ألغت الإدارة الأمريكية دعمها المالي لمشاريع وتعاون علمي في المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة، كانت قد أقرتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، كما طالبت واشنطن إسرائيل بمحاكمة مثيري الإرهاب في القرى الفلسطينية، فيما اندلعت خلافات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن القومي المتطرف ايتمار بن غفير حول إرهاب المستوطنين ودعوته إلى احتلال التلال وإقامة بؤر استيطانية عشوائية عليها، معتبراً أنها أنشطة استيطانية «غير قانونية»، وتضع الحكومة الإسرائيلية في مواجهة مع المجتمع الدولي، في حين واصل المستوطنون اقتحاماتهم للمسجد الأقصى وأحرقوا محاصيل زراعية في بلدات فلسطينية.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية، أمس الأحد، إن «الإدارة الأمريكية الحالية قررت وقف كافة أشكال الدعم المالي للمشاريع العلمية والفنية والتكنولوجية في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية». ونقلت الهيئة عن مصادر رسمية قولها إن «القرار الجديد يشكل تراجعاً عن قرار إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب التي شرعت للجهات الأمريكية الرسمية دعم المشاريع في المستوطنات». وجاء قرار إدارة الرئيس جو بايدن ليشكل إلغاء لقرار إدارة ترامب، والعودة للعمل بموجب قرار إدارة أوباما، نظراً لاعتبار الولايات المتحدة الضفة الغربية أراض محتلة والاستيطان فيها غير شرعي.

من جهته، أجرى مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، أمس الأحد، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الإسرائيلي تساحي هنغبي، دعا من خلاله إلى محاكمة «مثيري الشغب والإرهاب» في القرى الفلسطينية. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، ظهر أمس الأحد، أن سوليفان قد أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره الإسرائيلي هنغبي، وتوقع منه أن تقوم إسرائيل بمحاكمة المستوطنين المثيرين للشغب والإرهاب في القرى الفلسطينية.

ومن جانبه، ذكر تساحي هنغبي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد دان أعمال«الإرهاب والشغب» من قبل المستوطنين في الداخل الفلسطيني، وأن تل أبيب بصدد تحديد المسؤولين عن انتهاك القانون وتقديمهم للعدالة. وكانت وسائل إعلام قد أفادت بأن سوليفان قد أجرى، أكثر من مرة، اتصالاً هاتفياً بنظيره الإسرائيلي، تساحي هنغبي، طالبه خلالها باتخاذ المزيد من الخطوات لاستعادة الهدوء بين الجانبين، الإسرائيلي والفلسطيني في أعقاب «زيادة العنف في الآونة الأخيرة».

من جهة أخرى، انتقد نتنياهو دعوة بن غفير للمستوطنين باحتلال قمم التلال بالضفة الغربية المحتلة والاستيطان فيها، وقال نتنياهو، خلال الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء، إن حكومته لن تسمح بأي احتلال غير قانوني لأراضٍ في الضفة الغربية. وامتنع نتنياهو عن التطرق لجرائم واعتداءات المستوطنين المتطرفين بحق المواطنين الفلسطينيين في قرى وبلدات الضفة الغربية وإحراق منازلهم وأراضيهم الزراعية. وفي وقت سابق، أمس الأحد، انتقد بن غفير الشرطة بسبب ما وصفه بأنه«عقاب جماعي» للمستوطنين اليهود. وقال بن غفير إنه طلب من الشرطة توضيح السبب وراء إغلاق بوابات مستوطنة عطيرت لتفتيش القادمين والمغادرين وكذلك وراء«تعذيب شخص كان يقف في مكان قريب». وجاء في بيان لحزب بن غفير أنه أبلغ قائد الشرطة أنه«يعارض أي انتهاك للقانون» لكنه لا يقبل«العقاب الجماعي» للمستوطنين، على حد تعبيره. كما هاجم رئيس حزب «الصهيونية الدينية» ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، بيان الأجهزة الأمنية ودافع عن إرهاب المستوطنين، وادّعى في بيان أن«المحاولة لإنشاء معادلة بين ما سماه الإرهاب العربي وأنشطة مضادة مدنية (أي إرهاب المستوطنين)، مهما كانت خطيرة، مرفوضة أخلاقية وخطيرة عملياً».

وكان رئيس الأركان الإسرائيلي اللواء هرتسي هاليفي ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار وقائد الشرطة كوبي شبتاي، اعتبروا أن عنف المستوطنين اليهود «إرهاب قومي» يزيد من الهجمات الفلسطينية ويضر بالشرعية الدولية للأجهزة الأمنية في«محاربة الإرهاب». وقالوا في بيان مشترك:«في الأيام الأخيرة، تم تنفيذ اعتداءات عنيفة من قبل مواطنين إسرائيليين ضد فلسطينيين أبرياء في أراضي الضفة الغربية». وأضافوا:«هذه الهجمات مخالفة لكل القيم الأخلاقية واليهودية وهي أيضاً إرهاب قومي بكل معنى الكلمة، ونحن ملزمون بمكافحتها».

في غضون ذلك، اقتحم عشرات المستوطنين صباح أمس الأحد، المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من القوات الإسرائيلية التي واصلت فرض تقييدات على دخول الفلسطينيين للمسجد. وأحرقت عصابات المستوطنين محاصيل زراعية على مساحة 6 دونمات، في بلدة ترمسعيا شمال رام الله، فيما اعتدى مستوطنون على شاب من بلدة الزاوية خلال العربدة في سلفيت وبلداتها في الضفة الغربية المحتلة. (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version