الخليج – متابعات
في نظر اليمين التقليدي، من المفترض أن يجسّد المرشح الجمهوري رون ديسانتس بديلاً للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. لكن حملته للانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 مرّت بسلسلة من خيبات الأمل.
وفي نظرة على الأشهر الأولى من الحملة، نلاحظ أن هناك ثلاثة تحديات كبرى تواجه ديسانتس، شكلت تراجعاً كبيراً لقدرته على منافسة ترامب، الذي يعد المرشح الأقوى عن الحزب الجمهوري حتى الآن، وذلك قبل المناظرة الأولى بين المتنافسين الجمهوريين، والمقرّر إجراؤها في 23 آب/ أغسطس. وهذه التحديات الثلاثة تتعلق بتعرض حملته لانتكاسة قوية في مهدها بعد فشل بثه إطلاق حملته الانتخابية عبر تويتر، ووجود نقص في الكاريزما على عكس ترامب، فضلاً عن تراجعه كبير في استطلاعات الرأي مؤخراً، حيث يتفوق عليه الرئيس السابق بأكثر من 30 نقطة في استطلاعات الرأي.
وبالرغم من تلك التحديات، تشير تقارير أمريكية إلى أنه من المتوقع أن يصمد ديسانتس ويصبح المنافس الرئيسي لترامب.
إخفاق تويتر.. الميكروفون الخاص بك ليس قيد التشغيل
كان من المقرّر أن يكون إطلاق حملته الانتخابية مبتكراً وديناميكياً. عند دخوله الحملة الانتخابية التمهيدية للحزب الجمهوري في نهاية أيار/ مايو، وعد حاكم فلوريدا ببث مباشر عبر تويتر يديره إيلون ماسك، الأمر الذي يعدّ سابقة.
وكانت هذه طريقة الشاب الأربعيني للتميز في مواجهة منافسه الرئيسي على ترشيح الحزب الجمهوري دونالد ترامب البالغ 77 عاماً.
لكن هذا الحدث المنتظر تحوّل إلى إخفاق تام، بسبب سلسلة من المشاكل الفنية.
يومها، كلّ ما سمعه مئات الآلاف من مستخدمي «تويتر»، «الميكروفون الخاص بك ليس قيد التشغيل»، «إنّه لأمر مؤسف، الأمر لا يحدث هكذا عادةً»، وذلك بدلاً من الاستماع إلى البرنامج الذي كان حاكم فلوريدا يحاول عرضه عبر «تويتر».
نقص في الكاريزما
بعدما أعيد انتخابه حاكماً لولاية فلوريدا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، يأمل رون ديسانتيس في اجتذاب أمريكا كلّها، عبر مواقفه الصادمة بشأن الهجرة، الإجهاض، أو القضايا المتعلّقة بالنوع الاجتماعي.
ويؤكد تود بيلت أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن أنّ «ديسانتيس تعثّر»، مضيفاً «إنّه يفشل في التواصل مع الناخبين»، الذين يجدون صعوبة في إدراك ما يميّزه عن دونالد ترامب، غير الأفكار الأكثر تطرّفاً، حيث لديه نقص في الكاريزما، بحسب وكالة «فرانس برس».
تراجع كبير في استطلاعات الرأي
الحاكم، الذي وضع المحافظون آمالهم فيه، يتفوّق عليه الآن الرئيس السابق بأكثر من 30 نقطة في استطلاعات الرأي، وفقاً لموقع «ريل كلير بوليتيكس».
وقال دونالد ترامب ساخراً عبر شبكة «تروث سوشيل» هذا الأسبوع، «كلّما تعرّف عليه الناس أكثر، تراجع في استطلاعات الرأي».
وكان الرئيس السابق المحاط بالتحقيقات والملاحقات القضائية، قد بدأ سباقه الثالث للوصول إلى البيت الأبيض، متّخذاً موقف ضحية «حملة اضطهاد» يقودها الديمقراطيون، وهي نظرية يلتزم بها العديد من مؤيّديه.
انطلاقاً من لائحة اتهامه التاريخية أمام محكمة نيويورك، ثمّ أمام القضاء الفيدرالي في ميامي… يتفاخر رجل الأعمال السابق في نيويورك بأنّه جمع عدّة ملايين من الدولارات بفضل هذه الأحداث، التي كانت موضع اهتمام وسائل الإعلام.
من جهة أخرى، يفيد تعثّر رون ديسانتيس في استطلاعات الرأي أيضاً نحو عشرة مرشّحين جمهوريين دخلوا السباق الرئاسي، مثل نائب الرئيس السابق مايك بنس. ومع ذلك، تبدو فرصهم في الفوز بترشيح الحزب الجمهوري محدودة.
فرص للعودة
بدأت معركة ترشيح الحزب الجمهوري للتوّ، وستكون فرص إعادة انطلاق الضابط البحري السابق عديدة قبل الانتخابات التمهيدية الأولى، المقرّر إجراؤها في منتصف كانون الثاني/ يناير.
