الشارقة: عصام هجو

قال يحيى عبد الكريم الناقد والمحلل الرياضي المعروف وصاحب الخبرات والتجارب الإدارية على مستوى الاتحادات والأندية إن الرياضة الإماراتية أصبحت غائبة عن الساحة التنافسية خاصة على الصعيد الآسيوي، موضحاً أنه على المستوى الشخصي ينتظر الدوريات الأوروبية للاستمتاع ومشاهدة كرة قدم جميلة وممتعة.

وقال يحيى عبد الكريم: «لست متفائلاً لرياضتنا، وسوف أبدأ من آخر حديث صحفي لي عبر صفحاتكم في«الخليج الرياضي»، فقد قلت بالحرف الواحد «سنظل محلك سر» ولكن الآن أقول: نحن تراجعنا كثيراً من محطة «محلك سر» وما زال التراجع متواصلاً وبسرعة، ومن دون أن نعالج أي شيء من الأمور التي يجب أن نتوقف عندها».

رداً على استفسارنا عن الخطوات المطلوبة التي قد تجعله متفائلاً ولو نسبياً، قال يحيى عبد الكريم: «لا أشعر بأن هناك جديد يجذبك أو يدعوك للتفاؤل، وسأكون متفائلاً عندما تقوم هيئة الرياضة بدورها الفعال، وليس دورها في الكلام، لأن الكلام موجود، ولكن لم نلمس شيئاً على أرض الواقع، وسأكون أكثر تفاؤلاً، عندما يتم تشكيل اتحاد كرة جديد وقوي لقيادة دفة الكرة الإماراتية، يقوده رئيس صاحب قرار وصاحب خبرة ومكانة اجتماعية وأن يتم تشكيل مجلس الإدارة أيضاً من ذوي الخبرة والاختصاص للعمل في اتحاد يتطلع إلى رسم خطط طموحة للمستقبل، وأيضاً من المهم جداً أن نولي الرياضة المدرسية الاهتمام الذي تستحقه، فمن غير الرياضة المدرسية التي تعتبر الأساس والقاعدة في بناء الأجيال لمختلف الألعاب وليس الكرة فحسب، لن نستطيع أن نفعل شيئاً يذكر، وأيضاً من المهم جداً أن نوصل إلى الشارع الرياضي أحساساً بوجود خطوات ملموسة تشير للسير إلى الأمام، ولكن إذا ظللنا على وضعنا الحالي، فهذا يعني أننا سائرون في الاتجاه غير الصحيح».

وحول موجة تعاقدات الأندية مع المحترفين الأجانب هذه الأيام، والتي تعتبر حديث الساعة الرياضية، قال: «أتمنى أن تبعد الأندية عن العشوائية وأن يكون التقييم في التعاقدات في ظل وجود المدرب الذي سيقود الفريق، وأن يكون ذلك بالتشاور مع الإدارة في تحديد الأولويات أو الشواغر، حسب ما قدمه الفريق في الموسم الماضي، ونقاط الضعف بكل تأكيد ستكون معروفة لكل مدرب، فهذه ناحية ركزنا فيها على أن تكون التعاقدات مدروسة وفق حاجة الفريق، ومن ناحية أخرى نشاهد ونسمع في كل صيف كل نادٍ يفاخر باستقطاباته وتعاقداته، ولكن هناك من ينجح وهناك من يفشل وأعتقد نجاح لاعب في نادٍ ما، لا يعني نجاحه في النادي الآخر، وكل ما أتمناه أن تصب التعاقدات في مصلحة الكرة الإماراتية، وأن توجه لخدمة هذا المسار، ويجب أن تخدم التعاقدات كرتنا ورياضتنا بصفة عامة، إذ يجب أن تتعاقد الأندية مع أسماء قوية ترفع من مستوى الدوري وتثري التنافس، وفي نفس الوقت يجب أن نولي المنتخبات الاهتمام المطلوب بمتابعتها وإعدادها وتحضيرها بأفضل صورة، وألا يكون محور الاهتمام بالمنافسات المحلية وبالأندية أكبر من الاهتمام بالمنتخب.

وبسؤاله عن أن المحترف الأجنبي القوي والمميز يتطلب سقفاً مالياً عالياً للأندية، وهو ما قد يعتبره البعض هدراً للأموال، قال:«لا أقصد لاعب الصف الأول؛ فهناك لاعب الصف الثاني الحر الذي يمكن أن تتعاقد معه مباشرة، وقد كانت تجربة نادي الشارقة مميزة في هذه النوعية من اللاعبين، وهناك في كل نادٍ من أنديتنا ما بين 7 إلى 8 أجانب، فهل كلهم يؤدون بمستوى واحد أو أن كلهم ناجحون، بالطبع لا؟».

وأضاف:«النموذج الذي قدمه نادي الشارقة ليس بسيطاً، بل يحسب للنادي ولتاريخه ولإدارة الشركة والإدارة والجهاز الفني بقيادة كوزمين الذي تم التجديد معه لموسمين بناء على النجاح، وكونك تحرز 4 بطولات في موسم واحد، فلا شك إنه عمل كبير ومميز وأيضاً أسعد جماهيره، وعمل نادي الشارقة باختصار يحسب للمنظومة كلها، كما أن شباب الأهلي يستحق أن نعطيه حقه، فقد عمل بهدوء، والفريق ظل يلعب بمستوى ثابت واستحق بطولة الدوري عن جدارة رغم أن تعاقداته كانت بلا ضجيج إعلامي، وأيضاً عمل المدرب البرتغالي جارديم كان رائعاً ومميزاً من خلال قيادته للفريق».

وفيما يتعلق برؤيته كحارس مرمى دولي سابق وصاحب خبرة إدارية ونظرة فنية وتحليلية، قال يحيى عبد الكريم:«في فترة من الفترات كنت أرفض فكرة الاستعانة بحارس مرمى أجنبي مطروحة، ولكن في الوقت الراهن وحالياً أدعو واقترح إتاحة الفرصة وفتح الباب أمام الأندية للاستعانة بحارس المرمى المقيم، لأن حراسنا الحاليين في حاجة إلى من ينافسهم ويضغط عليهم، وقد استندت في تراجعي عن رفضي للحارس الأجنبي لأسباب عدة، حيث شاهدت في كل الأندية حارس مرمى واحداً يخطئ ومستواه يهبط ويتراجع، ومهما جرى يظل هو الحارس الأول، وأصبح ضامناً لمكانته في التشكيلة، وهذا الأمر يحدث في كل أنديتنا، فليس هناك حارس ثانٍ يهدد الحارس الأول، ولم يشارك حارس بديل ونجح في إزاحة الأساس، ولذا كمرحلة أولى يمكن أن نفتح الباب للحراس من فئة المقيمين لرفع التنافس في حراسة المرمى».

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version