دُفنت جثث 87 شخصاً على الأقل من إثنية المساليت وإثنيات أخرى، يُعتقد أنهم قتلوا الشهر الماضي على أيدي قوات الدعم السريع وحلفائها في غرب دارفور، في مقبرة جماعية خارج عاصمة الولاية الجنينة، وفق الأمم المتحدة، في وقت تدور فيه معارك بالأسلحة الثقيلة في الخرطوم التي تعرَّض سكانها لأزمة إنسانية.
وبحسب معلومات موثوقة، حصلت عليها مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، قُتل هؤلاء بين 13 و21 حزيران/يونيو في حيَّي المدارس والجمارك بمدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.
في المقابل، يشدد المكتب الإعلامي لقوات الدعم السريع على أن عناصرها «لم تكن طرفاً في الصراع الذي نشب في غرب دارفور خاصة الجنينة»، مشيراً إلى أن «الصراع طابعه قبلي بحت بين المساليت والقبائل العربية، وهو صراع قديم متجدد حتى قبل أن يكون هناك دعم سريع».
وأضاف المكتب الإعلامي: «ننفي جملة وتفصيلاً صلتنا بأحداث غرب دارفور، لأننا لسنا طرفاً فيها، ولم نتدخل لأن الصراع في الأصل كان قبلياً».
بدوره، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك: «أدين بأشد العبارات قتل المدنيين والعاجزين عن القتال، كما أشعر بالفزع من الطريقة القاسية والمهينة التي عومل بها القتلى وعائلاتهم ومجتمعاتهم».
ميدانياً، استمرت المعارك بالأسلحة الثقيلة في أحياء مختلفة من الخرطوم، حيث يتعرض السكان لأزمة إنسانية ولم يعد لديهم كهرباء منذ 24 ساعة، كما هي الحال في معظم ولايات السودان. وفي ود مدني، المدينة التي يجتمع فيها معظم النازحين على بعد 200 كيلومتر جنوب الخرطوم، أدى انقطاع التيار الكهربائي أيضاً إلى حرمان العديد من العائلات من الوصول إلى المياه، بسبب نقص المضخّات.
ويحتاج أكثر من شخص من كل اثنين إلى المساعدة للبقاء على قيد الحياة، في الوقت الذي وصلت فيه حالة التحذير من المجاعة إلى أقصاها، وبينما بات أكثر من ثلثي المستشفيات خارج الخدمة. ومع بدء موسم الأمطار، يتوقع أن تنتشر الأوبئة كما هي الحال في كلّ عام، فيما يسهم في تفاقم أزمة سوء التغذية.
من ناحية أخرى، يستمر العاملون في المجال الإنساني بالمطالبة سُدى بالوصول إلى مناطق القتال، ويقولون إن السلطات تمنع وصول المساعدات إلى الجمارك ولا تُصدر تأشيرات دخول لعمال الإغاثة.
(وكالات)