أعلنت المحكمة العليا الإسرائيلية، أمس الخميس، أنها ستنظر في التماس يطالب بعزل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، عن منصبه، بسبب تضارب المصالح، في وقت تتصاعد الخلافات بين واشنطن والحكومة الإسرائيلية، واعتبر وزير من حزب الليكود أن الإدارة الأمريكية تتصرف تجاه نتنياهو بطريقة «غير عادلة ومذلة»، وفق ما أورده موقع «واينت» الإسرائيلي.
ووفقاً للالتماس، الذي قدمته حركة الاحتجاج «حِصن الديمقراطية»، فإن نتنياهو خرق قرار المحكمة العليا الذي سمح له بتولي منصبه رغم تقديم لائحة اتهام بمخالفات جنائية ضده، شريطة أن يلتزم باتفاق تناقض المصالح الذي يمنعه من التعامل مع جهاز القضاء. ويستند الملتمسون إلى رسالة المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، التي أبلغت المحكمة العليا في إطار إجراءات ضد تحقير المحكمة، بأن نتنياهو خرق القيود المفروضة عليه بموجب القانون، بسبب وجوده في حالة تناقض مصالح، وكذلك إثر حقيقة أن نتنياهو صرح علناً، من خلال مذكرة قدمها إلى المحكمة، أنه يعتزم التدخل في «الإصلاح القضائي» من خلال خرق القيود التي تسري عليه. وكان نتنياهو قد أعلن، في مارس/آذار الماضي، أنه «سيدخل إلى الحدث»، ويبدأ في التعامل مع «الإصلاح القضائي». إثر ذلك بعثت المستشار القضائية رسالة إلى نتنياهو، كتبت فيها أن «تصريحك وأي عملية تنفذها خلافاً لما هو مذكور (في اتفاق تناقض المصالح) هو غير قانوني وموبوء بتناقض مصالح».
وأضافت أن على نتنياهو «الامتناع عن القيام بأي عمل يثير تخوف من وجود تناقض مصالح بين مصالحك الشخصية المتعلقة بالإجراء الجنائي وبين منصبك كرئيس حكومة». إلا أن المحكمة العليا ردّت بعد عدة أيام التماساً طالب بعزل نتنياهو من خلال إجراء «التعذر عن القيام بمهامه». وبررت المحكمة قرارها في حينه بأن قراراً كهذا «بعيد المدى»، ولأن الملتمسين لم يتوجهوا إلى نتنياهو قبل تقديم الالتماس.
من جهة أخرى، ذكر موقع «واينت» أن الوزير الليكودي صرح خلال اجتماع مغلق، أمس الأول الأربعاء، أن «الإدارة الأمريكية تتصرف تجاه نتنياهو بصورة غير نزيهة ومهينة. وليس من كرامة نتنياهو أن يستجدي لقاء (مع بايدن). وهذا وضع صعب وإشكالي». ووصف وزراء إسرائيليون آخرون تعامل إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تجاه الحكومة الإسرائيلية بأنه «أشد حتى من تعامل إدارة (الرئيس الأسبق باراك) أوباما». كذلك اعتبر قسم من الوزراء أنه كان يتعين على الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، أن يرفض دعوته إلى البيت الأبيض. إلا أن مصادر مقربة من هرتسوغ أفادت بأن الزيارة منسقة مع نتنياهو. ورغم نفي مصادر أمريكية وإسرائيلية قيام إدارة بايدن بإعادة تقييم العلاقات مع حكومة نتنياهو، إلا أن الخبير في الشؤون الأمريكية والمحاضر في جامعة بار إيلان والباحث في «معهد القدس للاستراتيجية والأمن»، بروفيسور إيتان غلبواع، رأى في مقال نشره في صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية، أمس، أن نتنياهو «لا يقيّم الضغوط الأمريكية بشكل صحيح».
ورأى أن اعتقاد نتنياهو أن الولايات المتحدة لن تشدد ضغوطها على إسرائيل، بسبب انتخابات الرئاسة العام المقبل، هو «اعتقاد خاطئ». فالجالية اليهودية في الولايات المتحدة «يتحفظون من سياسة الحكومة، في المسائل القانونية وكذلك بما يتعلق بالصراع مع الفلسطينيين، وهي التي تمارس ضغوطاً على بايدن كي يتخذ مواقف أوضح تجاه إسرائيل».
(وكالات)