اقتحم عشرات المستوطنين، أمس الأحد، المسجد الأقصى المبارك، بحراسة القوات الإسرائيلية، التي واصلت الاقتحامات والمداهمات والاعتقالات في الضفة الغربية المحتلة، فيما أعلنت فصائل فلسطينية عن إسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية فوق جنين، في حين وافقت الحكومة الإسرائيلية على بناء مستوطنة جديدة في الجليل الأسفل شمالي البلاد.
ونفذ 104 مستوطنين اقتحاماتهم للأقصى عبر باب المغاربة، الذي تسيطر السلطات الإسرائيلية على مفاتيحه، وقاموا بأداء صلواتهم داخله.
وتنفذ اقتحامات يومية للمستوطنين للأقصى ضمن برنامج اقتحامات «صباحية وبعد الظهر»، ما عدا أيام الجمعة والسبت والاعياد والمناسبات الدينية. وواصلت القوات الإسرائيلية فجر وصباح أمس الأحد، الاقتحامات والمداهمات في الضفة الغربية المحتلة، وشنت حملة اعتقالات واسعة تركزت في القدس والخليل وسلفيت.
ومن جانبها، أعلنت كتيبة طولكرم، عن مسؤوليتها، عن استهداف مستوطنة عناب شرقي مدينة طولكرم بالرصاص، مشيرة إلى أنها استهدفت سيارة للمستوطنين في محيط المستوطنة، في ذات الوقت بوابل كثيف من الرصاص بشكل مباشر، مؤكدة «وقوع إصابات في صفوف المستوطنين».
وأسقطت الفصائل الفلسطينية فجر أمس الأحد، طائرة إسرائيلية مسيّرة في جنين، وذلك بعد استهدافها بإطلاق نار كثيف. وأطلق مسلحون النار بكثافة تجاه طائرة مسيّرة كانت تقوم بعمليات تصوير ورصد لنشاط وتحركات الفصائل، وأهداف أخرى بمدينة جنين ومخيمها. وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي سقوط طائرة مسيّرة خلال الليل في جنين، وقال في بيان مقتضب إن «الحادث قيد التحقيق».
من جهة أخرى، أعلن وزير البناء والإسكان الإسرائيلي الموافقة على بناء مستوطنة جديدة في الجليل الأسفل شمالاً، تحت اسم «رمات أربيل».
واحتفل بنيامين نتنياهو بالقرار مغرداً عبر «تويتر»: «إنها المستوطنة الرابعة الجديدة التي نقيمها في هذه الحكومة خلال الأشهر الأخيرة:«رمات أربيل»!». وكانت السلطات الإسرائيلية، صادقت يوم الاثنين الماضي على بناء أكثر من 5 آلاف وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية.
إلى ذلك، أعربت وزارة الخارجية الفلسطينية، عن إدانتها «اقتحامات المستوطنين واليهود المتطرّفين للمسجد الأقصى المبارك يوميّاً، بإشراف وتنظيم وحماية السلطات الإسرائيلية وأذرعها المختلفة والجمعيّات الاستيطانيّة المتطرّفة، التي تتفاخر على شبكات التّواصل الاجتماعي بمخطّطاتها التي تستهدف المسجد وبناء الهيكل المزعوم مكانه، وأداء طقوس تلمودية في باحاته». وشدّدت في بيان، «أنّها إذ تنظر بخطورة بالغة إلى استمرار الاقتحامات اليوميّة المتواصلة للمسجد الأقصى، فإنّها تعتبرها تصعيداً خطيراً لتكريس تقسيمه الزّماني تمهيداً لتقسيمه مكانيّاً، إن لم يكن محاولة فرض السّيطرة الإسرائيليّة الكاملة عليه وهدمه وبناء الهيكل المزعوم مكانه». وطالبت المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية والأمم المتحدة ومنظّماتها المتخصّصة وفي مقدّمتها «اليونسكو»، ب«سرعة التّدخّل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على القدس ومقدّساتها، ووقف هذا الزّحف التّهويدي التّدريجي للمسجد الأقصى المبارك قبل فوات الأوان، وتوفير الحماية الدّوليّة للشعب الفلسطيني عامّةً وللقدس ومقدّساتها والأقصى خاصّةً». (وكالات)