أصيبت موظفة تركية بجروح خطرة، أمس الثلاثاء، من جراء هجوم مسلّح على القنصلية الفخرية للسويد في محافظة إزمير في غرب البلاد، وفق السلطات المحلية وتقارير إعلامية، فيما أكدت الحكومة السويدية، أن حوادث حرق المصحف في الآونة الأخيرة زادت من التهديدات التي تواجهها الدولة، وأنها ستعزز الإجراءات الأمنية على الحدود وفي الداخل، وستمنح الشرطة سلطة أوسع لإيقاف الأشخاص وتفتيشهم، في وقت استدعت وزارة الخارجية الإندونيسية سفيري السويد والدنمارك في جاكرتا، وسلمتهما مذكرة احتجاج دانت فيها حالات تدنيس القرآن الكريم من قبل المتطرفين في كلا البلدين.
وأعلن مكتب المحافظ أن الهجوم نفّذه شخص «معوّق ذهنيا» في منطقة كوناك في إزمير. وذكرت محطة «ان تي في» التلفزيونية الخاصة أن الهجوم وقع أمام القنصلية الفخرية للسويد، ولفتت إلى أن المصابة وهي سكرتيرة في البعثة الدبلوماسية، بحال حرجة. وأوقفت السلطات التركية المهاجم وبحوزته السلاح المستخدم وفتحت تحقيقا في الواقعة، وفق مكتب المحافظ.
ومن جهته، قال رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترسن، في مؤتمر صحفي، إن الوضع الأمني في السويد معقد، لأسباب، من بينها على وجه الخصوص تأخر انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي. وأضاف أن الحكومة ستعزز مؤقتاً الأمن الداخلي ومراقبة الحدود، ما يمنح الشرطة سلطة أوسع لإيقاف وتفتيش الأشخاص. كما حث الناس على استخدام حرية التعبير بمسؤولية واحترام. وأشار وزير العدل غونار سترومير في المؤتمر الصحفي نفسه إلى أنّ مواطني الدول الأخرى في فضاء شنغن سيخضعون لإجراءات أمنية مشدّدة قبل دخولهم السويد.
وعقدت منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة جلسة استثنائية، أمس الأول الاثنين، أيضاً لمناقشة التطورات في الآونة الأخيرة، ودانت بشدة حرق المصحف. ودعت المنظمة الدول الأعضاء إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية، في البلدان التي تتم فيها الإساءة للمصحف. وقال كريسترسن إن إدخال تغييرات شاملة على قوانين حرية التعبير في السويد ليس مطروحاً للنقاش، لكن الحكومة تبحث في تغييرات قد تسمح للشرطة بمنع حرق المصاحف في الأماكن العامة، إذا كان هذا يمثل تهديداً لأمن السويد. وأضاف «لدينا أنظمة سياسية مختلفة تماماً (عن بعض منتقدي السويد)، ووجهات نظر مختلفة تماماً حول حقوق الإنسان، ومنها حرية التعبير… الأمر ليس أن السويد تكيف نفسها في ضوء مطالب الدول الأخرى من السويد. نحن لا نفعل ذلك».
من جهة أخرى، قال المتحدث الرسمي الخارجية الإندونيسية، تيوكو فايزاسيا، أمس الثلاثاء، إن استدعاء سفيري السويد والدنمارك تأكيد على موقف إندونيسيا الرافض لتدنيس الرموز الدينية المقدسة. وأضاف فايزاسيا: «نريد أن نرى العدالة في التعامل مع القضايا ذات الحساسية الكبيرة، وذلك بالنظر إلى مدى التقارب العاطفي بين شعبنا والكتاب المقدس المعني (القرآن الكريم)». وشدد المتحدث على أنه لا يمكن اعتبار حوادث تدنيس القرآن الكريم بأنها حرية تعبير عن الرأي وحسب، بالنظر إلى العواقب الكبيرة المترتبة على مثل هذه الأفعال. (وكالات)