حلقت طائرات حربية تابعة للجيش السوداني في سماء الخرطوم، فيما تصدت لها المضادات الأرضية التابعة للدعم السريع، وسط تصاعد كثيف للدخان في أجواء منطقة وسط المدينة، فيما كشفت تقديرات المنظمة الدولية للهجرة أن عدد النازحين بسبب الاشتباكات، تجاوز 3 ملايين شخص، في حين دعت قوى سودانية، أمس الأربعاء، لإطلاق عملية سياسية شاملة يقودها السودانيون؛ بهدف وقف الحرب فوراً، بما يضمن الوصول لسلام مستدام وتحول مدني ديمقراطي حقيقي.

وشهدت منطقة جنوب شرقي الخرطوم أمس الأربعاء، انفجارات وإطلاقاً متقطعاً للنار بالتزامن مع تحليق طائرة حربية.

على الصعيد الإنساني، أعلنت وزارة الصحة السودانية عن مقتل 34 شخصاً في سوق بأم درمان نتيجة «قصف عشوائي».

وقالت وزارة الصحة إن معظم القتلى من تجار سوق (الملجة) وأصحاب عربات النقل.

وأعلنت السفارة الأمريكية في السودان، أمس الأربعاء، «مقتل 6 أشخاص في بحري، و 22 شخصاً في أم درمان، شمالي وغربي الخرطوم».

وقالت السفارة الأمريكية، في بيان لها، عبر حسابها على «فيسبوك»، إن «بحري وأم درمان شمالي وغربي الخرطوم، شهدا مقتل 28 شخصاً على الأقل، من ضمنهم أسرة مكونة من أربعة أفراد، في أكثر الهجمات دموية في القتال الدائر في السودان حتى الآن».

ودعا البيان «القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع للوفاء بالتزامهما لحماية المدنيين واتخاذ جميع الاحتياطات لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين»، مشيراً أن «أعمال العنف العشوائية تزيد من معاناة الشعب السوداني بالفعل».

من جهة أخرى، كشفت تقديرات المنظمة الدولية للهجرة أن عدد النازحين بسبب الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، تجاوز 3 ملايين شخص.

وجاء في بيانات نشرت في وقت متأخر من أمس الأول الثلاثاء أن أكثر من 2.4 مليون نزحوا داخلياً، وعبر أكثر من 730 ألفاً الحدود إلى بلدان مجاورة، وفر معظمهم إما من الخرطوم، أو من دارفور حيث تصاعد عنف عرقي.

على صعيد آخر، عقدت قيادات سياسية ومدنية ومهنية سودانية، أمس الأربعاء، اجتماعاً في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مع رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، والناطق الرسمي باسم ملف السودان في الاتحاد محمد الحسن ولد لبات.

وقال المتحدث باسم العملية السياسية خالد عمر يوسف: إن «اللقاء مع المسؤولين بالاتحاد الإفريقي ناقش تطورات الوضع في السودان في أعقاب اندلاع حرب 15 إبريل/ نيسان»، موضحاً أن الوفد استعرض الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها المدنيون السودانيون، والمأساة الإنسانية التي تتفاقم يوماً بعد يوم.

ورحب المتحدث، في تصريح على «تويتر»، بالدور المهم للاتحاد الإفريقي في توحيد الجهود الدولية والإقليمية لوقف الحرب في السودان، لافتاً إلى أن الوفد أكد أهمية انطلاق عملية سياسية شاملة يقودها ويمتلكها السودانيون، تخاطب أسباب الحرب وتوقفها فوراً، وتعالج آثارها، وتضمن الوصول لسلام مستدام وتحوّل مدني ديمقراطي حقيقي.

كما ناقش الوفد الأوضاع الإنسانية المتدهورة، لاسيما قضايا اللاجئين والعالقين، وكيفية معالجتها بصورة فاعلة.

وذكر يوسف أن موسى فكي ومحمد الحسن ولد لبات أكدا اهتمامهما البالغ بالقضية السودانية، ووضعهما كل إمكانيات الاتحاد الإفريقي للإسهام في إنهاء الحرب بصورة عاجلة، مؤكدين استمرار مشاوراتهما مع الأطراف المحلية والعالمية بما يعجل من معالجة الكارثة التي حلت بالسودان.(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version