ويبدأ ذلك من المناظرة الأولى بين المتنافسين الجمهوريين والمقرّر إجراؤها في 23 آب/ أغسطس. وتعدّ هذه فرصة لرون ديسانتيس، الذي لم يهاجم دونالد ترامب من قبل، لينزل أخيراً إلى الحلبة.
مرشح محافظ يعارض الإجهاض
يصنف ديسانتيس نفسه على أنه محافظ على غرار ترامب، لكن من دون أخطائه. ويدخل حاكم فلوريدا في سباق، حيث يبقى الرئيس السابق ترامب المرشح الأوفر حظاً حتى الآن، ولا يزال يتمتع بالقوة المهيمنة في الحزب الجمهوري. وبالرغم من ذلك من المتوقع أن يصبح ديسانتس المنافس الرئيسي لترامب، بحسب «بي بي سي».
وتتمثل فكرة ديسانتيس للترشح في أنّ لديه سجلاً حافلاً من الإنجازات المتعلقة بالقيم المحافظة، والتي حققها خلال مسيرته السياسية، على النقيض من السنوات الأربع لرئاسة ترامب التي حققت القليل من الانتصارات التشريعية.
خلال فترة وجوده في منصبه كحاكم لفلوريدا، سنّ ديسانتيس قوانين محافظة رفيعة المستوى، لتسهيل امتلاك السلاح و«تقييد تعليم الهوية الجنسية» في المدارس، وتشديد قواعد التصويت في الانتخابات، والحد من عمليات الإجهاض.
6 مرشحين جمهوريين
في نهاية مايو الماضي دخل تيم سكوت ذو الأصول الإفريقية سباق الترشح بالحزب الجمهوري رسمياً، متعهداً بمواجهة «اليسار الراديكالي» وجلب الإيمان وسياسات داعمة لقطاع الأعمال إلى البيت الأبيض، حيث يسعى إلى قلب المنافسة، التي هيمنت عليها حتى الآن تحركات الرئيس السابق دونالد ترامب وحاكم فلوريدا رون ديسانتيس.
ولم يفوّت الرئيس ترامب فرصة دخول سكوت سباق الترشح من دون مهاجمة رون ديسانتيس، وتمنى ترامب لسكوت حظاً سعيداً، وأشاد بإنجازات السيناتور أثناء عمله جنباً إلى جنب مع ترامب أثناء سنوات حكمه.
وكتب ترامب في منصة «تروث سوشيال» (Truth Social) المملوكة لمجموعة ترامب «حظاً سعيداً للسيناتور تيم سكوت في دخول السباق التمهيدي الرئاسي الجمهوري المملوء بكثير من الناس، وتيم يعد خطوة أكبر من رون ديسانتيس، الذي لا يمكن انتخابه، لقد أنجزت الكثير مع تيم، وكانت هناك إنجازات كبيرة وناجحة للغاية، حظاً سعيداً تيم!»
ورغم حصول سكوت على نسبة لم تتعدَّ 2% من أصوات المصوتين الجمهوريين في مختلف استطلاعات الرأي، فقد ذكر أنه سيواصل استثمار الموارد والوقت في ولايات أيوا ونيوهامبشاير وكارولينا الجنوبية، وهي أولى 3 ولايات تشهد انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية.
وبإعلان سكوت، يرتفع عدد المترشحين الساعين للظفر ببطاقة الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة 2024 إلى 6 مرشحين، من بينهم نائب الرئيس السابق مايك بينس، وحاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، في حين يتوقع أن يكون عدد المنضمين للسباق من الحزب الجمهوري بين 8 و12 مرشحاً إضافياً خلال الأيام المقبلة، ومنهم النائبة السابقة بمجلس النواب عن ولاية وايومنج ليز تشيني.
ترامب يفوز
وجاءت نتائج استطلاع للرأي أجرته شبكة «سي بي إس» (CBS) على أكثر من ألف ناخب جمهوري في الفترة من 27 إلى 29 إبريل/ نيسان الماضي؛ داعمة لفرصة التنافس الثنائي بين ترامب وديسانتيس.
وفاز ترامب بأصوات 58% من المصوتين، وديسانتيس بنسبة 22%، في حين لم يتخطَّ أي مرشح آخر حاجز 5%، وجاءت بقية نتائج المرشحين والمرشحين المحتملين على النحو التالي: مايك بينس (نائب ترامب السابق) 5%، وحاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة وسفيرة بلادها في الأمم المتحدة أثناء حكم ترامب نيكي هيلي 4%، ورجل الأعمال الملياردير فافيك راوسوميري 3%، والسيناتور تيم سكوت 2%، وحاكم ولاية أركنساس السابق أشا هاتشيتسون 0.07%. ولم تختلف تلك النسب عن غيرها من استطلاعات الرأي المختلفة التي أُجريت منذ بداية العام، وفقاً لوسائل إعلام أمريكية.