متابعات: «الخليج»

تصاعدت أحداث الحرب الروسية الأوكرانية بسرعة الصاروخ ليل الجمعة وتأجج الخلاف بين روسيا ومجموعة فاغنر العسكرية الخاصة، لتصل الأمور إلى إعلان قائد فاغنر يفغيني بريغوجين التمرد المسلح، ولم يكتف بذلك بل دعا عناصر الجيش الروسي إلى العصيان على الدولة الروسية.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال كلمة ألقاها السبت، إن تمرد فاغنر طعنة في الظهر، مؤكداً «سنرد بشكل قوي وصارم على هذا التمرّد، وسنحاسب الخونة».

دوافع الخيانة

شخصان لا ثالث ربما دفعا بريغوجين إلى هذه الخيانة، هما وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ورئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف، وما يؤكد ذلك مطالبة رئيس فاغنر في مقطع مصور السبت، شويغو وغيراسيموف بالقدوم لمقابلته في روستوف.

قبل التمرد

رفض بريغوجين قبل التمرد بأيام، أمراً من وزير الدفاع سيرغي شويغو يلزم جميع المشاركين في تشكيلات فاغنر التطوعية بإبرام عقود مع الوزارة.

وفي لهجة لم تخل من الانفعال والعبارات القاسية بحق شويغو، عصى بريغوجين أوامر الوزارة الروسية، وأوضح أنها تنطبق على منتسبي القوات النظامية، أما الشركات العسكرية الخاصة فغير ملزمة بهذه الأوامر، بحسب قوله.

شرارة الخلاف

شرارة النار بين الجانبين تعود إلى أواخر فبراير الماضي، وتحديداً أيام معركة مدينة باخموت الأوكرانية، التي دارت رحاها على مدى أشهر، حيث خاض يفغيني مع عناصره قتالاً دموياً ضد القوات الأوكرانية قرابة 10 أشهر وخسر 20000 من جنوده تقريباً.

هناك من أرض باخموت، حيث دارت معركة طاحنة أطلق عليها «مفرمة اللحم»، انطلقت تصريحات بريغوجين النارية ضد شويغو وغيراسيموف، كلما خسر أفراداً من قواته، كما اتهم شويغو بالخيانة وطعنه في الظهر، بعد حجب الأسلحة والإمدادات عنه.

ووصف بريغوجين رئيس الأركان الروسي أكثر من مرة بالبيروقراطي، والجبان أحياناً، داعياً القائدين إلى زيارة الجبهات فعلاً لا قولاً، كما اتهمهما بإخفاء الحقيقة عن الروس، وحجب حجم الخسائر المادية والبشرية، وكال لهما ولغيرهما من قادة الجيش شتى التوصيفات التي تراوحت بين الفساد والتخاذل والبيروقراطية في أحسن الأحوال.

تدخل بوتين

مع تطور الأحداث على الأرض، تفاقم الخلاف بين الجانبين لدرجة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اضطر للتدخل شخصياً، وذلك وفقاً لوثيقة استخباراتية أمريكية سرية تم تسريبها عبر الإنترنت في إبريل الماضي.

دعا رئيس فاغنر مراراً وتكراراً، وزير الدفاع الروسي إلى الجلوس على الطاولة لحل هذا الخلاف، إلا أن تلك المساعي وإن هدأت من حدة الخلافات لفترة، إلا أنها تصاعدت مجدداً إلى أن تفجر الخلاف وطفا على السطح منذ ليل الجمعة، بإعلان بريغوجين التمرد والعصيان المسلح الأمر الذي وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالخيانة.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version