رأت روسيا «دليل ضعف» في تزويد واشنطن أوكرانيا بذخائر عنقودية، فيما تواصلت ردود الأفعال الدولية بشأن الخطوة الأمريكية وأعلنت بريطانيا أنها لا تشجّع على استخدام الذخائر العنقودية، وتعهد وزير الدفاع الأوكراني بعدم استخدام القنابل العنقودية إلا لتحرير أراضي بلاده.
لا تفكير في التبعات
قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، السبت في بيان، إن القرار الأمريكي الذي تم إعلانه الجمعة «هو عمل ناتج من يأس ودليل ضعف على خلفية فشل الهجوم الأوكراني المضاد الذي تمّ الترويج له كثيراً». واعتبرت أن «آخر سلاح «معجزة» تعوّل عليه واشنطن وكييف، من دون التفكير بشأن تبعاته الخطرة، لن يكون له أي تأثير في العملية العسكرية الخاصة».وأعلنت الولايات المتحدة الجمعة قرارها تزويد أوكرانيا قنابل عنقودية للمرة الأولى في خطوة لقيت انتقاد منظمات دولية. وأتى القرار الذي أكد الرئيس جو بايدن أن اتخاذه كان «صعباً للغاية» في وقت تعاني قوات كييف للتقدم ميدانياً في هجوم مضاد أطلقته قبل شهر لاستعادة أراضٍ تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا وجنوبها. وأكدت واشنطن حصولها على ضمانات من كييف بأن هذه الأسلحة التي حظرتها دول عدة، لن تستخدم ضد المدنيين.
بريطانيا
ذكر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، السبت، أن بلاده وقعت اتفاقية «لا تشجّع على استخدام» الذخائر العنقودية. وقال سوناك في تصريحات متلفزة «المملكة المتحدة هي من الدول الموقّعة على اتفاقية تحظر إنتاج أو استخدام الذخائر العنقودية ولا تشجّع على استخدامها». وأضاف «سنواصل القيام بدورنا في دعم أوكرانيا ضد الغزو الروسي غير القانوني وغير المبرر. لكن سبق أن فعلنا ذلك عبر توفير دبابات قتال ثقيلة بالإضافة إلى أسلحة بعيدة المدى مؤخراً، ونأمل أن تستمر جميع الدول في دعم أوكرانيا».
ويمكن أن يراوح عدد القنابل في هذه الذخائر بين العشرات والمئات. وحظرت دول عدة استخدام هذه الذخائر بموجب اتفاقية أوسلو 2008. لكن العديد من الدول، مثل الولايات المتحدة وأوكرانيا، لم تصادق عليها.
إسبانيا
قالت وزيرة الدفاع الإسبانية السبت إنه ينبغي عدم إرسال قنابل عنقودية إلى أوكرانيا. وقالت الوزيرة مارجاريتا روبليس للصحفيين خلال تجمع في مدريد قبيل الانتخابات العامة المقررة في 23 يوليو /تموز «إسبانيا، بناء على التزامها الراسخ تجاه أوكرانيا، لديها أيضا التزام قوي بعدم تسليم أسلحة وقنابل معينة تحت أي ظرف». وأضافت «لا للقنابل العنقودية ونعم للدفاع الأوكراني المشروع الذي نفهم أنه ينبغي ألا ينفذ بالقنابل العنقودية».
وقالت روبليس إن قرار إرسال القنابل العنقودية اتخذته حكومة الولايات المتحدة، وليس حلف شمال الأطلسي الذي تنتمي إليه إسبانيا. وهناك تأييد واسع النطاق بين الأحزاب الإسبانية لدعم أوكرانيا وتقديم المساعدة العسكرية لها في الحرب.
منظمات دولية
وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس رغبته في عدم رؤية هذه الأسلحة تستخدم ميدانياً. وقال متحدث باسمه إنه «لا يرغب في استخدام الذخائر العنقودية بشكل متواصل في ميدان المعركة».
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية إن «نقل هذه الأسلحة (الى أوكرانيا) سيتسبب بشكل لا مفرّ منه بمعاناة للمدنيين على المدى الطويل».
واعتبرت منظمة العفو الدولية أن على إدارة بايدن «أن تدرك أن أي قرار يتيح الاستخدام الواسع للقنابل العنقودية في هذه الحرب سيؤدي الى نتيجة واحدة متوقعة: القتل الإضافي للمدنيين».
وأضافت «الذخائر العنقودية سلاح عشوائي يمثّل خطراً كبيراً على حياة المدنيين حتى بعد فترة طويلة من انتهاء النزاع»، مؤكدة أن استخدامها «لا يتوافق مع القانون الدولي».
(وكالات)