الخليج – متابعات
كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» في تقرير أن الحكومة الأمريكية تمول عدداً من وحدات «شرطة الظل» في مختلف أنحاء العالم، وهي مخصصة لمتابعة قضايا ذات أهمية لتلك البلدان وللولايات المتحدة، وهو ما هاجمه حقوقيون في الدول نفسها.
ووفقاً للصحيفة، فإن موظفي القنصليات الأمريكية في تلك البلدان «يختارون وحدات إنفاذ قانون محلية خاصة بهم» يطلق عليها «شرطة الظل»، يتم تدريبها وتمويلها من قبل الولايات المتحدة، ومن ثم يتم تكليفها بمهام محددة.
ويقول مكتب الشؤون الدولية لمكافحة المخدرات وإنفاذ القانون التابع لوزارة الخارجية الأمريكية إنه فحص أعضاء 105 وحدات شرطة في جميع أنحاء العالم.
وتثير هذه النشاطات انتقادات من محامي المتهمين الذين يتم اعتقالهم، ويقول بعضهم للصحيفة إن قيام دولة أجنبية بمثل هذه النشاطات لا يمكن أن يكون أمراً صحيحاً.

  • فما هي «شرطة الظل»؟

يطلق مصطلح شرطة الظل، على الأفراد الذين اختارتهم الولايات المتحدة بشكل خاص في تلك الدول، لتنفيذ مهمات محددة، وبحسب «وول ستريت جورنال»، تم توقيع اتفاقيات بين مكتب الأمن الدبلوماسي التابع للخارجية الأمريكية وما لا يقل عن 12 دولة نامية من بينها بيرو الواقعة في أمريكا اللاتينية، والفلبين (آسيا) وأوغندا ونيجيريا وكينيا في إفريقيا حتى يتم السماح لتلك الوحدات بالعمل.
وتتخصص «شرطة الظل» بتولي قضايا ذات أهمية مشتركة، بالنسبة للولايات المتحدة وتلك الدول، وبالأخص القضايا التي تخدم المصالح الأمريكية في تلك الدول أو في جوارها، مثل مكافحة تهريب الهيروين والاتجار بالبشر، وتضم مجموعات من محققين تم فحصهم من قبل مسؤولي السفارات الأمريكية، بعد مرورهم بعدة اختبارات بينها «كشف الكذب».
قضايا «شرطة الظل»
وأوضح تقرير «وول ستريت جورنال» أن تلك الوحدات التي أسستها الولايات المتحدة وما زالت تدعمها، حققت نجاحات في اختصاصها الأمني من بينها القبض على أشخاص على قوائم المطلوبين لدى الولايات المتحدة، كان آخر ما أعلن عنه في مايو الماضي، إذ ساعدت إحدى وحدات شرطة الظل في غيانا بأمريكا الجنوبية على اعتقال رجل مطلوب لدى الولايات المتحدة بتهمة الاعتداء على طفل.
وفي كولومبيا نجحت إحدى الوحدات، في تفكيك عملية تهريب بشر في 7 مدن، وفي كينيا نجحت في محاربة تهريب خشب الصندل المهدد بالانقراض.
ويشير التقرير إلى عملية نفذتها وحدات من الشرطة الكينية مدعومة من الحكومة الأمريكية لإنقاذ حيوانات مهددة بالانقراض، مثل آكل النمل البنغولي، الذي يباع بأسعار باهظة لمشترين يقبلون على تناول لحمه في أجزاء من آسيا.
ويتم صيد حوالي 2.7 مليون من آكل النمل البنغولي في إفريقيا كل عام، ما يدفعها إلى حافة الانقراض، وفقاً لمؤسسة الحياة البرية الإفريقية.

بحسب الصحيفة الأمريكية، بدأ الانتشار غير المعروف لشرطة الظل في الثمانينات من القرن الماضي، عندما سعت واشنطن لمكافحة الفساد الذي أحدثته صناعة الكوكايين في أمريكا الجنوبية، وتمكنت هذه الوحدات من إحباط محاولات تهريب مخدرات وإنقاذ حيوانات مهددة بالانقراض.
وفقاً لـ«وول ستريت جورنال»، لا يمكن تقييم عدد وحدات شرطة الظل المدعومة من الولايات المتحدة، لأن العملية تتم من قبل العديد من الإدارات الحكومية، كما أن المستوى الإجمالي للإنفاق غير معلوم.
وكشف مسؤولون في مكتب الشؤون الدولية لمكافحة المخدرات التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، عن فحص 105 وحدات شرطة على مستوى العالم، كما أكد مكتب الأمن الدبلوماسي بوزارة الخارجية أن لديه 16 وحدة تم فحصها في دول أخرى.
وفي السياق ذاته قال عميل خاص في مكتب وزارة الخارجية للأمن الدبلوماسي لـ«وول ستريت» إنه كان يدير وحدة فحص من خمسة أفراد للشرطة الكينية من السفارة الأمريكية في نيروبي، ورغم أن الولايات المتحدة تمتلك في الغالب سيطرة تشغيلية للوحدة، فإن المحققين يخضعون في النهاية لسلطة مدير التحقيقات الجنائية في كينيا.

  • استياء حقوقيين

تحقق هذه الوحدات نجاحات كبيرة، مقارنة بنظيراتها المدارة محلياً، وفقاً للصحيفة، ورغم ذلك أثارت فكرة وجود شرطة محلية مدعومة من أمريكا غضب جماعات محلية في تلك الدول، واعتبرتها «غير قانونية»، وقال محامو بعض المتهمين الذين تم اعتقالهم، للصحيفة إن قيام دولة أجنبية بمثل هذه النشاطات لا يمكن أن يكون أمراً صحيحاً.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version