شهدت العاصمة السودانية الخرطوم أمس السبت، إطلاقاً للنار من أسلحة مختلفة وانفجارات، رافقها تحليق متواصل للطيران الحربي، بينما استفحلت الأزمة الإنسانية وزادت معاناة ملايين المدنيين الذين لا يجدون الكهرباء والماء وأبسط مقومات الحياة، فيما قالت مصادر عسكرية، إن قوات الاحتياطي المركزي صدت هجوماً واسعاً نفذته قوات الدعم السريع على مقرها جنوبي الخرطوم من ثلاثة محاور بأكثر من 60 عربة مقاتلة، في حين دعا مجلس الأمن الدولي، أمس السبت، طرفي النزاع إلى وقف القتال وحماية المدنيين.
وأفاد شهود عيان، بأن الاشتباكات اندلعت في مدينتي أم درمان غربي الخرطوم، وبحري شمالي العاصمة، باستخدام الأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وأكد الشهود تحليق الطيران العسكري وسماع دوي المدافع وتصاعد ألسنة الدخان واللهب في سماء العاصمة.
«الاحتياطي» يصد هجوماً
وأفاد مراسل قناة «آر تي عربية» الروسية أمس، باندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتياطي المركزي التابعة للشرطة السودانية والدعم السريع، بعد محاولة الأخير دخول مقر القوات جنوب الخرطوم. وأشارت مصادر إلى أن قوات الاحتياطي المركزي أوقعت قتلى وجرحى في صفوف «الدعم السريع» يجري العمل على حصرهم.
وفي ولاية جنوب دارفور، تجددت الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، مع إطلاق قذائف بشكل عنيف باتجاه عدد من المناطق.
من جهة أخرى، دعا مجلس الأمن الدولي، أمس السبت، طرفي النزاع في السودان إلى وقف القتال وحماية المدنيين.
كما ناشد المجلس زيادة المساعدات الإنسانية الموجهة إلى السودان والدول المجاورة، ودعم العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، واحترام القانون الدولي الإنساني.
وفي وقت سابق، وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الوضع في السودان ب«المقلق للغاية».
وقال غوتيريس، إن «الهجمات على المدنيين في السودان ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية»، مؤكداً أن «السودان يغرق في القتل والدمار بسرعة غير مسبوقة».
دعوات لوقف القتال في الجنينة
إلى ذلك، طلبت الأمم المتّحدة أمس السبت «عملاً فورياً» لوقف القتال في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور حيث تستهدف قوات الدعم السريع وقبائل عربية قبيلة المساليت غير العربية.
وقالت المفوضية العليا لحقوق الانسان إنّه «من أصل 16 شخصاً تم سؤالهم، قال 14 إنّهم كانوا شهوداً على أعمال قتل لمدنيين على الطريق المؤدية من الجنينة الى الحدود التشادية، سواء بإطلاق النار مباشرة على أشخاص أمروا بالاستلقاء على الأرض أو إطلاق النار على مجموعة من الناس».
ودعت المفوضية قادة قوات الدعم السريع إلى «الإدانة الفورية والصريحة لقتل الأشخاص الفارين من الجنينة ووقف أعمال العنف الأخرى وخطاب الكراهية ضدهم على أساس انتمائهم العرقي».
مطالبات بالمحاسبة
وطالبت بمحاسبة المسؤولين عن أعمال القتل وأعمال العنف الأخرى.
ودعت المفوضية إلى المبادرة «على الفور لإنشاء ممر إنساني بين تشاد والجنينة، وممر آمن للمدنيين إلى خارج المناطق المتضررة من المعارك».
في السياق، قال رئيس حركة العدل والمساواة الجديدة، منصور أرباب يونس، إنهم وثقوا في الجنينة «أكثر من 4500 قتيل، وأكثر من 6000 جريح وما يزيد على 1350 مفقوداً ولجوء حوالي 130 ألفاً لتشاد معظمهم من النساء والأطفال».
تحذير من انهيار كامل
على صعيد آخر، حذرت مجموعة الأزمات الدولية من أنّ هذه الحرب قد تؤدّي الى «انهيار كامل» في واحد من أكبر بلدان إفريقيا.
ومع مشاركة مدنيين مسلّحين ومجموعات متمرّدة ومقاتلين قبليين في المعارك في مختلف ولايات السودان، فإن خطر «حرب أهلية طائفية» يتزايد، وفقاً للمركز البحثي.
وتقول المجموعة إنّ «النافذة التي كانت مفتوحة لوقف الحرب تغلق سريعاً».
وتتابع «إذا أُغلقت هذه النافذة فإن قادة المعسكرين لن يتمكنوا من إيقاف الحرب حتى لو أرادوا» ذلك، وسيصبح السودان «جنة للمرتزقة والمقاتلين العابرين للحدود والمهرّبين الذين يمكنهم زعزعة استقرار المنطقة لسنوات».
(وكالات)