وُجهت أمس الخميس، تهمة القتل العمد إلى شرطي أردى بالرصاص الثلاثاء قرب باريس فتًى في السابعة عشرة، ووُضع قيد التوقيف الاحتياطي، وفق ما أعلنت النيابة. فيما اتسعت رقعة الاحتجاجات في فرنسا إثر مقتل الفتى نائل، في حين عقد الرئيس إيمانويل ماكرون اجتماع خلية أزمة وزارية، وأعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانان اعتقال العشرات.

وقالت النيابة في بيان: «إن الشرطي المشار إليه اليوم في إطار تحقيق قضائي حول جريمة قتل متعمدة وُجّهت إليه هذه التهمة، ووُضع قيد التوقيف الاحتياطي». وقُتل «الشاب نائل م.» في نانتير الثلاثاء من مسافة قريبة، خلال عملية تدقيق مروري. وبررت الشرطة ما حصل بالقول إن الشاب كان يقود بسرعة كبيرة «في ممر الحافلات»، ورفض التوقف عند الإشارة الحمراء.

وفي سياق متصل أطلقت الشرطة الفرنسية الخميس الغاز المسيل للدموع على متظاهرين كانوا يشاركون في مسيرة بضواحي باريس تكريماً لذكرى «الشاب نائل م». وبدأت المسيرة قرابة الساعة الثانية بعد ظهر الخميس (12:00 بتوقيت غرينتش) في نانتير، حيث قُتل نائل م. (17 عاماً) خلال عملية تدقيق مروري الثلاثاء. وافتتحت والدة الشاب -مرتديةً قميصاً كُتب عليه «العدالة لنائل»- التظاهرة من حافلة صغيرة، وخلفها آلاف من المشاركين حملوا لافتات تحمل الشعار نفسه، ولافتات أخرى كُتب عليها «لن نقبل بتكرار ذلك أبداً»، وفقاً لمراسلي وكالة «فرانس برس».

لكن اندلعت أعمال شغب في نهاية المسيرة أمام مقر محافظة أو-دو-سين، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع.

وصباح أمس الخميس، أعلن المدعي العام في نانتير باسكال براش أن الشرطي الدرّاج البالغ 38 عاماً سيمثل أمام قاضيَيْ تحقيق لتوجيه لائحة اتهام له. ولفت إلى أن «النيابة تعتبر أن الشروط القانونية لاستخدام السلاح لم تتحقق». وطلب احتجاز الشرطي، وهو خيار نادر في هذا النوع من القضايا.

وبينما أكدت مصادر في الشرطة في بادئ الأمر أن الشاب قاد سيارته في اتجاه شرطيين على دراجتين ناريتين لمحاولة دهسهما انتشر مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي تحققت «فرانس برس» من صحته، أظهر رجلَي شرطة يحاولان إيقاف السيارة قبل أن يطلق أحدهما النار عبر نافذتها على السائق عندما حاول الانطلاق بها. وقال محامي الأسرة ياسين بزرو في بيان: «نأسف لأن يخفي المدعي العام التواطؤ المحتمل في القتل العمد من قبل الشرطي الثاني، والتزوير المحتمل في الكتابات العامة نتيجة التصريحات الكاذبة الأولية لمطلق النار، الذي أكد رسمياً أن الشاب نائل حاول دهسه بالسيارة».

ومن جانبه، ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ب«أعمال عنف غير مبررة» طالت «المؤسسات والجمهورية» في اجتماع خلية أزمة وزارية دعاها إلى الانعقاد في وزارة الداخلية. ودعت رئيسة الوزراء إليزابيت بورن، خلال جولة لها قرب باريس، إلى تجنُّب «أي تصعيد»، معتبرة أن «القضاء يؤدي وظيفته». وتمنى ماكرون أن تكون «الساعات المقبلة» ساعات «تأمّل» و«احترام». ومن جهته، أوضح وزير الداخلية جيرالد دارمانان أن عدد قوات الأمن سيكون «أكثر بأربع مرات» مما كان عليه في الليلتين الماضيتين. 

وليل الأربعاء، أُوقف 180 شخصاً وأُصيب 170 شرطياً ودركياً، وفقاً لوزارة الداخلية. وقال وزير العدل إريك دوبون- موريتي «على كل ذلك أن يتوقف». وشمل التوتر أيضاً مدناً كبرى أخرى مثل ليون في جنوب شرق البلاد، وتولوز في جنوبها الغربي. وأمس الخميس، تعطّلت حركة الترام والحافلات في شمال شرق باريس بسبب الأضرار التي لحقت بالشوارع. وأعلنت الحكومة الفرنسية نشر 40 ألف شرطي ودركيّ بفرنسا لمواجهة أعمال الشغب.(وكالات)

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version