بحث رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي مع سفير فرنسا لدى ليبيا مصطفى مهراج، خلال لقائهما في طرابلس أمس الاثنين، مستجدات الأوضاع السياسية في ليبيا، وسبل دعم عمل اللجنة العسكرية المشتركة «5+5»، فيما اتهم عضو المجلس الأعلى للدولة، سعد بن شرادة، المبعوث الأممي عبد الله باتيلي بأنه يطعن دائماً «في أي اتفاق يصل له الليبيون ويعمل على التقليل من شأنه».
وقال المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي إن السفير الفرنسي لدى ليبيا نقل للمنفي، خلال اللقاء، تحيات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وتمحور اللقاء حول مستجدات الأوضاع السياسية في ليبيا، وسُبل دعم عمل اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، ودفع العملية السياسية، للوصول إلى الانتخابات.
من جهة أخرى، قال عضو المجلس الأعلى للدولة، سعد بن شرادة أمس الاثنين، إن «باتيلي يعمل على إرباك المشهد السياسي في ليبيا، وذلك عندما تحدث عن ضرورة إشراك كل المواطنين الليبيين في الاتفاق»، مؤكداً أن مجلسي الدولة والنواب «يمثلان كل الشعب الليبي بما فيها الأطراف المسلحة»، وفق ما نقلت وكالة أنباء العالم العربي.
وكان المبعوث الأممي قد قال أمس الأول الأحد، إن البعثة الأممية لا تدعم طرفاً أو إقليماً على حساب آخر في ليبيا، ولا تساند أي قادة ضد آخرين.
وأوضح باتيلي في كلمة أمام ملتقى لحكماء فزان، أن مستقبل البلاد «يجب ألا يتوقف أو يعتمد فقط على مجلسي النواب والدولة، بل على طموحات ورغبات الليبيين».
وأكد ابن شرادة أن مجلسي النواب والدولة «ماضيان في تحقيق التوافق الكامل ومستمران في خريطة الطريق، ولن يأخذا تصريحات المبعوث الدولي في الاعتبار».
واعتبر تصريحات باتيلي عن أن خريطة الطريق هي لتقاسم السلطة بين مجلسي الدولة والنواب بأنها «كلام مغلوط لأن لجنة (6+6) أقرت قانون انتخابات لا يقصي أي طرف أو مواطن ليبي»، في إشارة إلى اللجنة المشتركة بين مجلسي النواب والدولة المعنية بقوانين الانتخابات.
من ناحية أخرى، وصف ابن شرادة الملف الليبي بأنه «معقد»، مضيفاً «لذلك فإن باتيلي لا يستطيع الخروج عما تريده الأطراف الدولية المتصارعة على الساحة الليبية. والدول الخمس الكبرى لا سيما روسيا والولايات المتحدة لديها خلافات حادة في الملف الليبي، وهذا السبب الذي يدفع باتيلي للضرب بأي اتفاق بين الليبيين».
وأضاف «ليبيا لا تريد مصالحة بل تريد بناء دولة، والمصالحة تأتي لاحقاً، لكن أولاً يجب أن نبني مؤسسات الدولة، وهو ما تم الاتفاق عليه من خلال خريطة الطريق التي أقرها مجلسا الدولة والنواب، من أجل تشكيل حكومة جديدة وإجراء انتخابات، لكن باتيلي ضرب هذا الاتفاق في مقتل ولم يعترف به».
كما أضاف «لا يوجد اتفاق كامل بين كل الأطراف السياسية، حتى في أكثر الدول ديمقراطية في العالم، لذلك فإن حديث باتيلي عن ضرورة اتفاق كل الليبيين كلام غير واقعي، وهو فقط ينفذ ما تطلبه الدول المتحكمة بالملف الليبي، التي تتنافس فيما بينها على ليبيا، وليس لديها رؤية موحدة بل خلافات عميقة».
وأوضح أن «الدول المتحكمة بالملف الليبي كونها مختلفة حول ليبيا، فإنها تعمل على إفشال أي اتفاق سياسي تصل له الأطراف الليبية، ولا تريد استقرار ليبيا».
(وكالات)