عادي

25 يوليو 2023

02:19 صباحا




قراءة

دقيقتين

الهند – أ ف ب
تعكس جدران متفحمة، وأسقف منهارة، ونوافذ محطمة، في كنيسة صغيرة تابعة لمجموعة «الكوكي» العرقية في الهند، مدى خطورة العنف العرقي الذي أدى إلى هجمات طائفية في ولاية مانيبور الهندية.
ولقي ما لا يقلّ عن 120 شخصاً، مصرعهم في ثلاثة أشهر خلال، أعمال عنف عرقية في الولاية الواقعة شمال شرق الهند، بين مجموعتي «الميتي» ذات الأغلبية الهندوسية، و«الكوكي» وهم مسيحيون.
وأنقاض كنيسة «الكوكي» في امفال واحدة من بين أكثر من 220 كنيسة، و17 معبداً، دمرت خلال أشهر بسبب أعمال العنف، بحسب تقرير لمجلة «انديا توداي».
وعلى الجهة الثانية من الكنيسة المحترقة، أقام القس المعمداني زوان كامانغ داماي، القداس، مع ثلث العدد المعتاد من رعيته من الكوكي التي تقدر بنحو 800 شخص، بعد فرار العديد منهم.
وقال: «بعد اندلاع أعمال العنف، انتقلوا إلى أماكن مختلفة للنجاة بأرواحهم. إنهم يرغبون في العودة، ويريدون أن يتاح لهم العيش هنا من جديد. يرغبون في العيش مع عائلتي». وينتمي الكاهن إلى جماعة «الناغا»، وهي جماعة قبلية رئيسية أخرى في المنطقة نجت إلى حد كبير من الهجمات الانتقامية.
لكن الكثير من أبناء رعيته ابتعدوا خوفاً من تكرار أعمال العنف. ويؤكد الرجل (55 عاماً): «علينا احترام كل الأديان نزاع هنا وهناك.. علينا تجنب مهاجمة أماكن العبادة».
واندلعت أعمال العنف في مانيبور في مايو/ أيار الماضي، بعد احتجاج مجموعة من «الكوكي» على مطالب قبيلة «ميتي»، على امتيازات مثل حصص في الوظائف الحكومية، ومقاعد في الجامعات. وزاد هذا الأمر من مخاوف «الكوكي» من أن تؤدي الامتيازات إلى حصول «الميتي» على أراضٍ تابعة حالياً لمجموعات قبلية.
وأجبر عشرات الآلاف من الأشخاص على الفرار إلى معسكرات تديرها الحكومة بسبب الصراع.
وتعهد وزير الداخلية أميت شاه، بإجراء «تحقيق شامل ومعمق ونزيه» في أعمال العنف، مؤكداً وقوف حكومته «بجانب شعب مانيبور». بينما تقول منظمة «هيومن رايتس ووتش»، إن سلطات الدولة أقرت «تشريعات مدفوعة سياسياً، وتثير الانقسامات لتعزيز الأغلبية الهندوسية».
ويرى كثيرون أن الانقسامات الدينية تزيد حدة المشاكل. وتعتنق أغلبية الميتي الهندوسية، لكن يوجد عدد صغير من المسيحيين في صفوفهم. ويقول هؤلاء إنهم تعرضوا لهجمات أيضاً.
وروى «بي» وهو رجل من «الميتي»، كيف شعر بالرعب عندما شاهد كنيسته تحترق على يد مجموعة غوغاء.
وقال، إن الهجمات التي استهدفت الكنائس تظهر جلياً أن هناك «بعداً دينياً» للتوترات. لكن آخرين قالوا، إنه بينما هوجمت كنائس مجتمع «الكوكي»، فإن كنائس «الناغا» لم تتعرض لهجمات.
وقالت إيفا، وهي مسيحية من أصول تعود لكل من «الميتي» و «الناغا»، طلبت عدم ذكر اسمها الكامل، إن النزاع لا يتعلق بالحق في الأرض أو الوظائف الحكومية فقط. وتابعت: «تم تدمير وإحراق كنائس الميتي»، موضحة «لو كان الأمر يتعلق بالكوكي والميتي فقط، لماذا تعرضت كنائس الميتي للهجوم؟ الدليل قاطع».

https://tinyurl.com/2p9t77tr


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version