الخليج – وكالات

علي عكس المتوقع، لم تكن هناك أي إعلانات جديدة تقر بتمديد اتفاقية «البحر الأسود» وكذلك لم تتداول الوكالات والصحف العالمية أي مكالمة هاتفية في اللحظة الأخيرة بين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين، تفيد بأن المبادرة تم تجديدها، هذه المرة، أصر رئيس الكرملين علي عدم تمديد الاتفاق الذي توسطت فيه أنقرة صيف عام 2022 بين موسكو وكييف، لتأمين تصدير الحبوب الأوكرانية تحت رعاية الأمم المتحدة عبر البحر الأسود.

و في الوقت الذي يتم فيه حصاد نصف الكرة الشمالي، فإن تعليق هذا الاتفاق الرباعي، الذي سمح بتصدير 33 مليون طن من الحبوب منذ يوليو 2022، ربما لن يؤثر الاتفاق في سلسلة إمددات الحبوب فوراً. ولكن مع مرور الوقت، فإنها تخاطر بخلق ضغوط تضخمية على الأسواق العالمية.

بعد ساعات قليلة من انتهاء سريان الاتفاق، تعرضت «البنية التحتية للموانئ» الأوكرانية، ليل الاثنين، لأضرار جراء هجوم صاروخي روسي على أوديسا، بحسب بيان صحفي صادر عن الجيش الأوكراني.

العقوبات

واشتكت روسيا عدة مرات من أن القيود المفروضة على الشحن والتأمين عطلت صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة، وهي أيضاً مهمة لسلسلة الغذاء العالمية

ورفضت الولايات المتحدة تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا مقابل تمديد صفقة تصدير الحبوب، حسبما أعلن منسق العلاقات الاستراتيجية بالبيت الأبيض، جون كيربي.

وقال كيربي رداً على سؤال حول إمكانية رفع أو تخفيف العقوبات أو قيود التصدير المفروضة على روسيا لاستئناف صفقة الحبوب «ليس لدينا سبب لتغيير موقفنا».

يشار إلى أن وزارة الخارجية الروسية أعلنت الاثنين في بيان لها أن روسيا تسحب ضماناتها الأمنية لشحنات الحبوب وتغلق الممر الإنساني في البحر الأسود، مشيرة إلى أن روسيا ستكون مستعدة للنظر في استئناف صفقة الحبوب فقط إذا تم الحصول على نتائج ملموسة، وليس الوعود والتأكيدات.

وشددت الوزارة على أن تصدير المواد الغذائية من أوكرانيا، بقي حتى اللحظة الأخيرة يهدف إلى خدمة مصالح كييف ورعاتها الغربيين. حسب تعبيرها.

وتم تجديد الاتفاق لمدة 60 يوماً في مايو الماضي، وفي الأشهر الأخيرة، انخفضت كمية المواد الغذائية التي يتم شحنها وعدد السفن المغادرة لأوكرانيا، مع اتهام روسيا بالحد من السفن الإضافية القادرة على المشاركة في نقل الحبوب.

ويزداد الوضع خطورة مع تصاعد التوترات في البحر الأسود منذ التفجيرات التي وقعت ليلة الأحد والاثنين على الجسر الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم والتي خضعت لسيطرة موسكو عام 2014، الهجوم الذي أدى إلى مقتل مدنيين اثنين وإلحاق أضرار جسيمة بمقطع الطريق من الهيكل، وتعطيل تسليم المعدات للجيش الروسي.

سلاح الحبوب

من جانبها دعت دول غربية ومسؤولون أمميون إلى إدانة ما وصفوه ب «استغلال موسكو لهذه الاتفاقية للحصول على تنازلات وتخفيف وطأة العقوبات».

في هذا السياق، سبق أن أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إلى أن «مئات الملايين من الناس سيدفعون ثمن القرار غير المبرر نظراً للضرر المحتمل الذي قد يسببه».

قال وزير الزراعة البولندي روبرت تيلوس، إن روسيا تستخدم الحبوب ك«سلاح»، وذلك تعليقاً على انهيار الاتفاق الذي استمر عاماً وتوسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا للسماح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.

وحث تيلوس الاتحاد الأوروبي على المساهمة في تحسين الخدمات اللوجستية المتعلقة بنقل الحبوب، إذ من المقرر أن يبدأ تدفق المزيد من الحبوب الأوكرانية عبر الحدود بعد الحصاد.

واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ارتكب «خطأ فادحاً» بإنهاء مشاركة موسكو في اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية.

وقال ماكرون الذي تحدث بالإنجليزية بعد قمة في بروكسل بين قادة دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية «لقد قرر استخدام الغذاء سلاحاً، أعتقد أنه خطأ فادح».

وأضاف «نرى بوضوح أن روسيا قررت، تجويع دول تواجه أصلاً صعوبات».

وتابع الرئيس الفرنسي «الطرق البرية التي تمكنا من تأمينها نحن الأوروبيين منذ بداية الأزمة والتي تمثل 60% من نقل الحبوب مهمة وسنواصل جهودنا».

وشجب عدد من رؤساء الدول الغربية والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس رفض موسكو تمديد هذا الاتفاق، وقال غوتيريس «مئات الملايين يعانون الجوع وسيدفعون الثمن».

الحبوب مجاناً للمحتاجين

بينما أكدت روسيا أنها مستعدة لإرسال الحبوب مجاناً للدول الإفريقية ولاسيما الدول المحتاجة حسبما قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف.

وقال بيسكوف، للصحفيين، إن موسكو تواصل الاستعداد لإمداد الدول المحتاجة بالحبوب الروسية مجاناً، بديلاً عن الحبوب الأوكرانية، بعد الخروج من مبادرة حبوب البحر الأسود.

وأضاف بيسكوف «بالتأكيد، روسيا تتمسك بموقفها في هذا الصدد، ولن يتم تجديد الاتفاقية».

وقال بيسكوف إن مسألة توفير الحبوب من روسيا لإفريقيا ستناقش خلال القمة الروسية الإفريقية المقررة نهاية يوليو الجاري.

وأضاف بيسكوف: «نحن على تواصل بشركائنا الأفارقة، وسيستمر التواصل خلال قمة سان بطرسبرج». وقال بيسكوف: «ستتاح الفرصة لمناقشة كل هذه المشاكل» خلال القمة الروسية الإفريقية في سان بطرسبرج.

وإعلان موسكو عن عدم تمديد الاتفاقية يثير شبح أزمة الغذاء في البلدان النامية التي اهتزت بالفعل بسبب التضخم وأزمة الديون والصدمات المناخية والصراعات المسلحة،هذه البلدان الضعيفة تتلقى 57٪ من الصادرات المسموح بها في البحر الأسود.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version