بيروت: «الخليج»، وكالات
يستكمل مجلس الوزراء اللبناني مناقشة مشروع موازنة 2023، غداً الخميس، بعد أن قرر طرح مسألة الاقتراض من مصرف لبنان، فيما تسلم وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، أمس الثلاثاء، رسالة من 15 سفيراً يحثون فيها الجهات اللبنانية المختصة على الإسراع في التحقيقات القضائية الخاصة بانفجار مرفأ بيروت، في حين تجددت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة رغم اتفاق وقف إطلاق النار بسبب عدم التزام الجماعات المتشددة، وإصرارها على مواصلة التصعيد.
ويعود مجلس الوزراء إلى الاجتماع غداً الخميس لمتابعة دراسة مشروع موازنة 2023 ولإقرار طلب الاقتراض من مصرف لبنان لتغطية حاجات الدولة لمبلغ 1.2 مليار دولار لمدة 6 أشهر، وسط انقسام بين مكونات الحكومة، حيث يرفض بعضهم سياسة الاقتراض من المصرف المركزي إلا بعد إقرار مشاريع قوانين «الكابيتال كونترول» وهيكلة المصارف وإنجاز التوازن المالي، وإقرار موازنة متوازنة.
من جهة أخرى، استقبل بوحبيب أمس الثلاثاء 15 سفيراً وقائماً بالأعمال من الدول الموقعة على البيان المشترك الخاص بانفجار مرفأ بيروت في مجلس حقوق الإنسان. وسلم السفراء بوحبيب رسالة، يحثون فيها الجهات اللبنانية المختصة على الإسراع في التحقيقات القضائية الخاصة بانفجار مرفأ بيروت، بخلاف المنحى البطيء الذي سلكته حتى تاريخه، معربين عن قلقهم من الاستمرار في إعاقتها. وأكد بوحبيب التزام الحكومة اللبنانية بكشف الملابسات المحيطة بانفجار المرفأ، مع التشديد على أن تلك المسؤولية تعود للقضاء اللبناني الذي عليه القيام بمهامه، وفقاً للقوانين والأصول التي ترعى عمل القضاء، في ظل مبدأ فصل السلطات، آملاً أن تسلك الأمور مسارها المناسب، سواء على صعيد المؤسسات القضائية، أو المؤسسات الدستورية للدولة.
على صعيد آخر، لا تزال أصوات القذائف تسمع ببن الحين والآخر في مخيم عين الحلوة جنوبي البلاد، مترافقة من إطلاق الرصاص، وبينما تراجعت حدة الاشتباكات الليلة قبل الماضية، عادت وارتفعت بعد ظهر أمس بسبب عدم التزام الجماعات الإسلامية المتشددة وقف إطلاق النار، وقد شنت هجوماً على أحد مراكز «فتح» على محور البركسات حي الطوارئ. وكان المخيم قد شهد الليلة قبل الماضية اشتباكات متقطعة ارتفعت حدتها بعيد منتصف الليل، وخصوصاً على محور الطوارئ البركسات، حيث سمعت أصوات الأسلحة الرشاشة والقذائف بشكل متقطع حتى صباح أمس، الأمر الذي أبقى اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه يترنح تحت وطأة هذه الخروق المستمرة.
وفي هذا السياق، عقد، أمس الثلاثاء، اجتماع بدار الإفتاء في صيدا ضم شخصيات سياسية وروحية لاتخاذ موقف موحد حيال ما يحصل في المخيم. وبعد الاجتماع طالب مفتي صيدا سليم سوسان، بوقف إطلاق النار فوراً في المخيم، مؤكداً أن «هذا المخيم هو جزء من مدينة صيدا التي قدمت شهداء من أجل فلسطين، ولم تتخل يوماً عن الفلسطينيين»، مشدداً على أن «هذا التقاتل عبثي، ونحن حريصون على الأمن الفلسطيني في عين الحلوة وعلى الأمن اللبناني في صيدا ولا نقبل أن تصاب مدينتنا بأي سوء»، لافتاً إلى أنه «ليس من الطبيعي أن يترجم الاختلاف بالرصاص والقذائف». وطالب سوسان اجتماع هيئة العمل المشترك في بيروت ب «الإسراع في تشكيل لجنة تحقيق على الفور، ومباشرة عملها دون تسويف أو مماطلة لكشف الجناة الذين قتلوا اللواء العرموشي وتسليمهم إلى الأمن اللبناني كما اتفق فلسطينياً ولبنانياً».