(موسكو – وكالات)

بينما يواصل الجيش الروسي صد الهجوم المضاد الأوكراني المضاد على جبهات القتال، بلغ الصراع بين مجموعة فاغنر والقيادات العسكرية أشده، بعدما اتهم قائدها يفغيني بريغوجين وزارة الدفاع الروسية، بقصف قواته، داعياً إلى التمرد عليها، وهو ما نفته موسكو رسمياً، معلنة فتح تحقيق ضده بتهمة «الدعوة إلى تمرّد مسلّح».

وأعلنت موسكو، أنّها فتحت تحقيقاً بحقّ قائد مجموعة «فاغنر» شبه العسكرية الروسية يفغيني بريغوجين بتهمة «الدعوة إلى تمرّد مسلّح»، بعدما حضّ يفغيني بريغوج الجيش على الانتفاض ضدّ قيادته التي اتّهمها بشنّ قصف صاروخي أسفر عن مقتل آلاف من قواته.

تمرد مسلح

وقالت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب في روسيا في بيان أوردته وكالات الأنباء الروسية إنّ «المزاعم التي بُثّت باسم يفغيني بريغوجين ليس لها أيّ أساس. لقد فتح جهاز الأمن الفيدرالي تحقيقاً بتهمة الدعوة إلى تمرّد مسلّح».

ودعا مكتب المدعي العام الروسي مقاتلي فاغنر لعدم تنفيذ أوامر بريغوجين والقيام باعتقاله مؤكدة أنه يواجة تهمة عقوبتها السجن 20 عاماً.

وبدأ التطور الكبير، بعدما دعا قائد مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين في رسالة صوتية نشرها مكتبه متهماً الجيش الروسي قائلاً: «شنّوا ضربات، ضربات صاروخية، على معسكراتنا الخلفية. قُتل عدد هائل من مقاتلينا». وتوعّد بريغوجين ب«الردّ» على هذا القصف الذي أكّد أنّ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو هو الذي أصدر الأمر بتنفيذه.

إنهاء الفوضى

وأضاف أنّ «هيئة قيادة مجموعة فاغنر قرّرت أنّه ينبغي إيقاف أولئك الذين يتحمّلون المسؤولية العسكرية في البلاد»، مؤكّداً أنّ وزير الدفاع سيتمّ «إيقافه». كما دعا بريغوجين الجيش إلى عدم «مقاومة» قواته.

وأشار بريغوجين إلى أنّ عديد مقاتليه يبلغ 25 ألف عنصر، داعياً الروس ولا سيّما عناصر الجيش للانضمام إلى صفوف مقاتليه. وقال: «هناك 25 ألف منّا وسنحدّد سبب انتشار الفوضى في البلاد.احتياطنا الاستراتيجي هو الجيش بأسره والبلد بأسره»، مبدياً ترحيبه «بكلّ من يريد الانضمام إلينا» من أجل «إنهاء الفوضى».

انقلاب عسكري

ونفى قائد «فاغنر» أن يكون بصدد تنفيذ «انقلاب عسكري»، مؤكّداً أنّه يريد قيادة «مسيرة من أجل العدالة».وقال: «هذا ليس انقلاباً عسكرياً، بل مسيرة من أجل العدالة. ما نفعله ليس لإعاقة القوات المسلحة».

من جهته، جاء الرد سريعاً من الكرملين الذي أكد أنه تمّ إطلاع الرئيس فلاديمير بوتين بالأمر.

وقال المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بحسب ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية إنّه «تمّ إطلاع الرئيس بوتين على كلّ الأحداث المحيطة بريغوجين. يجري حالياً اتّخاذ الإجراءات اللازمة».

موقف بريغوجين الأخير جاء بعد تصريح له بساعات أكد فيه أن «قواته تغتسل بالدماء»، مؤكداً أن القوات الروسية تتراجع في شرق أوكرانيا، وهو ما ناقض تصريحات لبوتين قال فيها إن كييف تتكبد خسائر «كارثية» في هجومها المضاد.

وقال بريغوجين عبر وسائل التواصل الاجتماعي: «ميدانياً يتراجع الآن الجيش الروسي على جبهتي زابوريجيا وخيرسون. القوات الأوكرانية تدفع الجيش الروسي إلى الوراء».

– اغتسال بالدماء

وتابع: «نحن نغتسل بالدماء، لا أحد يرسل تعزيزات. ما يخبروننا به هو خداع» مشيراً إلى القيادتين العسكرية والسياسية الروسيتين.

ولطالما شنّ قائد فاغنر الذي اشتهر غربياً ب«طباخ بوتين» هجوماً طال القيادات العسكرية للجيش الروسي، واستهدف بالاسم وزير الدفاع سيرغي شويغو، ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري جيرازيموف، واتهمهما على مدار أشهر بعرقلة هجوم قواته، وعدم إمدادها بالذخيرة الكافية خاصة خلال معاركها المستميتة في باخموت، مهدداً بالانسحاب منها، وهو ما نفته القيادات العسكرية، قبل أن تتسلم قواتها مواقع فاغنر على جبهات القتال.

علاقة قديمة

وحاز بريغوجين على لقب «طباخ بوتين»، بعد تداول صورة له على نطاق واسع يقدم فيها طبقاً لبوتين.وتجمع بين الرجلين علاقة قديمة، إذ ينحدر كل منهما من مدينة سان بطرسبرغ، وتعود علاقتهما إلى التسعينيات، عندما كان بوتين يعمل في مكتب عمدة سان بطرسبرغ، وكان يتردد حينها على مطعم يملكه بريغوجين يحظى بشعبية.

وازدهرت أعمال بريغوجين بعد ذلك في مجال الإطعام، بعد إبرام عقود مع جهات حكومية وصلت قيمتها إلى مليارات الدولارات. ثم ارتبط اسمه بعد ذلك بمجموعة «فاغنر» العسكرية الخاصة التي نفي كثيراً علاقته بها، قبل أن يتراجع، وظهر معها للمرة الأولى في العام 2014 في شرق أوكرانياً خلال دعم الانفصاليين المؤيدين لروسيا.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version