قصفت مقاتلات تابعة لسلاح الجو السوداني، أمس الثلاثاء، بكثافة 4 مواقع لقوات «الدعم السريع» في شرق النيل، فيما ظهر القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، في مقطع جديد، نافياً الأنباء التي شاعت مؤخراً بشأن اعتقاله من جانب قوات الدعم السريع، بينما أعلنت لجنة أمن محلية الجبلين بولاية النيل الأبيض عن حالة التعبئة والاستنفار بكافة أنحاء المحلية لدعم القوات المسلحة في حربها ضد قوات الدعم السريع، في حين أكد مدير جامعة الخرطوم عماد الدين الأمين الطاهر، أنه تواصل مع عدد من مديري الجامعات بالولايات للترتيب لتهيئة البيئة التعليمية الملائمة لطلاب جامعة الخرطوم لاستئناف الدراسة عن بُعد من المراكز التي تم تحديدها في الجامعات المعنية.
وذكرت مصادر ميدانية وشهود عيان بأن المواقع التي تم استهدافها بالقصف الجوي تضم معسكرات ومخازن للأسلحة ومعدات تابعة لقوات الدعم السريع.
تدمير أربع راجمات صواريخ
كما تم تدمير أربع راجمات صواريخ لعناصر الدعم السريع بمدينة بحري بغارة جوية شنتها قوات الجيش، كان يستخدمها الدعم السريع في قصف مدينة أم درمان.
وكثف الجيش السوداني استهدافه الجوي والأرضي لتمركزات الدعم السريع في منطقة بحري ومعسكر كرري وشرق النيل، فيما شهدت مناطق ساخنة في العاصمة الخرطوم هدوءاً حذراً.
تزامن ذلك مع احتدام القتال في أرجاء واسعة من أم درمان وإعلان متبادل بين الطرفين المتحاربين عن اعتقالات وانتصارات ميدانية ومكاسب مادية وعسكرية.
من جهة أخرى، ظهر القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، في مقطع جديد، نافياً الأنباء التي شاعت مؤخراً بشأن اعتقاله من جانب قوات الدعم السريع. ونشر الإعلام العسكري للقوات المسلحة عبر «فيسبوك» مقطعاً يظهر ترؤس البرهان اجتماعاً عسكريّاً لمركز القيادة والسيطرة مساء أمس الأول الاثنين ضم قادة الجيش.
إعلان التعبئة بالجبلين
إلى ذلك، أعلنت لجنة أمن محلية الجبلين بولاية النيل الأبيض عن حالة التعبئة والاستنفار بكافة أنحاء المحلية لدعم القوات المسلحة في حربها الدائرة ضد قوات الدعم السريع.
جاد ذلك خلال اجتماع لجنة أمن المحلية برئاسة حسين محمد الراجل المدير التنفيذي للمحلية، بحضور عدد من القيادات التنفيذية وقيادات الإدارة الأهلية بالمحلية. وقال المدير التنفيذي للمحلية إن إعلان حالة التعبئة والاستنفار يتضمن فتح المعسكرات بالمحلية لاستيعاب وتدريب كل من يستطيع حمل السلاح، وأعلن عن تسخير ميزانية المحلية للاستنفار وتعزيز الأمن والاستقرار.
ودعا الشباب للمساهمة بشكل فاعل في هذا الاتجاه وقوفاً إلى جانب القوات المسلحة ومساندتها في معركة الكرامة، كما دعا قادة مجتمع المحلية لتوحيد الصف ووحدة الكلمة وقوفاً ودعماً وسنداً للقوات المسلحة.
الدراسة عن بُعد بجامعة الخرطوم
في الأثناء، قال مدير جامعة الخرطوم عماد الدين الأمين الطاهر، إن الدراسة عن بُعد قد بدأت بالفعل في كليات الطب، والصيدلة، وطب الأسنان، وعلوم التمريض وكلية العمارة حسب توصيات مجلس العمداء. وأضاف أن عدداً من الكليات التي أكملت المقررات الدراسية بدأت الآن في الترتيب لعقد امتحاناتها، وأن طلاب الدراسات العليا قد بدأوا إجراءاتهم للامتحان بالتنسيق مع نواب عميد كلية الدراسات العليا في المجالس المتخصصة. وفيما يخص الجامعات التي تم تحديدها كمراكز للإمتحانات أكد مدير الجامعة أن العمداء قد تواصلوا مع نظرائهم في الجامعات المعنية ويجري الترتيب الآن لإجراء الامتحانات.
وأضاف المدير، أنه تقديراً لظروف الكثير من الطلاب والذين هم خارج السودان بسبب الظروف المعلومة، فقد تم التواصل مع سفارة السودان بالقاهرة لتحديد موقع يكون مركزاً للامتحان لطلاب الجامعة المعنيين بهذه الامتحانات حسب كلياتهم، مقدماً الشكر لجهات الاختصاص بمصر علي الموافقة والإعداد لإقامة مركز الامتحانات بالقاهرة. (وكالات)
«الحرية والتغيير» تنفي تشكيل حكومة منفى
نفت قوى «الحرية والتغيير»، أمس الثلاثاء، إعلان سعيها إلى تشكيل «حكومة منفى» بدعم خارجي، لسد الفراغ السياسي في البلاد جرّاء الحرب الدائرة.
وأكدت قوى «الحرية والتغيير» وجود مؤشرات ترجح خيار الحل السياسي في السودان. وقال خالد عمر يوسف أحد قادة التحالف، عبر تويتر: إن وفد القوى السياسية لم يناقش بتاتاً خلال جولته الإفريقية الأسبوع الماضي مسألة تشكيل حكومة منفى سودانية.
وأضاف أن الجهد مُنصب حول كيفية الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإطلاق عملية سياسية شاملة، والتعامل العاجل مع الأزمة الإنسانية التي تعصف بالبلاد.
يأتي حديث يوسف رداً على ما راج في السودان بأن وفد القوى السياسية السودانية بحث مع القادة والمسؤولين في المنظمات الإقليمية والدولية خيار تشكيل حكومة منفى لسد الفراغ السياسي والدستوري الذي أوجدته الحرب. وأضاف يوسف: هنالك بعض المؤشرات التي ترجّح خيار الحل السياسي الآن، بداية من التصريحات الإيجابية التي صدرت من قادة القوات المسلحة والدعم السريع حول تفضيلهم خيار التفاوض، والموقف الدولي الذي عبرت عنه قمم الاتحاد الإفريقي ودول الجوار، إضافة إلى استعداد السعودية والولايات المتحدة استئناف محادثات جدة في القريب العاجل.
وشدّد على أن أي حل سياسي يجب أن يجيب عن أسئلة مفتاحية على رأسها كيفية إنهاء وضعية تعدّد الجيوش، والوصول إلى جيش واحد مهني وقومي ينأى عن السياسة، ويُعبّر عن تعدد وتنوع السودان ويواجه العنف، ويخضع للسلطة المدنية ولحكم القانون، بجانب كيفية تأسيس نموذج شامل للعدالة ينصف ضحايا الجرائم التي ارتُكبت في عقود متعددة وآخرها حرب 15 إبريل/نيسان الماضي، وكيفية محاسبة الجناة.
(وكالات)