طالبت واشنطن، أمس الخميس، إسرائيل بمحاسبة المستوطنين الذين أحرقوا قرية ترمسعيا بالضفة الغربية، فيما دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أعمال التخريب من قبل المستوطنين، ووصفها بأنها «أعمال إرهابية»، كما أكدت السعودية رفضها لاعتداءات المستوطنين على القرى الفلسطينية. في وقت قام الجيش الإسرائيلي بتفجير منزل الأسير كمال الجوري بنابلس، وواصل حملات الاقتحام والاعتقال في الضفة الغربية وسط مواجهات في العديد من المناطق، في حين ساد الإضراب الشامل مدينة جنين ومخيمها، بعد اغتيال ثلاثة من أبنائها بطائرة إسرائيليه مسيرة الليلة قبل الماضية.
قال نائب متحدث الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، إن واشنطن تتوقع أن تحاسب الحكومة الإسرائيلية مثيري الشغب الذين أضرموا النار بقرية ترمسعيا الفلسطينية في الضفة الغربية. وأعرب باتيل عن قلق واشنطن بشأن «التقارير التي تتحدث عن اعتداءات المستوطنين المتطرفين على الفلسطينيين»، مؤكداً «أننا ندين أعمال العنف هذه». وأضاف: «نتوقع من الحكومة الإسرائيلية محاكمة المسؤولين عن هذه الهجمات إضافة إلى تقديم تعويضات عن الممتلكات التي دمرت».
ومن جانبه، أعرب غوتيريس عن قلق بالغ إزاء استمرار العنف والخسائر في الأرواح في الأرض الفلسطينية المحتلة، ومن بينها الأحداث التي وقعت في جنين في 19 يونيو/حزيران عندما أسفرت عملية للقوات الإسرائيلية عن «مقتل سبعة فلسطينيين، من بينهم طفلان، وهما تلميذان في مدارس الأونروا». وشدد الأمين العام على ضرورة وضع حد للتوترات ومنع المزيد من التصعيد، مؤكداً أنه «يجب على إسرائيل، بصفتها سلطة الاحتلال، ضمان حماية السكان المدنيين من جميع أعمال العنف، ومحاسبة الجناة، والتقيد كذلك بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي». وأوضح الأمين العام أن العودة إلى عملية سياسية جادة وإنهاء الاحتلال وحدهما الكفيلان بوضع حد لهذه الحلقة المدمرة من العنف والخسائر التي لا معنى لها في الأرواح.
وفي السياق، أكدت وزارة الخارجية السعودية أن المملكة، ترفض وتستنكر اعتداءات المستوطنين على قرى فلسطينية، مشيرة إلى رفضها بشكل قاطع ترويع وترهيب المدنيين الفلسطينيين. وأضافت الخارجية السعودية في بيان، أمس الخميس: نجدد الدعم الثابت لكل جهود التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
من جهة أخرى، هدم الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس في نابلس شقة الأسير جوري الواقعة ضمن مبنى سكني بذريعة قتل جندي في أكتوبر/تشرين الأول 2022. ودخل الجنود الإسرائيليون ليلاً إلى المدينة وغادروها فجراً بعدما هدموا الشقة، وأكد الجيش في بيان عملية الهدم، مشيراً إلى أنه هدم في 15 يونيو/حزيران في نابلس منزل أسامة الطويل الذي تتهمه إسرائيل بالمشاركة مع كمال جوري في هجوم قتل فيه الجندي الإسرائيلي. وذكر بيان الجيش أنه خلال العملية وقعت مواجهات مع الفلسطينيين ما ألحق أضرارا بآلية عسكرية.
وفي جنين، عم الإضراب الشامل حداداً على أرواح الضحايا صهيب الغول، ومحمد العويس، وأشرف السعدي، الذين اغتيلوا الليلة قبل الماضية، بطائرة مسيرة شمال المدينة. واقتحمت قوات الاحتلال بلدة يعبد قضاء جنين، وكانت قد أغلقت شارع جنين الناصرة بعد إعلانه منطقة عسكرية عقب اغتيال الفلسطينيين الثلاثة، فيما كثفت من وجودها العسكري جنوب جنين، خاصة في محيط بلدتي يعبد وعرابة البلدات المجاورة. كما شنت القوات الإسرائيلية، حملة مداهمات وتفتيشات، تخللتها مواجهات في بعض المناطق واعتقالات طالت عدداً من الشبان في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية.
(وكالات)