يتوجه ضيوف الرحمن اليوم الثلاثاء، التاسع من شهر ذي الحجة، للصعود إلى جبل عرفة لقضاء يوم عرفة، حيث يمضون النهار في الصلاة والدعاء تحت أشعة الشمس قبل أن يغادروا باتجاه مزدلفة للمبيت فيها، ومنها إلى موقع رمي الجمرات، ثم إلى المسجد الحرام لأداء طواف الوداع، فيما قضى الحجاج يوم التروية أمس الاثنين في مشعر منى اقتداءً بهدي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في حين أعلنت الهيئة العامة للطرق بالسعودية عن استخدام طائرات «الدرون» في فحص وتقييم شبكة الطرق في المشاعر المقدسة، بهدف التأكد من سلامة وجودة الطرق.

وبدأ صباح أمس تحرك الحجاج من منى نحو عرفة في يوم الوقفة الكبرى. ويتطلع الحجاج إلى الوقوف على «جبل الرحمة» بعرفة خلال أدائهم مناسك الحج تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وقف عليه وألقى منه خطبة الوداع، كما يحرص حجاج بيت الله الحرام على الدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى طمعاً في الرحمة والمغفرة.

وكان أكثر من 1,62 مليون حاج توافدوا أمس الاثنين من مدينة مكة المكرمة باتجاه منى لقضاء يوم التروية، في أجواء شديدة الحر في اليوم الثاني من حج يتوقع أن يسجّل أعداداً قياسية.

وتتوقّع السلطات السعودية مشاركة أكثر من 2,5 مليون حاج من 160 بلداً في الحج هذا العام في «أكبر موسم حج في التاريخ»، على ما أفاد مسؤول في وزارة الحج والعمرة وكالة الصحافة الفرنسية أمس الأول الأحد.

ورافق توافد ضيوف الرحمن على مشعر منى الآلاف من رجال الأمن بمختلف قطاعاته لمتابعة توافد الحجاج على المشعر وسط تكامل لمنظومة عمل مختلف الجهات المعنية بخدمة الحجاج.

وتميزت حركة تصعيد جموع الحجيج لمشعر منى بالانسيابية وفق خطة مرورية شملت المحاور الرئيسية لشبكة الطرق، بمتابعة أمنية من سماء المشعر عبر طيران الأمن لضمان انتظام مرحلة التصعيد.

ویقع مشعر منى الذي لا یُسكن إلا وقت الحج بین مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد سبعة كیلومترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو أحد حدود الحرم.

انسيابية في التنقل

وذكرت قناة «الإخبارية» الحكومية السعودية أن وزارة النقل تتابع انسيابية تنقّل الحجاج نحو منى عبر طائرات مسيرة، بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي. كذلك وفّرت حافلات ذاتية القيادة يحمل كل منها 11 راكباً لتسهيل تنقّل الحجاج بين المشاعر المقدسة.

وأشارت، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، إلى أن هذه التقنية تعمل بشكل حراري لرصد الملاحظات على شبكة الطرق، إضافة إلى فحص العبارات والجسور بشكل آلي وسريع ودقيق.

وذكرت الهيئة أنها سخّرت العديد من التقنيات الحديثة، ومنها تقنيات ومعدات المسح والتقييم التي تبلغ 18 معدة حديثة، كما قامت باستخدام تقنية «الدرون» التي تهدف إلى أتمتة أعمال المسح ورفع الجودة، وتمكين اتخاذ القرار.

ارتفاع درجات الحرارة

وتوقع المركز الوطني للأرصاد أن تتراوح الحرارة في مكة بين 43-45 درجة نهاراً خلال موسم الحج. ودعت وزارة الصحة الحجاج لاستخدام المظلات خلال النهار كما أعطت نصائح مختلفة «لتجنب ضربات الشمس»، من بينها دعوة المرضى وكبار السن لتجنّب أداء المناسك في منتصف النهار.

وقامت السلطات السعودية بتعزيز الإجراءات الطبية في العاصمة المقدسة.

وقالت وسائل إعلام رسمية إن 4 مستشفيات و26 مركزاً صحياً أصبحت جاهزة للتعامل مع أي حالات صحية في منطقة منى، إضافة إلى نشر 190 سيارة إسعاف.

وفي ساحات المسجد الحرام يتم رش الرذاذ المائي من أعمدة طويلة ومراوح ضخمة على مدار الساعة، فيما يقوم رجال أمن برش المياه على وجوه الحجاج. وتنتشر سيارات المطافئ بألوانها الصفراء المميزة في أرجاء المكان؛ إذ سبق أن تسببت حرائق في حوادث دامية في منى على وجه الخصوص.

أربعة مستشفيات و900 سرير

أكملت مستشفيات وزارة الصحة السعودية في مشعر عرفة استعداداتها لتقديم الرعاية الطبية لحجاج بيت الله الحرام في يوم الحج الأكبر اليوم «يوم عرفة».

وجهزت «الصحة» في مشعر عرفة أربعة مستشفيات هي مستشفى جبل الرحمة، ومستشفى عرفات العام، ومستشفى نمرة، ومستشفى شرق عرفات، إضافة إلى المستشفى الميداني، و46 مركزاً صحياً بسعة 900 سرير بمشاركة أكثر من 1700 كادر على اختلاف تخصصاتهم، وتم تجهيزها بأحدث الأجهزة الطبية والتقنيات الحديثة، كما تم تأمينها بجميع المستلزمات الطبية.(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version