت من هجماتها على مختلف الجبهات وتعمل حالياً على إعادة ترتيب صفوفها، بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها منذ شن هجومها المضاد قبل 16 يوماً. وأوضح شويغو أن البيانات المتعلقة بالخسائر الأوكرانية تم الحصول عليها باعتراض اتصالات القادة الأوكرانيين. وأضاف أن ما تم تسليمه من أسلحة إلى كييف، وسيتم تسليمه مستقبلاً، لن يؤثر في مسار العملية الروسية في أوكرانيا. ولفت شويغو إلى أن احتياطيات التعبئة الأوكرانية لا حدود لها، ويبدو أن الدول الغربية مستعدة للقتال حتى آخر أوكراني. وأشار الرئيس بوتين إلى أن الوضع في منطقة العملية العسكرية يحظى بأولية خاصة منه، ويتصدر جدول أعماله الحالي.

سيستغرق وقتاً

حذر رئيس الوزراء الأوكراني، دنيس شميغال، أمس الخميس، من أن الهجوم المضاد لبلاده ضد روسيا «سيستغرق وقتاً»، ولكنه أعرب عن «تفاؤله» بنجاحه. وقال شميغال «سنقوم بعمليات هجومية ذكية للغاية. ولهذا فإن هذا (الهجوم المضاد) سيستغرق وقتاً». وتابع «لكننا نعتزم التحرك والمضي قدماً. سنمضي قدما (..) وأنا متفائل تماماً بتحرير كل أراضينا التي يحتلها الروس». وأشار الى أن الهجوم المضاد «عبارة عن عدد من العمليات العسكرية. أحياناً تكون هجومية ومرات أخرى دفاعية». وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اعترف، أمس الأول الأربعاء، في مقابلة مع «بي بي سي» أن التقدم في ساحة المعركة «أبطأ مما كنا نرغب».

ودمرت القوات الجوية الفضائية الروسية بضربات صاروخية عالية الدقة، مخزناً كبيراً للأسلحة والذخائر الغربية لم تكشف عن موقعه، حيث تسلمت كييف مؤخراً دفعة جديدة من عتاد «الناتو» ودعمه. وقالت وزارة الدفاع الروسية، أمس الخميس، إن القوات الروسيةً صدت 4 هجمات على محور دونيتسك، وحيّدت 185 جندياً أوكرانياً. كما صدت القوات الروسية هجوما في منطقة فريميفسكي، و5 هجمات على قرى كوزمينو وسيبيريانسكي ليسنيتسيفو. وقضى الجيش الروسي على أكثر من 400 جندي أوكراني.

تخطيط

قال الرئيس الأوكراني زيلينسكي، أمس الخميس، إن عملاء مخابرات أوكرانيين يعتقدون أن روسيا تخطط لهجوم سيترتب عليه خروج إشعاعات نووية من أكبر محطة نووية في أوروبا، وهو ادعاء ينفيه الكرملين. وقال زيلينسكي في بيان مصور، إن كييف أطلعت جميع الشركاء الدوليين على هذه المعلومات بشأن محطة زابوريجيا للطاقة النووية جنوب أوكرانيا. ولم يذكر زيلينسكي الدليل الذي استندت إليه وكالات المخابرات للتأكد من هذه المعلومات.

ونفى الكرملين هذه المزاعم ووصفها بأنها «كذبة أخرى»، وقال إن فريقاً من المفتشين النوويين التابعين للأمم المتحدة زار المحطة ومنح كل شيء تصنيفاً عالياً.

صواريخ «كينجال»

قال مسؤولون أوكرانيون إن روسيا أطلقت صواريخ كروز وصواريخ باليستية، ومسيّرات، على أهداف في أوكرانيا، في الساعات الأولى من، أمس الخميس، ما تسبب في أضرار في مدينتي أوديسا وكريفي ريه، مسقط راس الرئيس زيلينسكي. وقال سلاح الجو في بيان، إن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت ثلاثاً من أصل أربع طائرات مسيّرة أُطلقت في الهجوم الليلي الذي تضمن إطلاق ثلاثة صواريخ من طراز كينجال فرط صوتية، وثلاثة صواريخ كروز.

وذكرت الإدارة الإقليمية في أوديسا، أن المسيرات تم إسقاطها باستثناء واحدة أصابت مستودعاً.

ودمر صاروخ روسي عشرة منازل في كريفي ريه.

وتعرض جسر يربط بين شبه جزيرة القرم ومنطقة في جنوب أوكرانيا لأضرار في ضربة أوكرانية، وقال الحاكم الروسي للقرم سيرغي أكسيونوف «خلال الليل أصابت ضربة جسر تشونغار، ولم تسفر عن سقوط ضحايا»، مضيفاً أن السلطات تجري مسحاً للأضرار.

ويربط هذا الجسر بين شبه جزيرة القرم وجزء من منطقة خيرسون، تسيطر عليه القوات الروسية.

وفي حين تحدّث أكسيونوف عن تضرر جسر واحد، أشار مسؤول روسي في خيرسون إلى تضرر الكثير من المنشآت من دون تقديم تفاصيل.

ونشر فلاديمير سالدو، المسؤول عن مناطق في خيرسون، صوراً تظهر الجسر نفسه وفيه حفرة، وأكد أنه وفقاً «للتقديرات الأولية» استخدمت قوات كييف صواريخ من طراز «ستورم شادو» البريطانية. وأشار إلى أن القوات الأوكرانية «تسعى لترهيب سكان خيرسون، لنشر الذعر بين السكان»، مؤكّداً أنه سيتم إصلاح الجسر خلال «أيام قليلة».

(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version