شيع آلاف الفلسطينيين، أمس الأربعاء، ضحايا العدوان الإسرائيلي على جنين، بالتزامن مع إعلان إسرائيل رسمياً انسحاب قواتها من المدينة ومخيمها، مكررة تهديداتها بالعودة مجدداً لاقتحام المنطقة، فيما كشفت مصادر فلسطينية عن حجم الدمار الهائل الذي أحدثه الاجتياح الإسرائيلي، مشيرة إلى تضرر نحو 80 بالمئة من منازل مخيم جنين، ومؤكدة في نفس الوقت مقتل أحد الجنود الإسرائيليين مع بدء عملية الانسحاب، في حين شنت طائرات إسرائيلية غارات على قطاع غزة، وتواصلت عمليات اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، وكذلك عمليات الاقتحام والمداهمة والاعتقالات في الضفة الغربية، تخللها اشتباكات في نابلس.

وكشف نائب محافظ جنين كمال أبو الرُّب، أمس الأربعاء، أن العملية الإسرائيلية في مخيم جنين «ألحقت أضراراً ب 80 بالمئة من منازل المخيم». ويسكن المخيم الذي يتكون من نحو 1000 عقار بين شقة وبيت مستقل، نحو 15 ألف نسمة. وأشار إلى أن العملية «ألحقت أضراراً كبيرة في المنازل والممتلكات والبنية التحتية». كما أشار إلى أن «عشرات المركبات تضررت بشكل كامل، وأخرى بشكل جزئي»، بينما «تضررت أغلب شوارع المخيم هي الأخرى». وقال إن «العملية دمّرت شبكات المياه والكهرباء والهواتف الأرضية والصرف الصحي».

ومن جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي إنهاء عمليته العسكرية في جنين. وباشرت القوات الإسرائيلية انسحابها من منطقة جنين مساء الثلاثاء. وقالت ناطقة باسم الجيش، أمس الأربعاء «العملية انتهت رسمياً وغادر الجنود منطقة جنين». وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، أمس الأربعاء، إن الجيش سيكرر عدوانه على مخيم جنين، بزعم اعتقال مقاومين، وأشار إلى أنه لا يوجد حل سحري ضد هؤلاء المقاومين.

وفجر أمس الأربعاء، شنت إسرائيل غارات جوية على قطاع غزة بعدما اعترضت خمسة صواريخ أطلقت باتجاه أهداف إسرائيلية من القطاع. وذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن الغارة استهدفت موقعاً عسكرياً لحركة حماس في شمال غزة من دون وقع إصابات.

من جهة أخرى، اقتحم عشرات المستوطنين، صباح أمس الأربعاء، المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من القوات الإسرائيلية التي فرضت تضييقات وإجراءات مشددة على دخول الفلسطينيين لساحات الحرم. وذكرت دائرة الأوقاف أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، ونظموا جولات استفزازية في ساحاته، وتلقوا شروحات عن» «الهيكل» المزعوم، وأدوا طقوساً تلمودية في منطقة باب الرحمة وقبالة قبة الصخرة قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة.

في غضون ذلك، شنت القوات الإسرائيلية حملة مداهمات واقتحامات في الضفة الغربية، تخللتها مواجهات في بعض المناطق واعتقالات طالت عدداً من الفلسطينيين، فيما اندلعت اشتباكات مع مجموعة من المسلحين وقوات الاحتلال التي اقتحمت مدينة نابلس. وتوفي الشاب خالد حشاش، أمس الأربعاء، متأثرا بإصابته برصاص الجيش الإسرائيلي، وذلك إثر إصابته الحرجة منذ أيام في نابلس، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.

إلى ذلك، نددت جمعية «الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال» في بيان ب«قتل أربعة أطفال فلسطينيين في جنين من قبل القوات الإسرائيلية خلال عدوانها الأخير على المدينة ومخيمها الذي استمر يومين». كما نددت جمعية أطباء بلا حدود الخيرية الطبية بإطلاق القوات الإسرائيلية الغاز المسيل للدموع داخل مستشفى خليل سليمان في جنين ووصفته بأنه «غير مقبول». ووصفت وزارة الخارجية الفلسطينية التصعيد بأنه «حرب مفتوحة على أهالي جنين». وأعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها من التفاقم الجديد في الشرق الأوسط على خلفية العملية الإسرائيلية في مدينة جنين، مذكرة باقتراحها لعقد لقاء تشاوري بهدف استئناف عملية السلام.(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version